الحياة -
البريطانيون إلى«مستوطنات»حول العالم
يُقدر مكتب الاحصاءات العامة البريطاني بأن واحداً من كل 10 بريطانيين يعيش خارج بلاده ما يعني ان حوالي 6 ملايين من رعايا الملكة «مستوطنون» في بقاع العالم من بينهم حوالي 150 ألفاً على الأقل في دول عربية وشرق أوسطية.

ومع ان «الهجرة البريطانية» بدأت دورياً منذ أكثر من 200 عام، خصوصاً الى الولايات المتحدة بعد حرب استقلالها، الا ان احصاءات جديدة اشارت الى ان معدل «النزوح» عن الجزر البريطانية بات يدور عند وتيرة ألفي شخص اسبوعياً وسجل العام الماضي رقم 385 ألف شخص (2005 – 2006) في مقابل وصول 574 ألف شخص الى بريطانيا وبحوالي 25 ألف شخص أقل من العام الاسبق.

وتُفسر هجرة البريطانيين بأنها بحث عن «حياة أفضل» وطقس معتدل وهرباً من رئيس الوزراء الجديد غوردون براون الذي زاد نسب الضرائب خلال توليه منصب وزارة الخزانة (10 سنوات) نحو ضعفي مستوى التضخم وأكثر من نسب زيادة الاجور.

ويقول ريتشارد غريغان، المدير الاداري لشركة خاصة تهتم بمساعدة المهاجرين الباحثين عن «وطن جديد»، ان الطقس من أبرز أسباب الهجرة حيث تتوجه الغالبية الى دول مشمسة او معتدلة الطقس أبرزها استراليا التي يعيش فيها 1.3 مليون بريطاني ونيوزيلندا (215 الفاً) والولايات المتحدة (678 الفاً) وفرنسا (200 الف) واسبانيا (761 الفاً)، وجنوب افريقيا (212 الفاً) اضافة الى قبرص (60 الفاً) ودول الخليج العربية.

وتُظهر احصاءات رسمية ان ما يصل الى 60 الف بريطاني يعيشون بصورة شبه دائمة في الامارات و26 الفاً في السعودية و11 الفاً في البحرين و11 الفاً في الضفة الغربية (غالبيتهم في مستوطنات) وغزة وما يصل الى 44 الفاً في اسرائيل.

وما يُشغل بال المسؤولين البريطانيين ان الدول الاجنبية المشمسة بدأت تجتذب صغار السن (بين 30 و40 عاماً) او ذوي المهن، خصوصاً في القطاع الطبي، حيث هاجر ما يصل الى 8 آلاف طبيب وممرض واختصاصي، بينهم 3 آلاف الى استراليا وحدها، لبناء حياتهم في بلد رخيص نسبياً.

وتحاول الحكومة البريطانية تعويض الخبرات عبر اجتذاب الشباب من دول شرق اوروبا التي انضمت حديثاً الى الاتحاد الاوروبي لكن تدفق هذه الشرائح بدأ يتراجع بسبب الغلاء والضرائب.

ولاحظ مكتب الاحصاءات، الذي اشار الى ان عدد سكان الجزر البريطانية ارتفع الى 60.1 مليون شخص (57.1 مليون في العام 2001) من بينهم 4.5 مليون شخص ولدوا خارج بريطانيا، ان وتيرة الهجرة كانت العام الماضي الاسرع منذ 30 عاماً.

ومع ارتفاع نسبة المهاجرين من دول العالم الثالث الى بريطانيا ارتفعت نسبة الولادات العام الماضي الى 734 الفاً من متوسطها السابق البالغ 663 الفاً، كما تراجعت نسب الوفيات بمعدلات بسيطة وان كانت زادت نسب الراحلين بأمراض مستعصية.

وما لفت النظر في الاحصاءات ان عدد المسنين الى ازدياد بنسب ملموسة وبلغ عدد من تجاوز الـ75 عاماً مستوى 3 ملايين ما شجع الحكومة البريطانية على رفع أهلية البقاء في العمل من سن الـ65 الى 67 لتوفير بعض ما ستتحمله من معاشات تقاعدية.

ومن بين الاحصاءات ان ما يصل الى 71.6 الف شخص ولدوا في الشرق الاوسط، ما عدا في ايران والعراق، يعيشون في بريطانيا نسبة 40 في المئة منهم في لندن. ولم تُظهر الارقام عدد افراد عائلاتهم.

تمت طباعة الخبر في: الخميس, 26-ديسمبر-2024 الساعة: 01:52 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almotamar.net/news/48200.htm