الرئيس : الوطن سيشهد تدفقات استثمارية كبرى خلال الشهرين القادمين قال الرئيس علي عبد الله صالح رئيس الجمهورية إن اليمن عموما وعدن والمحافظات المجاورة لها خصوصا ستشهد خلال الفترة القليلة القادمة تدفقات استثمارية كبرى وإقبال متزايد من المستمرين المحليين والعرب والأجانب. وكشف الرئيس في مقابلة تليفزيونية مع قناة السعيدة اليمنية بثته مساء امس :" إن الجهات المعنية تلقت طلبات عديدة للاستثمار في اليمن من قبل مستثمرين عرب سيما من دول الخليج ومن مستثمرين محليين إلى جانب طلبات من شركات أجنبية كبرى بما في ذلك شركات عالمية من أمريكا وبريطانيا وفرنسا وغيرها, وذلك منذ انعقاد مؤتمر استكشاف فرص الاستثمار في اليمن خلال إبريل المنصرم والذي كرس للتعريف بفرص ومزايا الاستثمار في بلادنا وعلى وجه الخصوص في محافظة عدن ومنطقتها الحرة بما فيها المنطقة الصناعية و ميناء الحاويات وكذلك التعريف بالفرص الواعدة في مختلف المحافظات اليمنية ". موضحا في هذا الصدد أن معظم طلبات الاستثمار المقدمة بعد المؤتمر والدراسات التي باشر بإجرائها المستثمرون سواء اليمنيين أم العرب وخصوصا من دول الخليج العربي وكذلك الأجانب, تتركز على محافظة عدن والمحافظات المجاورة , وتهدف إلى إقامة مشاريع استثمارية وسكنية وسياحية عملاقة ومشاريع صناعية متوسطة وثقيلة ومشاريع صحية بما في ذلك إقامة المستشفيات المتخصصة. وأشار رئيس الجمهورية إلى أن الجهات الحكومية حاليا بصدد تسليم عقود الأراضي الممنوحة للمستثمرين في محافظات عدن ولحج وأبين وحضرموت وبعض المحافظات الأخرى تمهيدا للبدء بتنفيذ مشروعاتهم الاستثمارية. وقال :" نحن نركز على عدن وجذب الاستثمارات إليها نظرا لما تمتلكه من موقع جغرافي حيوي وهام فضلا عن كونها عاصمة اقتصادية وتجارية للجمهورية اليمنية وميناءها الرئيسي ويوجد بها منطقة حرة" . وأضاف :" لذا نتوقع أن تتدفق استثمارات هائلة على عدن والمحافظات المجاورة لها خلال الشهرين القادمين, وأن تتحول عدن إلى ورشة عمل كبرى وتشهد ومعها بقية المحافظات حركة استثمارية نشطة ودؤوبة، وخصوصا في ضوء قيام الهيئة العامة للاستثمار ببدء تطبيق نظام النافذة الواحدة, بما يسهل للمستثمرين سرعة إنجاز معاملاتهم ويجسد التسهيلات والضمانات المتميزة التي يقدمها قانون الاستثمار اليمني ". وأكد فخامة الرئيس أن من أولويات المرحلة المقبلة هو مضاعفة الجهود الحكومية لتعزيز مسيرة التنمية الشاملة, وترجمة أهداف البرنامج الانتخابي لرئيس الجمهورية وفي مقدمة ذلك تعزيز البناء الاقتصادي ومواصلة الإصلاحات الشاملة ومقارعة الفساد والتخفيف من الفقر، وامتصاص البطالة من خلال تنفيذ المشاريع الإستراتيجية سواء كانت في المجالات التنموية المختلفة أو المشاريع الاستثمارية في المجالات الصناعية والمعدنية والنفطية و الغازية و أيضا الاستثمار في القطاعات السمكية والزراعية والسياحية. وأشار رئيس الجمهورية إلى أن الجهود الحكومية ستتركز على تعزيز معدل النمو في