|
الأكراد يرحبون بمبادرة تقسيم العراق رفض المسؤولون العراقيون السنة والشيعة الخطة التي وافق عليها مجلس الشيوخ الأمريكي لتقسيم العراق, في حين رحب بها القادة الأكراد السبت 29-9-2007، واعتبروها "الحل الأمثل لمشاكل البلاد". ورفض رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي (شيعي) خطة مجلس الشيوخ الأمريكي لتقسيم العراق إلى ثلاثة أقاليم شيعية وسنية وكردية، ووصفها "بالكارثية"، وقال المالكي لتلفزيون العراقية وهو في طريق عودته من نيويورك؛ حيث شارك في الجمعية العامة للأمم المتحدة إلى بغداد, إن "المسألة تخص العراقيين وهم حريصون على الحفاظ على وحدة البلد". وقال إن "الداعين لمثل هذا القرار يجب أن يقفوا إلى جوار العراق ويعززوا وحدته وسيادته، بدلا من أن يقترحوا تقسيمه, فهذا سيكون كارثة لا على العراق فقط بل على المنطقة". ويرى المدافعون عن الخطة أنها الحل الوحيد لوضع حد لأعمال العنف التي تهز العراق. ورعى الخطة السناتور الديمقراطي المرشح للانتخابات الرئاسية جوزف بيدن؛ الذي قدمها على أنها المفتاح السياسي للسماح بحسب القوات الأمريكية مع منع الفوضى في العراق. إلا أن إدارة الرئيس جورج بوش رفضت تقسيم البلد إلى دول عدة على أساس الطوائف المختلفة. وهذا التصويت الرمزي يشكل قبل أي شيء تطورا جديدا في النقاش السياسي الداخلي في الولايات المتحدة حول الملف العراقي. وقد أثار موجة غضب في العراق؛ حيث تبقى مسألة الفدرالية موضوعا حساسا للغاية، في حين تجتاح البلد أعمال عنف طائفية. ودعا المالكي "مجلس النواب العراقي للاجتماع والرد رسميا على قرار مجلس الشيوخ". رفض من السيستاني من جهته قال الشيخ عبد المهدي الكربلائي الوكيل الشرعي للمرجع الشيعي آية الله علي السيستاني في صحن الإمام الحسين وسط كربلاء (110 كلم جنوب بغداد) "اعتبر مقدمو هذا المشروع أنه الحل الأفضل لإخراج العراق من الفوضى التي تعمه، وأنه يقدم حلا سياسيا لهذا البلد؛ لكنه ليس من مصلحته". وأضاف "أود التوجه بالدعوة إلى جميع الإخوة سواء كانوا من المسؤولين والكتل السياسية ومؤسسات المجتمع المدني وجميع الكيانات الدينية والثقافية بعدم الإصغاء والالتفات لأي مشروع يتضمن تقسيم العراق على أساس طائفي أو عرقي". وأكد أن "مصلحة جميع أبناء الشعب بكل طوائفه وشرائحه الاجتماعية هو أن يعيشوا موحدين بتآلف وتحاب، جميع أبنائهم من عرب وأكراد وتركمان وسنة وشيعة ومسلمين ومسيحيين, ويتعاون الجميع لإخراج البلد من دائرة العنف". ودعا الكربلائي كل الدول العربية، وخصوصا دول جوار العراق، إلى الوقوف في وجه هذا المشروع, وقال "الدعوة أيضا إلى جميع الدول وخاصة دول الجوار التي لها مساس مباشر بوضع العراق إلى عدم الالتفات لمثل هذه المشاريع لأنها ليست من مصلحة الشعب العراقي". وأضاف أن "الحفاظ على وحدة العراق من مصلحة هذه الدول أيضا، وألا تعطي فرصة لهذا القرار ليأخذ طريقه إلى التنفيذ لأن ذلك سينعكس على أمنها واستقرارها بل يهدد وحدتها عاجلا أو آجلا". وأعلن التيار الصدري الذي يتزعمه رجل الدين الشاب مقتدى الصدر, السبت رفضه قرار مجلس الشيوخ الأمريكي غير الملزم, مطالبا حكومة المالكي "بإدانته رسميا". وقال عضو المكتب الإعلامي لمكتب الصدر في النجف (160 كلم جنوب بغداد) عصام الموسوي لوكالة فرانس برس "نرفض هذا القرار جملة وتفصيلا؛ كونه لا يعبر عن تطلعات شعبنا العراقي بكافة فئاته"، وطالب "الحكومة العراقية بإعلان رفضها للمشروع واتخاذ موقف واضح بهذا الشأن (.. ) وإدانته بصورة رسمية". هيئة علماء المسلمين تستنكر واستنكرت هيئة علماء المسلمين أكبر هيئة للعرب السنة في العراق, الجمعة مشروع تقسيم العراق, مناشدة المجتمع الدولي والعالم الإسلامي الوقوف ضده. وقالت الهيئة في بيان "ليس غريبا أن يتبنى مجلس الشيوخ الأمريكي قرارا غير ملزم بشأن مشروع حقيقته التقسيم وظاهره إنشاء وحدات فدرالية تحت ذريعة وضع حد للعنف الذي تشهده البلاد؛ لأن ذلك كان من الأهداف الرئيسة لمشروع غزو العراق". ورأت الهيئة أن هذه الخطوة "تلبي رغبة خاصة لدى جناح معروف في الإدارة الأمريكية الحالية واللوبي الصهيوني". وقالت إنها "تدين هذا القرار", مناشدة "المجتمع الدولي وخصوصا الأمم المتحدة والعالم الإسلامي ولا سيما دول جوار العراقي وباسم الشعب الرافض لمضمونه, استنكار هذا المشروع الذي يتدخل بشكل سافر في قضية تهم الشعب العراقي". أما الموقف الوحيد المؤيد لخطة التقسيم, فجاء من حكومة إقليم كردستان العراق التي رحبت السبت بمشروع مجلس الشيوخ الأمريكي, واعتبرته "الحل الأمثل لمشاكل البلاد". ونقل موقع الحكومة الإلكتروني عن المتحدث باسمها قوله إن "شعب وحكومة إقليم كردستان العراق يرحبان بتبني مجلس الشيوخ في الولايات المتحدة الأمريكية قرارا يدعو إلى إعادة بناء الدولة العراقية على أساس اتحادي (فدرالي)؛ لأن هذا القرار ينسجم مع الأسس التي تشكل دعامة الدستور العراقي". وأضاف أن "الحل الفدرالي لا يعني تقسيما، وإنما هو الاتحاد الاختياري, وهو الحل الأفضل لمشاكل العراق". اعتقال متطرف قتل 90 عراقيا من جهة أخرى قال الجيش الأمريكي إن قواته اعتقلت في بغداد "إرهابيا بارزا" متورطا في إعدام 90 عراقيا لأسباب طائفية، وذكر بيان للجيش الأمريكي أن قوات عراقية خاصة وقوات أمريكية خاصة اعتقلت يوم الخميس الماضي "قائد لواء متطرف" في منطقة بغداد الجديدة جنوب شرق بغداد. وبحسب وكالة الأنباء الكويتية، فقد أوضح البيان أن الشخص المعتقل يقود عشرة ألوية تتكون من إرهابيين مشتبه بتنفيذهم عمليات اختطاف ومحاكم غير شرعية، وإعدامات وتهجير المواطنين حسب دوافع طائفية. وأضاف أن الشخص المعتقل يقود خليته في مناطق "بغداد الجديدة" و"الرستمية" و"حي الأمين الثانية" لمهاجمة القوات العراقية وقوات التحالف بالعبوات الناسفة وقذائف الهاون، وأشار إلى أن "المعتقل يستخدم صلاته الإجرامية لقيادة مسجد الكوفة في محافظة النجف جنوب بغداد". كما ذكر البيان انه منذ يناير/ كانون الثاني الماضي أعدم الشخص المعتقل وأفراد خليته ما يزيد على 90 شخصا؛ كونهم من طائفة دينية معينة، فضلا عن طرده 135 عائلة من نفس الطائفة منذ أكتوبر/تشرين الأول 2006 حتى الآن، واستخدم منازلهم مواقع للتعذيب ومخابئ للأسلحة. |