المؤتمرنت - الرأي العام الكويتية -
بلير يتقاضى 10 أضعاف مرتب سلفه
ادى نزاع كان صامتاً في البداية بين الحكومة والمعارضة حول المساهمة المالية البريطانية من خزينة الدولة في تغطية التكاليف الشخصية لمبعوث اللجنة الرباعية الى الشرق الأوسط توني بلير، رئيس الوزراء السابق، الى كشف الأرقام الحقيقية للراتب والمصروفات التي خصصتها «الرباعية» المؤلفة من الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي وأميركا وروسيا، ما أحدث ضجة واسعة في بريطانيا.
فوفقاً للأرقام التي اضطرت الحكومة الليلة قبل الماضية لاطلاع اللورد أوكشوت، وزير الخزانة في حكومة الظل لدى الحزب الليبرالي الديموقراطي المعارض، يتضح أن التكلفة الاجمالية المقررة لبلير من اللجنة تصل الى 4 ملايين جنيه استرليني سنوياً، في حين لم تتجاوز تكلفة سلفه، جيم وولفنسون، المبعوث السابق للرباعية الى الشرق الأوسط، الـ100 الف جنيه سنوياً.
وساد الاعتقاد لدى تسلم بلير للمنصب في يوليو الماضي، أن التكاليف لن تتجاوز بكثير هذا الرقم، خصوصا أن وولفنسون، وهو مدير سابق للبنك الدولي، أبلغ مراسل احدى الصحف الاسرائيلية، أن تكلفة بلير كمبعوث ستكون شبيهة بالتكلفة التي كانت مخصصة له. واعترفت الحكومة البريطانية أن مساهمتها في دفع مصاريف مبعوث اللجنة ارتفعت لدى تسلم بلير للمنصب الى 400 الف جنيه سنوياً تدفع من خزينة الدولة، أي نحو عُشر المصاريف التي تتحملها الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي وأميركا وروسيا، كل بنسبة معينة متفق عليها، ما أثار موجة انتقادات شديدة لحكومة رئيس الوزراء غوردون براون من جانب المعارضة. وسارعت مصادر قريبة من بلير أمس، الى الاتصال بوسائل الاعلام لتوضيح أن رئيس الوزراء السابق لا ينتفع شخصياً من المبلغ المقرر له كمبعوث. وبيّنت أن بلير يدفع من المبلغ المقرر له رواتب 14 موظفاً في مكتبه في القدس، من ضمنهم 4 بريطانيين، علاوة على التكلفة الباهظة للحراسة والاجراءات الأمنية المشددة لحماية بلير، بما في ذلك استعماله في تنقلاته للسيارات المصفحة.
وأدت الضجة التي اثيرت حول هذا الموضوع الى تسليط الضوء على الحياة الشخصية لبلير وأفراد عائلته وتصرفاتهم اليومية. وتابعت وسائل الاعلام، بلير، أمس، خلال زيارة خاصة الى سيدجفيلد، دائرته الانتخابية شمال انكلترا، حيث تبين أنه الى جانب لقائه كالمعتاد بالناخبين الذين ما زال يمثلهم في البرلمان، قام بافتتاح مشروع شخصي له أطلق عليه اسم «مؤسسة بلير للرياضة». وشوهد مرتدياً زياً رياضياً وهو يتجول في أقسام النادي الرياضي التابع له قبل أن يتوجه الى ملعب التنس، ليمارس رياضته المفضلة التي اشتهر في الماضي في ممارستها مع اللورد ليفي، مبعوثه الخاص الى الشرق الأوسط، والذي تعرّض للتوقيف والتحقيق معه من جانب الشرطة بتهمة بيع الألقاب الفخرية من درجة «لورد» و«سير» مقابل تبرعات سخية لصندوق حزب العمال البريطاني.
واعترف أمس، سكرتير مجلس الوزراء اللورد غاس ماكدونالد أمام البرلمان بأن التحقيقات التي أجرتها الشرطة في هذه الفضيحة أخذت الكثير من وقت بلير. فيما قال ناطق باسم اسكوتلنديارد أن رغم اغلاق ملف التحقيق في قضية بيع الألقاب، لعدم وجود أدلة كافية لتقديم لوائح اتهام ضد المتورطين في القضية، الا أن ملف التحقيق في القضية يتضمن معلومات حساسة كثيرة ما زالت طي الكتمان ومن شأنها أن تثير ضجة كبيرة اذا تم الكشف عنها. وتواجه الحكومة اتهامات شديدة بأنها تدخلت في التحقيق ومنعت تقديم لوائح اتهام في الملف لحماية بلير ولم تبال بصرف 1.43 مليون جنيه على التحقيق في القضية.
تمت طباعة الخبر في: الثلاثاء, 30-سبتمبر-2025 الساعة: 12:04 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almotamar.net/news/51026.htm