مسارح وأنشطة نوعية بين الأمانة والبيضاء

المؤتمر نت - نزارخضير -
قتلتها مكاتب التربية وأحيتها المدارس من جيوبها

ربما لم يعد في الزمن متسع للانتظار حتى يتحرر القرار من بيروقراطية المكاتب المعهودة، فبات حقاً على البعض أن يسعف راية بفحوى المثل: "إبدأ له ولا تشاورة" وهو الأمر الأمر الذي بادرت إليه بعض الإدارات المدرسية لتحريك جمود الأنشطة الإبداعية لطلابهم – ولو على حساب النفقات الخاصة.
ففي مبادرة جرئية استضافت ثانوية عبدالناصر بأمانة العاصمة يوم الاثنين وفداً من ثانوية "جمعان" النموذجية بـ "رداع" محافظة البيضاء ضم عدداً من المدرسين وحوالي عشرين طالباً بهدف تبادل الخبرات والتجارب والقيام بفعاليات مشتركة. فكان أن قدم طلاب ثانوية "جعمان" إذاعة صباحية متميزة، إلى جانب العرض المسرحي الشعري الرائع الذي يناقش هموم التعليم، وهو ما اعتبره الأستاذ أحمد ناصر الحداء – مدير ثانوية عبدالناصر- "نقلة نوعية في تاريخ النشاط المدرسي أن ينبعث على خشيته فن المسرح الشعري ا لهادف الذي غاب عن كبرى المسارح الاحترافية".
وفي تصريح خاص لـ "المؤتمر نت" قال الأستاذ أحمد حسين الوريث – مدير ثانوية جمعان: " إن هدفنا من تنظيم هذا الزيارات هو لتعرف عن كثب على هذه القلاع ا لتربوية الشامخة، وتبادل الخبرات بين أعضاء هيئة التدريس والتعرف على الوسائل الحديثة في التعليم". وأضاف: "نسعى دائماً إلى تحديث وتطوير مؤسساتنا التربوية من خلال التواصل والتعاون".
وفي حديثه عن الفرقة التي قدمت العرض المسرحي الشعري قال: "إن فرقة المسرح المدرسي تميزت عن سواها، وأصبحت نفسها فرقة مكتب الثقافة والفنون بالمحافظة.. وإن المسرح ا لمدرسي هو جزء لا يتجزأ من اليوم الدراسي لأنه يقوَّم السلوك بشكل مباشر من على خشبته".
ومن جهته أكد الأستاذ أحمد ناصر الحداء على أهمية تفعيل الأنشطة قائلاً: "المدرسة إذا ما فرغ من أي أنشطة ثقافية رياضية، فنية، أو اجتماعية، تصبح مؤسسة مملة لا تشجع الطالب على مواظبة الدوام فيها؛ بالإضافة إلى أن هذه الأنشطة تنمي المدارك وتكشف المواهب وتأخذ بيد المبدعين إلى تطوير قدراتهم على نحو أكاديمي سليم".
كما علمت "المؤتمر نت" من مصادر تربوية أن وفد البيضاء سيزور أيضاً مدرسة الكويت وطارق بن زياد في الأمانة، وبالمقابل فإن هذه المدارس تخطط لإرسال وفود مماثلة إلى عدة محافظات وفي مقدمتها البيضاء.
لكن الغريب في الأمر أن مكاتب التربية التي علمت بالأنشطة وشجعتها لم نتبادر إلى تغطية أي جزء من تكاليفها؛ الأمر الذي أضطر مدراء المدارس إلى الإنفاق من جيوبهم على هذا الجانب الحيوي من التعليم الذي قتلته مكاتب التربية بروتينها وإجراءاتها المعقدة.
تمت طباعة الخبر في: الأربعاء, 27-نوفمبر-2024 الساعة: 10:37 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almotamar.net/news/4863.htm