تدل كل المؤشرات على فشل سياسي الإصلاح المعتدلين في كبح موجة العنف المتزايدة داخل أكبر الأحزاب الدينية في اليمن.
وفي الوقت الذي يبدأ فيه الاعتقاد بوجود فواصل معيقة لالتقاء التجمع اليمني بتيارات العنف، والإرهاب في العالم، تباشر الاتجاهات (الطالبانية) داخل الإصلاح تنفيذ مشاريعها الجهادية ضد المدنية، والحداثة، والسلم الاجتماعي.
وقبل أن تنقض الميليشيات الجهادية المسلحة على جامعة صنعاء الثلاثاء، لم تكن أسوء أعمال العنف قد غادرت الذاكرة الجمعية للناس عندما خرج من تحت إبط الإصلاح، وعباءة جامعته (الإيمانية) سفاح لا يتورع عن قتل الناس جميعاً، وسفك في عقر دار حزبه قائداً سياسياً كان ضيفاً عليهم، هو الشهيد جار الله عمر، ولم يكد يمض من الوقت (24) ساعة حتى خرج من العباءة المظلمة نفسها سفاح أطاح بثلاثة ممن نذروا حياتهم لخدمة الإنسانية ليشبع ظمأه الدموي بقتل أطباء في مستشفى جبله.
السعواني، والكامل ليسا سوى الرقم 2 من عدد متزايد يتم شحنهم عقائدياً بثقافة الدماء، والعنف، والبارود، ليغدو المجتمع بعد ذلك حقلاً من الألغام المتفجرة.
إننا الآن أمام خطر يتصاعد ليس بمستطاع المرء حياله ضمان عدم حتفه في أي مكان آمن . إن الألغام البشرية أصبح يُنتقى لانفجاراتها مواطن من قبيل المسجد، والمدرسة، والجامعة، والمستشفى.
وهناك على الرابية المسكوت عنها تربض (الإيمان) كمصنع نشط يرفد شهوات الجثث، والدماء، والبارود بما تحتاجه من ذخيرة الدمار الشامل. قتلة يبرمجون كما الدُّمى ثم يُطلقون إلى تدمير الحياة.
إن كرة الثلج تكبر يوماً إثر يوم. يزيد وزنها، فلا نلتفت إلى ما باتت عليه من خطر، وفجأة وقد لامست الصدور، ولكن بعد أن ألقت بكلكلها الرهيب على الرؤوس؛ نكتشف أنها كرة نار وجان، مزيجاً من الشياطين، والأشرار، والَّشرَر.
تُرى- وقد داهم هذه الخطر في يوم حزين أبناءنا، وبناتنا في حرم جامعي- هل ما يزال من المستطاع الاطمئنان إلى أن مستقبلاً آمناً في الطريق. بالطبع، فإن الخطر داهم برغم اعتقاد المتفائلين بقدرة سياسيين في الإصلاح امتصاص عنف رفاقهم. والذي يبدو أن هؤلاء أيضاً قد شغفهم إلى دخان البارود،وجدُُ وظمأ. فالتربية الفكرية، والنفسية هي، هي.
بقلم..عبدالله الحضرمي
تمت طباعة الخبر في: الإثنين, 25-نوفمبر-2024 الساعة: 10:21 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almotamar.net/news/5070.htm