المؤتمر نت - كاريكاتور(عن 14 اكتوبر)

المحرر السياسي* -
نخب معزولة .. ومريضة أيضاً
في إطار المتاجرة بقضايا الناس ظهرت نخب مريضة من السياسيين الذين يسعون إلى تحقيق أهداف ومصالح ضيقة على حساب الناس البسطاء.

بعض هؤلاء لايتردد في الحديث عن الفساد والمطالبة بمكافحته بينما هم غارقون حتى النخاع في الفساد.

والبعض الآخر يفرط في التظاهر بالحرص على المال العام والبكاء على أراضي وعقارات الدولة، ويطالبون بمحاسبة الذين استولوا عليها، بينما تدل الكشوفات الرسمية على ضلوعهم في الاستيلاء على الأموال العامة والأراضي والعقارات المنهوبة، وتورطهم في المتاجرة بها.

في الآونة الأخيرة ظهرت قضية المتقاعدين العسكريين ، فبادرت قيادة الدولة والحكومة إلى معالجتها وإنصاف المتضررين منهم، وإعادة الاعتبار إليهم، وضمان حقوقهم .. لكن ثمة من أراد أن يجعل من هذه القضية حصان طروادة لإحراق البلد وتمزيق الوحدة الوطنية وزعزعة الأمن والاستقرار والسلم الأهلي.

بعض هؤلاء حاول توظيف هذه القضية لتصفية حسابات سياسة قديمة، وبعضهم حرص على اغتنامها لتدشين الدعاية الانتخابية المبكرة، فيما انفتحت شهية بعض الطامعين للعب دور سياسي مشبوه لايمكن بلوغه عبر الوسائل والأدوات الديمقراطية المشروعة.

بين هؤلاء من ينتحل صفة تمثيل المتقاعدين والتحدث باسمهم، ويمغامر بعرض قائمة من المطالب التي تتجاوز الدستور والمصالح الوطنية العليا.

ومن بين هؤلاء من يسعى إلى إيجاد كيانات وتشكيلات سياسية غير قانونية وغير ديمقراطية بهدف إرباك الحياة السياسية وتأزيمها، وتمهيد الطريق للانقلاب على الديمقراطية والأحزاب والتنظيمات السياسية الشرعية.

من أعطى لهؤلاء الحق في التحدث باسم الناس وباسم المتقاعدين وباسم هيئات وجمعيات ومنظمات وكيانات غير مصرح بها ولا أساس قانونياً لها.؟

من أعطى لهؤلاء الحق في إشعال نيران الفتنة ، والمراهنة على إحياء مشاريع بالية وميتة، أسقطها شعبنا بدماء شهدائه وبنضاله الطويل؟.. ومن أعطاهم الحق في تزوير التاريخ والارتزاق به في أسواق الابتزاز على حساب مصير بعض مناطق الوطن الواحد؟.

من أعطى لهؤلاء الحق في تمثيل الناس دون ان ينتخبهم أحد، والكذب على الناس دون ان يكون لهم رصيد في الصدق؟.

من أعطى لحفنة من المتنطعين الذين لايمثلون سوى شلل وحلقات نخبوية ضيقة وفاشلة ومعزولة عن الجماهير، الحق في الادعاء بتمثيل مناطق معينة والتحدث باسم سكانها دون ان يفوضهم أحد؟.

بوسع كل الانتهازيين والطامعين وشذاد الآفاق والسماسرة والفاسدين ان يمارسوا كل أنواع الدجل السياسي على الناس بعض الوقت.

وبوسع الذين في قلوبهم مرض أن يراهنوا على علاج امراضهم بالأوهام بعض الوقت.

وبوسع الذين اعتادوا على المتاجرة بقضايا الناس في مواسم الارتزاق والابتزاز، ان يتصوروا السراب ماءً، وان يكسبوا بعض المال بعض الوقت.

لكن جميع هؤلاء لا يستطيعون مصادرة الحقيقة ومغالطة كل الناس، والمتاجرة بقضاياهم كل الوقت.
*صحيفة 14 اكتوبر

تمت طباعة الخبر في: الأربعاء, 27-نوفمبر-2024 الساعة: 09:42 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almotamar.net/news/50083.htm