القوات الخاصة تمتلك مهارات كافية

بقلم: فرانك جاردنر- ترجمة: نزار العبادي -
استراتيجية يمنية جديدة في مكافحة الإرهاب
منحت هيئة الإذاعة البريطانية “BBC” إذناً حصرياً في الوقوف على حقيقة الإستراتيجية اليمنية الجديدة المثيرة للجدل في قدرتها على إلحاق الهزيمة بخلايا القاعدة.
فقد تم أخذنا إلى إحدى قواعد التدريب السرية في جبال اليمن، حيث كانت هناك قوات أمريكية خاصة تشرف على تدريب قوات يمنية لمكافحة الإرهاب ومطاردة فلول القاعدة. ولم يكن بوسع أحد معرفة هذا المكان بما فيهم معظم أفراد الحكومة اليمنية، فهناك حساسية عالية جداً من مسألة التعاون العسكري مع أمريكا، حيث أنهم أخبرونا بأنه لم يسبقنا أي صحفي لرؤية هذا المكان.
ومع أن اليمن تواجه مشكلة الخلايا الإرهابية لتنظيم القاعدة، لكنها بدت جديرة بالتعامل معها. فالقوات الخاصة اليمنية كانت عائدة لتوها من تنفيذ مهمة إغارات وقت الفجر وعملية اعتقال. فهي الآن تمتلك المهارة الكافية لتعقب واصطياد عناصر القاعدة.
 استراتيجية مثيرة للجدل
إن السلطات في اليمن عملت حديثا على تطوير صيغاً جديدة وفي غاية البراعة لتقريب الرؤى. إذ أنها وجهت لي دعوة الحضور إلى وزارة العدل لرؤية تلك الصيغ على أرض الواقع. حيث وجدت في الداخل قاضياً مسلماً ورعاً يجلس مع ما يسمونهم أنصار سابقين للقاعدة، تم إطلاق سراحهم من السجن بكفالة بعد أن تعهدوا بالتخلي عن أعمال العنف.
وكان يراودني أمل في أن يخبروني عن الكيفية التي يتم بها التطوع بصفوف القاعدة في اليمن، إلا أنهم كانوا متوترين من جراء وجود رجل أمن بمقدوره الاستماع لحديثهم.
 رسالة السلام
تحدثت إلى (رشاد) الذي سبق له أن قاتل في أفغانستان، حيث أنه مسجون منذ عامين بدون محاكمة، فقال إنه لم يرتكب جرم، لكن الحكومة تصر على كونه أحد المتطرفين البارزين الذين يدعون إلى قتل غير المسلمين.. ومع ذلك فإن الرسالة التي وجهها كانت إحدى رسالات السلام، إذ قال رشاد: (إن واجب المسلمين عامة ليس القتل وسفك الدماء. فالإسلام دين يدعو للسلام والتسامح، وهو ضد القتل).
أيده بالرأي أحد رفاقه، وقالا إن الحوار كان خطوة دافعة للأمام، ثم قال أحدهما: (نحن نتعامل مع الناس بلغة الحوار والمنطق، أما الأسلحة والبنادق فهي الملاذ الأخير في سبيل الدفاع عن البلد).
ولكن عندما سألت عمن كان يستخدم تلك الأسلحة، تدخل القاضي حمود الهتار قائلاً: (ذلك ليس هو الشأن الذي نحن بصدد نقاشه في هذا المكان). وكان الهتار المعروف كداعية حكومي قد تلقى تهديدات بالقتل. ورغم ذلك توفق كثيراً في هداية المتطرفين إلى درجة أن وجهت وزارة الخارجية البريطانية الدعوة له لإلقاء محاضرات في لندن. كما يقول القاضي الهتار: (إن طبيعة النتائج تعتمد على إقناع الناس من خلال القرآن والتشريعات الإسلامية، وينبغي على الشباب القبول بتلك النصوص والتجاوب معها).
*مرشد جديد
في شوارع العاصمة صنعاء شرع اليمنيون حديثاً بتفعيل برامج الحوار.. أحد الأعضاء السابقين في تنظيم القاعدة تحول إلى مخبر، وأرشد السلطات إلى مكان محمد الأهدل الذي يقال أنه الممول للقاعدة، والمطلوب رقم واحد في اليمن- وجاء ذلك في إطار عملية سرية قامت خلالها القوات اليمنية الخاصة بمكافحة الإرهاب بمحاصرته خلال عقد قرانه في الشهر الماضي.. كما نفذت القوات عمليات عديدة في أماكن أخرى أيضاً.
وخلال الصيف أطلقت اليمن سراح أحد الأدلاء الذي أرشد قوات الاقتحام الحكومية إلى أحد المعاقل النائية لتنظيم القاعدة. وتقول الحكومة أنها قتلت وألقت القبض على عشرات المتطرفين. ومع كل ذلك فإن اليمن تدرك جيداً أن ليس بمقدورها إلحاق الهزيمة بالقاعدة بالرصاص وحده، وهذا هو ما يفسر حماسها للحوار الذي من شأنه قطع السبيل المغذي للتطرف.


تمت طباعة الخبر في: الجمعة, 10-مايو-2024 الساعة: 06:36 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almotamar.net/news/4897.htm