المؤتمر نت - عبدالقادر باجمال الأمين العام للمؤتمر الشعبي العام

المؤتمرنت -
خطاب الأمين العام للمؤتمر الشعبي العام في اختتام الملتقى الخامس للشباب والطلاب بعدن
أكد عبدالقادر باجمال الأمين العام للمؤتمر الشعبي العام أن الشباب هم الأعمدة الحقيقية للبناء الاقتصادي والاجتماعي.

وهم الممثلون الحقيقيون للحياة الحرة الكريمة لروح التطلع للمستقبل وبدونهم لا نستطيع أن نقول أن لنا غدً جميلاً ومستقبلاً أفضل بدون الشباب.

وأوضح في كلمته -التي ألقاها في ختام فعاليات الملتقى الخامس للشباب والطلاب بعدن الذي شارك فيه (500) شاب وشابة من مختلف محافظات الجمهورية، واستمر أسبوعاً تحت شعار ( رؤية موحدةٍ لوحدة مباركة) -أن حماية الوحدة والدفاع عنها هو شرف وواجب وفريضة أخلاقية وإنسانية واجتماعية ووطنية. وقال إذا لم نقل كلمة واحدة هذا خطأ ينبغي أن يصحح وألاَّ يسود بين الشباب أي لغة من لغات المجاملة أو المكابرة وينبغي أن نكون أوفياء حقيقيين وأصفياء حقيقيين في مواجهتنا للحقائق مواجهة وطنية وليست مواجهة عشائرية ولا قبلية ولا مناطقية ولا فئوية.

وأكد با جمال أن أهداف الحوار الوطني مع المعارضة هي أهداف مستقبلية وليست نزعات ماضوية مكانها ليس طاولة الحوار، ولكن مكانها الحقيقي هو تطبيق القانون على الجميع وأن نكون شجعان في مواجهة هذه الحقيقية.

وخاطب الشباب والشابات المشاركين في الملتقى قائلاً: أنتم أيها الشباب رجال المستقبل وبناة الغد المشاركين في هذا الملتقى العظيم في مدينة عدن الباسلة عاصمة الشباب. نتذكر جميعاً أن المجتمع اليمني هو مجتمع قديم من حيث مكونه العمري، هذا المكون الذي ينقلنا إحصائيات بين صفر وخمسة عشر عاماً يكون التعداد فيه (50%) نصف المجتمع، ويكون في هذا الحال خارج نطاق القدرة الإنتاجية أما النصف الأخر فإنه عندما يقترب العمر إلى سن معينة تتناقص القدرة على الإنتاج والإبداع، وهكذا فإن الشباب كما تلحظون هم الأعمدة الحقيقية للبناء الاقتصادي والاجتماعي والثقافي وهم كما تعلمون الممثلون الحقيقيون للحياة الحرة الكريمة والروح المتطلعة نحو المستقبل، وهم أيضاً كما تعلمون وبدونهم لا نستطيع على الإطلاق إن نقول أن لنا غداً جميلاً ومستقبلاً أفضلَ.

ومضى الأمين العام قائلاً: لهذا الاختتام في هذا الملتقى استمعنا إلى البيان الختامي وكان البيان الختامي ركز على قضايا هامة لها قوة التأثير على مجريات حياتنا، ولها قوة الإبداع إذا أحسنا تجسيد هذه الروح التي سادت في هذا الملتقى تجسيداً للحياة العملية في صفوف الدراسة وفي حقول العمل وفي ميادين الإبداع الثقافي والفني.

كما خاطب الشباب قائلاً: نريد أن نستمد منكم أنتم هذا الجيل كل طاقاتنا وكل قدراتنا لاستمرار عطائنا ولكن ليس بدونكم فقط بل بكم أنتم وحدكم فقط؛ نستطيع أن نقول إن هذا الجيل يسلمكم رايات العمل والإنتاج، والإبداع والعطاء الكامل ولمصلحة البناء ولمصلحة هذا الوطن والمواطن.

واسترسل في كلمته قائلاً: تقولوا في بيانكم الختامي بأنكم سوف تدافعون حقاً وصدقاً عن الوحدة اليمنية، وعن كيانها العظيم الجمهورية اليمنية.. تقولون أنكم سوف تقفون أمام كل المؤامرات وكل الدسائس لكي تصنعون بأنفسكم غداً الأمل، ولكي تجددون شباب هذا الوطن وشباب هذه الأمة يوماً بعد يوم، هذا شرف لكم أن تقولوا، نعم حقاً نحن حماة هذه الوحدة، نحن من يصنع هذه الوحدة هو شرف وواجب وفريضة دينية وأخلاقية وإنسانية واجتماعية ووطنية وليس فقط من مقتضيات الصياغات الأدبية تكون هذه الكلمات لهذا البيان ولكنها من تقبُّل قدراتنا الحية في داخل مجتمعاتنا ابتداءً من المدرسة – الجامعة – المنزل – المسجد – المصنع – الملعب في كل مكان هكذا ينبغي أن ندرك أننا نقود معتركاً مقدساً من أجل صون الوحدة اليمنية.

