المؤتمر نت - من المؤتمر العام السابع

المؤتمرنت – استطلاع - جميل الجعدبي -
المؤتمر .. مسيرة عطاء ونضج سياسي
قال أكاديميون وسياسيون يمنيون إن اعتماد تعامل شركاء المؤتمر في الديمقراطية على أسلوب المناكفات يضر كثيراً بجوهر الديمقراطية، ويعد واحداً من العوائق والتحديات المستقبلية التي تواجه المؤتمر الشعبي العام ( الحزب الحاكم في اليمن ) في مجال تنمية الديمقراطية، وكذا ما تحكيه القوى المتضررة من الوحدة خارج اليمن وداخلة.

واستعرض أكاديميون من جامعات (عدن، صنعاء، الحديدة) في استطلاع للمؤتمرنت بمناسبة الذكرى الـ25 للمؤتمر أبرز المحطات الحافلة بالإنجازات الكبيرة في مسيرة المؤتمر الشعبي العام. وكذا ابرز التحديات المستقبلية.

وفي هذا الصدد يؤكد الدكتور أحمد صالح منصر –استاذ الاقتصاد بجامعة عدن- إن ما تحقق من إنجازات في مسيرة المؤتمر الشعبي العام يعادل أضعاف ما تحقق خلال 100 عام في تاريخ اليمن.

وقال: مسيرة المؤتمر حافلة بالإنجازات الحقيقية على كل الأصعدة الاجتماعية والثقافية والاقتصادية، وكذا تأسيس الديمقراطية وتنفيذها من خلال الانتخابات النيابية والمحلية والرئاسية.

ويرى الدكتور منصر إن ما تحكيه القوى المتضررة مما حصل في اليمن يعد من أكبر التحديات التي تواجه المؤتمر، سواء كانت هذ1ه القوى خارج اليمن أو داخله.

ويضيف: (نجد إن هذه القوى تضع عوائق أمام الوحدة الوطنية والسلم الاجتماعي)، مشيراً إلى أن المؤتمر بتكوينه قادر على تجاوز كل هذه العوائق.

نضوج سياسي
ومن جامعة الحديدة يرى الدكتور أحمد المعمري-أستاذ علم النفس- مسيرة المؤتمر ترتكز على ثلاث إضاءات هامة، أولاها: إنه حزب مدني ديمقراطي، والثانية إنه حزب وحدوي تحققت الوحدة في عهده، والثالثة إنه يدعو للسلم الاجتماعي وممارسة الديمقراطية الداخلية ومع الآخرين، وهي العوامل التي ساعدت على استمرار المؤتمر ووصوله إلى مرحلة من النضج السياسي.

وعن العوائق والتحديات التي تواجه المؤتمر يرى الدكتور المعمري إن العدد الهائل لأعضاء المؤتمر قواعد في الريف والحضر بقدر ما هي صفة إيجابية إلا أنها تحتاج لعملية غربلة وتحديث.

ويضيف: (شركاء المؤتمر في الديمقراطية واعتمادهم على المناكفات أكثر من جوهر الديمقراطية)، وهذا يضع المؤتمر أمام تحدياً لتنمية الديمقراطية.

واختتم حديثه بالقول: (بعض أعضاء المؤتمر لا يستوعبون مفهوم الولاء التنظيمي).

* ترفع عن الصغائر

وعن التحديات التي تواجه المؤتمر الشعبي العام يرى الدكتور عبدالعزيز الشعيبي-أستاذ العلوم السياسية بجامعة صنعاء- إن طبيعة العمل الديمقراطي تقتضي بالحال الاعتراف للقوى السياسية بحقها في العمل، وهذا ربما لا يدركه الآخرون، والذين لم يترفعوا عن الصغائر، وبالتالي يستغلون هذا المناخ الديمقراطي في اليمن للكيد للمؤتمر الشعبي العام من منطلق العداوة والبغضاء ومحاولة إيقاف عجلة التقدم السياسي التي هي مسئولية الجميع وليس فقط المؤتمر الشعبي العام.

ويقول الدكتور الشعيبي في حديثه للمؤتمرنت: طبيعة المتغيرات الدولية والانفتاح الذي جعل بعض القوى السياسية تتصرف دون وازع من ضمير أو قيم بالانحياز إلى أفكار هي دخيلة على الوطن اليمني.

ويضيف: وتأتي صعوبة مواجهة هذا الأمر أو التحدي من قبل المؤتمر الشعبي العام إن جزءاً من الاستراتيجية التي يضعها للنمو والتطور في جزء منها ربما تتصرف لمواجهة هذه التحديات.

ويتحدث الدكتور الشعيبي عن مسيرة وبداية تأسيس المؤتمر بالقول: (في البداية كان المؤتمر عبارة عن تجمع يحوي مختلف التوجهات والأفكار السياسية التي كانت تدار بطريقة سرية في ظل الأوضاع التي نعلمها جميعاً في بداية السبعينات والثمانينات، وكان لفخامة الرئيس علي عبدالله صالح الدور الأبرز في الحوار أولاً، والمصداقية والتوجه الوطني لصبغ هذه الأفكار المتناثرة بصبغة وطنية تخدم المصلحة العليا للوطن.

مشيراً إلى أن المؤتمر جاء في البداية وليد كثير من الحوارات بين القوى الوطنية، لكي تمارس عملها في وضح النهار دون شك، وإنما يحدوها الأمل بالتطلع إلى واقع سياسي أفضل وأرحب.

ويضيف: (ولذا وجدنا الحياة السياسية في رحاب المؤتمر الشعبي العام أكثر وضوحاً وأكثر انتشاراً ورغبة؛ بالإضافة إلى الحقيقة لإضافة الأفكار البناءة لتطوير العمل السياسي).

*فكر يمني

وقال الشعيبي: (كان اهتمام المؤتمر منذ تأسيسه التركيز على قضية الوحدة اليمنية كهدف من أهداف الثورة اليمنية المباركة سبتمبر وأكتوبر، ولذا وجدنا إسهامه فاعلاً في تذليل كثير من الصعاب، واعتماد الحوار كوسيلة للتقريب بين وجهات النظر بين ما كان يسمى بالشطرين في الشمال والجنوب).

منوهاً إن الوصول إلى يوم الوحدة المباركة كان نتاج للوعي والتطور السياسي الحاصل.

وقال: (وعلى الرغم من إن دعاة الانفصال حاولوا إجهاض التجربة الديمقراطية، إلا أن دور المؤتمر هنا كان يمنياً خالصاً كطبيعته التي نشأ فيها من خلال فكر يمني أصيل، وليس مستورداً أو منحازاً لإيديلوجية شرقية أو غربية.

معتبراً هذا النضوج في فكر المؤتمر حال دون تحقيق أهداف الانفصاليين في تفويض وحدة اليمني التي انتظرها الشعب طويلاً.

مشيراً إلى إسهام المؤتمر الفاعل في تطور العمل السياسي الديمقراطي إلى مستويات أرحب وأوسع ممثلة بالانتخابات سواء الرئاسية أو البرلمانية أو المحلية، أو على المستوى الاقتصادي والاجتماعي.

وأضاف: ويكن الإشارة إلى البساطة التي تميز بها إطار المؤتمر والذي يتناسب بطبيعة الحال مع أصل اليمني الذي يرفض الغلو والتطرف والتشدد، ولذا جاء تميزه من خلال التزامه بالأفكار والمعتقدات التي تنتمي إليها اليمن في إطار العروبة والإسلام.
تمت طباعة الخبر في: الجمعة, 27-ديسمبر-2024 الساعة: 09:21 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almotamar.net/news/48215.htm