المؤتمر نت - تعد الحرف اليدوية الشعبية من الاعمال التي تتوارثها الأجيال وتحافظ عليها باعتبارها جزء من التكوين الاجتماعي والاقتصادي للشعوب وهي دوما محط اهتمام كونها ترسم الأصالة وعبق التاريخ ومكونات الماضي وتربطها بروح الحاضر.محافظة لحج تعد من أكثر المناطق اليمنية حفاظا على موروثها الحرفي لاعتبارات

المؤتمر نت – لحج – وحيد الشاطري -
المنتجات الحرفية في لحج هوية ثقافية ومقومات حياة
تعد الحرف اليدوية الشعبية من الاعمال التي تتوارثها الأجيال وتحافظ عليها باعتبارها جزء من التكوين الاجتماعي والاقتصادي للشعوب وهي دوما محط اهتمام كونها ترسم الأصالة وعبق التاريخ ومكونات الماضي وتربطها بروح الحاضر.

محافظة لحج تعد من أكثر المناطق اليمنية حفاظا على موروثها الحرفي لاعتبارات كثيرة منها ان الحرف اليدوية والمنسوجات تعتبر جزء من النسيج الخاص لسكان الأرياف وتشكل هوية ثقافية ذات بعد اقتصادي واجتماعي فهي عدة الإنسان في مأكله وملبسه وكل دورة حياته على هذه الأرض .

ولقد مثل الحفاظ على الحرف اليدوية في لحج ابان الحكم الاشتراكي عنصر مغاير للنظام الاقتصادي المتبع في الدولة الاشتراكية بإعتباره توجه رأسمالي يحفز الانتاجية والعمل ويركل كل دعوات الاتكالية والركون على الدولة في الحصول على الزاد والماء والخدمات .
ففي لحج ترتبط الصناعات التقليدية بالإنسان منذ أن يبدأ دورة حياته فهو بحاجة إليها منذ ولادته حتى موته وهذه الحاجة جعلته يهتم بها ويعُلَّم الأبناء هذه الحرف لتضل باقية إلا أن هناك جملة من الصعوبات التي تواجه استمرارية هذه الصناعات الحرفية وبقاءها اليوم ومنها عدم الاهتمام بتطوير هذه الصناعات الحرفية وتنمية العمل فيها والعمل على إحياء تجارتها من جديد .

"المؤتمرنت" زار مركز الاسر المنتجة وتنمية المجتمع وبعض من أصحاب هذه الصناعات للتعرف على واقع الصناعات الحرفية من اصحابها حيث تحدثت حياة عبدالله مسعد مديرة الأسر المنتجة وتنمية المجتمع بلحج عن تجربة احياء العمل في صناعة الخزف بشكله التجاري تحديداً في عام 1997م والذي لم يستمر سوى عام واحد لعدم القدرة على تسويق المنتج .ومن ناحية أخرى تغير نشاط المركز إلى نشاطات وأعمال يدوية أخرى من خلال تنفيذ المركز للعديد من الأنشطة التدريبية التي تجلب الدعم الرسمي وتمكن المرأة من إقامة مشاريع خاصة صغيرة مدرة للدخل لرفع قدرات المرأة من خلال الأعمال التي تنفذ مثل صناعة السراميك والفخار والنحت على الزجاج والنسالة والتطريز الآلي وحياكة المعاوز وصناعة الورود ومشاريع تربية المواشي وصولا الى تنفيذ معارض موسمية لعرض المنتجات الخاصة للنساء المتقدمات بهدف تعريف المستهلك بالمشاريع الخاصة للمرأة.

علي سالم باطويح بائع أعمال يدوية تحدث عن تجربته في تجارة الحرف اليدوية وماضيها المزدهر بقوله كان والدي يعمل في السابق في المحل وأنا أقوم بشراء الأعمال اليدوية وبيعها كالسلق والمشاجب والمكانس العزفية والمجامر والعطاطير حق القعايد والمناجل لتصفية الحبوب وجميعها موروثة عن الأجداد، وأغلب هذه الأعمال تشترى من المناطق القريبة من الحوطة، أما العزف يورد من مديرية طور الباحة بلحج وكذا من محافظة أبين حيث لنا زبائن خاصة من محافظة عدن لشراء هذه الأعمال اليدوية

أكرم فضل صويلح مدير مصنع العزف بلحج "سابقاً" يتحدث عن تجربة المصنع والذي قال انه يقع في الشارع الخلفي لمدينة الحوطة و تأسس عام 1976م وكان يضم حينها (20) عاملة فقط
وأضاف كان العزف يحضر حينها من مدينة الحسوة بمحافظة عدن حيث كانت تصنع الأعمال اليدوية السلق والمشاجب والعطير بأنواعه والعطل يستعمل لاصطياد الأسماك ثم زادة قوة المصنع من العاملات واستوعب حوالي (200) عاملة وفي عام 1981م توقف المصنع لأسباب مالية وتم تحويل العاملات إلى مكتب الرعاية الاجتماعية بالمحافظة.
غالب احمد سليمان فرج "عامل مدر" قال: اشتغلت في منطقة المدر وعمري (16) عاما حيث أقوم بجلب التراب الحالي "الطين" من الوادي الصغير بكميات كبيرة ثم نخلطه بالماء لمدة (24) ساعة لكي يتماسك ومن ثم يرفس بالقدم عدة مرات ويدخل مباشرة إلى المكينة الخشبية التي تحتوي على قرص دائري وظيفته عجن تراب الطين لفترة من 3-4 ساعات وأقوم بالتحكم به وانتاج من 40-45 مدرة ثم تخرم المدار بعدة أنواع وهي البوري، المجامر، وفناجين الشاي والقهوة وأنواع عديدة تستخدم بها المأكولات الشعبية مثل برم اللحم والسلتة والفحسة .
المدر كما قال احمد سليمان يبقى لمدة أسبوع واحد حتى يجفف ثم يدخل الى النار وهي شبيهة بالمحراق مساحته متر × متر له وفتحة أمامية للتهوية والفتحة العلوية مغلقة حيث تخرج المدر بعد ساعتين فقط لونها أحمر فاتح بعدها تصبح جاهزة للبيع.
تمت طباعة الخبر في: الجمعة, 27-ديسمبر-2024 الساعة: 08:58 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almotamar.net/news/51035.htm