وأضاف مخاطباً إياهم قائلاً: تقولون في بيانكم إنكم ستصوتون بكل قوة لاحترام الدستور والنظام والقانون وأنا أقول لكم إن حياتكم وحياة الوطن كله مرهون ومعقود على هذه القضية الجوهرية لأنه لا سيادة لليمن على الإطلاق ما لم ندعُ جميعاً للدفاع عن الدستور والقانون والنظام ما لم تنهض بكلمة واحدة نقول: هذا خطأ وينبغي أن يصحح وألاَّ يسود بينكم أنتم الشباب أي لغة من لغات المجاملة أو المكابرة. ينبغي أن نكون أوفياء حقيقيين أصفياء حقيقيين لمواجهتنا للحقائق مواجهة وطنية وليست مواجهة عشائرية ولا قبلية و لا مناطقية ولا فئوية.

وأضاف با جمال قائلاً مخاطباً الشباب: تقولون في بيانكم بأن لكم الرغبة الأكيدة لأن تتشاركوا في الإنتاج وفي الاقتصاد الوطني، وأقول: طوبى لكم جميعاً إذا ما أحسنتم تأدية هذا الواجب، وأقول: إن من واجبنا نحن في القيادة السياسية أوفي الحكومة أو المحافظات أو في أي مستوى من المستويات أن نهيئ لكم الظروف كاملة لكي تكونوا فعلاً قادة حقيقيين في ميدان العمل والانتاج واستصلاح الأراضي والتوسيع في الإنتاج الزراعي وبيوت الشباب ومساكن الشباب، ملاعب الشباب وإبداعات الشباب، ينبغي أن تكونوا في أولويات جميعاً.. مؤكداً أن تكامل هذه المؤسسات الشبابية يمكن أن تنشأ ولكن تظل هياكل دون قدرة على التفاعل مع المجتمع، وذلك بسبب عدم وجود الاعتمادات الخاصة بالتشغيل، ولكم كافة الحق في هذا الأمر لتقولوا لا للمباني فقط ولكن للمبنى والمعنى معاً واستطرد قائلاً: نحن لم نأت ولا نكون آتين فقط لكي يصورونا ونحن نفتتح الشريط ونقول لقد أنجزنا هذا الملعب لقد أنجزنا هذه القاعة لقد فعلنا هذه الطريق، نريد أيضاً أن يكون مصاناً ومشغلاً، يخدم جميع الأهداف والغايات التي يراد للشباب أن يؤدوها.

ولفت الأمين العام انتباه الشباب بالقول: هناك مسألة هامة وهو أن العمل الشبابي لا يتوقف فقط على عطاء الحكومة وموازناتها.. فالمجتمع كله مدعو بالمساهمة الحقيقية في هذا العمل: رجال أعمال، جمعيات، مؤسسات حكومية وغير حكومية، عليها أن تضع في موازناتها قسطاً وحيِّزاً للشباب ولتنمية مواهب الشباب..
نحن نريد أن نقول: إن الدعوات للاستثمار وجذب المستثمرين شيء جميل ورائع، لكن أنتم الحقل الأساسي للاستثمار.. أنتم الطاقة المحركة للاستثمار.. أنتم قوة التنمية.. أنتم عدتها، وأنتم هدفها في نفس الوقت، لذلك إذا لم يدرك المستثمر بأن من واجباته التدريب المهني والتدريب على العمل والصحة الشبابية والتربية الشبابية والعطاء في سبيل الشباب، وإذا لم يدرك هذا فإنه يحكم على استثماراته بالفناء، لأنه لا يستطيع أن يجدد العاملين ليحصل على عمال أفضل، ومتدربين أفضل، لأنه لا يستطيع الحصول على الولاء من العاملين ما لم يقدم لهم ما هو أفضل.. هكذا يكون التناقض بين المستثمر والمنتج والعامل، وبجميع منظومة العملية التنموية الاجتماعية.

وتطرق باجمال إلى الحوار مع القوى السياسية قائلا: لديكم تساؤلات عديدة مثل، كيف يجرى الحوار؟ وعلى ماذا يجرى مع القوى السياسية؟ وأنتم من حقكم كقواعد وقيادات شبابية أن تسألوا القيادة ماذا يجري خلف الجدران المغلقة في المكاتب، وفي المناورات السياسية؟ وكيف يجري الحوار؟
وأضاف: نبلغكم أن موقف المؤتمر الشعبي العام من قضية الحوار مع جميع الأحزاب ينطلق مما يلي: أولاً: إننا نؤمن إيماناً مطلقاً أن الحوار هو المفتاح الرئيسي للممارسة الديمقراطية المتكاملة والمتساوية. ثانياً: إن الحوار هو مسئولية تاريخية لدى المؤتمر الشعبي العام الذي قام بالأساس كتنظيم قائم على الحوار، ولم يقم على الإرغام والإكراه، ولم يقم على أيدلوجية معينة شمولية مؤطرة في إطارات جديدة، وإنما قام على فضاءات فكرية وسياسية تجعل الوطن.. كل الوطن حق للجميع ومتسع للجميع.
ومضى يقول في هذا الشأن: إننا لا نقبل على الإطلاق أن يتحول الحوار إلى وسائل فضفاضة وتفاوض.. فهذا يخرج الحوار من أهدافه الوطنية الحقيقية، ويصبح التفكير هو تفكير القسمة (كم لي وكم لك) وغابت الجماهير، وغاب الشعب، وغابت مصالحه نهائياً.