قطاع السياحة وغيره من القطاعات الواعدة, مبينا في هذا الصدد أن الجهود المبذولة لتحسين بيئة الاستثمار، وتشجيع المستثمرين لإقامة الفنادق المتوسطة والكبيرة والشاليهات وتطوير عوامل الجذب السياحي, تهدف إلى توفير البنية التحتية للسياحة وإيجاد منشآت سياحة راقية تقدم خدمات متميزة بما يسهم في جذب المزيد من الأفواج السياحة ورفع معدل النمو في هذا القطاع الذي تأثر نتيجة الأعمال الإرهابية، التي أثرت أيضا على الاستثمارات ليس في اليمن فحسب اليمن وإنما في الكثير من بلدان العالم، مجددا في ذات الإطار الترحيب بالاستثمارات السياحية التي تعتزم تنفيذها الشركات العربية و الخليجية والعالمية في اليمن. وتابع فخامة الرئيس قائلا :" السياحة مورد هام ومتجدد يرفد الاقتصاد الوطني بالعملات الصعبة وهي لا تقل في أهميتها عن الثروات المعدنية والنفطية والغازية بل تعد مورد رئيسي للاقتصاد الوطني، ولهذا نهتم بالسياحة ونشجع على الاستثمار فيها سواء في الجزر أو الخلجان أوفي السواحل اليمنية وكذلك نشجع على مشاريع السياحة في الصحراء وفي مناطق المدرجات الزراعية والمناطق الجبلية التي تتمتع بمناظر طبيعة خلابة وساحرة في اليمن". وفي رده على سؤال حول العلاقات اليمنية المصرية.. أكد رئيس الجمهورية أنها علاقات استراتيجية وأزلية، موضحا أن العلاقات اليمنية المصرية غنية عن التعريف أو الحديث عن عمقها الاستراتيجي كونها تعد من أقدم العلاقات العربية العربية، وعمدت بالدم أثناء دعم الأشقاء في مصر للثورة اليمنية في مطلع الستينات. وأضاف :" عندما يذهب اليمني إلى مصر لا يشعر أنه غريب وكذلك الأمر عندما يأتي المصري إلى اليمن يشعر أنه في بلده, وهذا ما يعكس عمق وحميمية العلاقات بين البلدين والشعبين الشقيقين، منوها بأن علاقات التعاون الثنائي تشهد نموا مضطردا في المجالات كافة, بما في ذلك الاقتصادية والثقافية والتجارية والسياسية والأمنية ومكافحة الإرهاب. وأثنى رئيس الجمهورية على الدور الذي تقوم به قناة السعيدة الفضائية للتعريف بما تمتلكه اليمن من معالم سياحية فريدة ومناظر طبيعة جميلة وخلابة ما يسهم في جذب المزيد من السياح, فضلا عن دورها في التعريف بالموروث الثقافي والفني والفلكلور الشعبي اليمني الثري والمتنوع. وقال :" شاهدت برامج ممتازة في القناة عقب تدشينها خلال شهر رمضان المبارك, ونأمل أن توفق القناة في تحقيق النجاح المنشود في استقطاب المشاهدين وهذا مرهون بمستوى البرامج التي ستقدمها ومدى حرصها على أن تكون برامج مميزه وغير مملة أو مكررة وتكون برامج متنوعة علمية ثقافية ترفيهية وحتى البرامج السياسية لتتناول القضايا الحساسة, ولكن نأمل أن تحرص على انتهاج المصداقية، وأن تتوخى الدقة والموضوعية في ما تعالجه من قضايا لضمان كسب ثقة جماهيرها، متمنيا للقناة المزيد من النجاح والحرص على الاهتمام في المستقبل بإبراز المكونات الثقافية المتميزة في اليمن ومواكبة التطورات الاقتصادية والاجتماعية المتسارعة في البلاد |