|
نوفمبر سجل حافل بالمآثر البطولية في العام الأربعين من عمر الاستقلال، وهو سن النضج والحكمة والتأمل في كل ما أنتجته معتركات الحياة السياسية وما أنضجته الظروف وما أرسته الأحداث والفعاليات في الذكرى، في إطار ذلك كله يكون لذكرى الـ(40) للاستقلال الوطني طعمها ولونها وبطبيعة مختلفة لأنها ت حمل النضج والإحساس العميق لكل المجريات التاريخية وفي مقدمتها تحقيق الوحدة اليمنية المباركة. إذ فتح لاستقلال الوطني في الـ(30) من نوفمبر 1967م الفرصة التاريخية الحرة لتحقيق هذا الأمل الشعبي المنشود ، والذي ظل طوال (129) عاماً ليعلن بأن هذا الحلم قد أصبح حقيقة ناصعة تحملها لهم وثيقة الوحدة اليمنية في العام 1989م سيظل الثلاثون من نوفمبر عنواناً رئيسياً للصمود والتحدي والعطاء الوطني والشجاعة والنبوغ والحيوية. سيظل الثلاثون من نوفمبر سجلاً حافلاً بالمآثر والبطولات والملاحم العظيمة وسيكون وقد كان على الدوام نبراساً للأجيال القادمة التي عرفتها كل مدن اليمن وقراه وجباله ووهاده وصحرائه ووديانه. ستظل صورة الثورة محفورة في عقول ووجدان الأجيال كلها. مدركة بأن صنع التاريخ لا يتم بالصدفة وإنما يصنع عن طريق الضرورة التاريخية، وضرورة الحرية تقتضي النضال والكفاح المجيد ببعده الفكري و السياسي والاجتماعي. لقد قدم الثوار الأبطال في ردفان وفي المناطق الوسطى وفي عدن ويافع والمكلا وشبوة ولحج والضالع أمثلة رائعة وحية أحيوا بها مجداً في حياتنا وعلوا في مكانتنا وسموا متنامياً في الزمان والمكان. واليوم وكما هو حال الذكرى للمناسبات العظيمة. يظهر من يحاول أن يخدش حياء وطهارة وعفة هذه المناسبة وأن يسلب بريق البهجة والفرح والبشرى والأمل وأن يعكر صفو هذه المناسبة لأنه أراد لنفسه في كل منعطفات الحياة ان يكون انتهازياً وصغيراً في كل أفعاله. المجد والخلود لشهدائنا الأبرار. *الامين العام للمؤتمر الشعبي العام |