إن أهدافنا في الحوار هي أهداف مستقبلية وليست نزعات ماضوية وهي من الأخطاء التي ينبغي مواجهتها ونعترف أننا بشر، نخطئ، ونصيب، ونعترف أن أخطاءنا ليست مجالات للمكايدة على الأخطاء إنما هي مجال للمواجهة المطلقة.

وحث الشباب قائلاً: نريد من الشباب أن يصارحوا وأن يتفاعلوا معنا، وأن يقولوا لنا بكل يقين: هذا خطأ ينبغي أن يصلح، ونحن نعيش في ظرف يتطلب منا أن نكون شركاء.
وأردف قائلاً: إنني أقول وأعلنها بوضوح أن المؤتمر الشعبي العام إذا لم يلتحم بهذه القاعدة العريضة بالشباب فإنه يذهب إلى المجهول. واسترسل حديثه قائلاً: أقولها بوضوح إننا إذا طللنا مقيدين ومكابرين فإننا لن نستطيع أن نصنع مستقبلاً أفضل، ولا نستطيع أن نضمن تنفيذ برنامج الرئيس علي عبدالله صالح الذي يقول: من أجل (يمن جديد، وغدٍ أفضل).

وقال باجمال: موضوعات الشباب حوار تتمثل أولاً بأن الأبرز في هذه القضية هو تنفيذ المصفوفة القائمة على ضوء برنامج فخامة الرئيس من حالة نظرية فكرية سياسية إلى قاعدة عملية والخطوت كثيرة، وكثيرة جداً، سواء كان منها ما يتعلق بمواجهة الفساد، أو ما يتعلق بالمناقصات، ونحن نقوم بهذه العملية في بناء المستقبل على أساس تعديلات دستورية جوهرية، وهذه التعديلات ليست قرآناً منزلاً، لأن فيها نسبيات كثيرة، كما هو الحال بحياة البشر.. كلمة الله وحدها هي العليا فقط، لكن كلمة الإنسان قابلة للحوار، إذاً نحن نطرح قضية النظام السياسي في الجمهورية اليمنية كمجال للحوار ونصينا عليه في وثيقة.

سنتحدث في هذا الموضوع على وسائل إدارة الدولة والمجتمع.. كيف ندير الدولة وبأي صيغة، وبأي فلسفة، وبأي نظام؟ نحن لسنا في عصر إمامة، ولا في عصر ديكتوريات.. نحن في عصر ديمقراطي.. إذاً نتحاور في هذه القضية..
وأعاد إلى الأذهان بالقول: إن المسألة الأهم في إطار هذه العملية الكبرى هي النظام السياسي، هو الحكم المحلي وهذه ليست دعاية.

موضحاً أنه بعد سبع سنوات من تجربة نظام السلطة المحلية كان تطبيق هذه التجربة واضحاً منذ بداية اتخاذ القرار السياسي بشأنها، لأن الأخ الرئيس من أكثر الأشخاص قيادةً وإسناداً ومؤازرةً لهذه التجربة، في حين أن أحزاب (اللقاء المشترك) كانت مترددة حينها، ولا زالت حتى هذه اللحظة مترددة حيال ليس الحكم المحلي، بل السلطة المحلية.

واستطرد قائلا: إن البعض يعتقد أنه يكفي عاقل الحارة بديلاً عن الدولة، وشيخ القرية (مع اعتذاري للمشايخ المتقدمين والطليعيين).
مؤكداً أن الدولة لا يحل محلها إلا نظام قائم على الديمقراطية وقائم على الانتخاب في المديريات والمحافظات، وإلا ستكون منافسات ذي النفوذ والمناصب هي التي ستحكمنا عن طريق القوة أو الترغيب أو الترهيب، أو ما شابه ذلك.

وقال باجمال في ختام كلمته أمام الشباب في اختتام ملتقاهم الخامس: ينبغي أن ننقل الفرصة إلى القاعدة الشعبية للمشاركة الجماهيرية وهذا واضح للجميع أن هذا تقدم غير عادي على الإطلاق، تقدم في محتوى مضمون المشاركة في السلطة والانتقال العظيم عبر التبادل السلمي للسلطة حقاً.


تمت طباعة الخبر في: الجمعة, 22-نوفمبر-2024 الساعة: 05:01 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almotamar.net/news/51045.htm