المؤتمر نت -

المؤتمرنت -
ميادة الحناوي : الوطنية أعلى من السياسة
تعكس المرآة وجهاً جميلاً للمطربة الكبيرة ميادة الحناوي، وبعيداً عن الفن وشجونه تتحقق سعادتها في بسمة طفل، لكنها رغم روحها النابضة بالجمال تستشعر غربة عن هذا الزمان الذي تغير فيه كل شيء، الناس والصداقة والمحبة وصار على المرء أن يفكر ألف مرة قبل أن يختار صديقاً.

أطلق عليها صاحب مجلة الموعد ورئيس تحريرها وديع سربية ''رحمه الله'' لقب ''مطربة الجيل''، كما أطلق عليها لقب ''أميرة العاشقين''، وإذا كان الأول عزيز على قلبها فإن الثاني يسحرها.

سعادتها تتحقق في بسمة طفل، وأن يكون أهلها بخير، وزوجها راضياً، وجمهورها راضياً عنها، وهذه مسألة مهمة جداً.

تشغلها أمور كثيرة، فعقلها يعمل في رأسها 24ساعة، ولأنها حساسة بطبعها من السهل أن يعكر مزاجها أي أمر، قد لا يكون مهماً، لكنها لا تستطيع أن تتجاهل أصغر الأمور.

ميادة ''بيتوتية'' جداً، تقضي نهارها في المنزل ولا تخرج منه إلا قليلاً، وتشعر بأن بيتها مملكتها. أما عن الصديقات والأصدقات فهم قلائل هذه الأيام، على حد تعبيرها، في الماضي كانوا كثيرين، وكانت هناك محبة وصدق. أما اليوم فنحن نعيش في عصر السرعة والأنانية، لا أحد يفكر بالآخر، والمحبة والإخلاص صارا عملة نادرة. ولهذا ، تقول ميادة، عليك أن تعرف كيف تنتقي الأصدقاء، وأن تعد للمليون قبل أن تصادق أحداً.

تتمنى ميادة أن يعود الناس لمحبة بعضهم بعضاً، ولو قليلاً. وهي تعتقد أن الأيام الماضية كانت رومانسية أكثر، لكن الوضع بدأ يختلف منذ خمسة عشر عاماً، وفي هذه الأيام لم يعد هناك محبة. أما بالنسبة إليها، فلم تغادر الرومانسية، لأنها فطرت عليها، وتعيش معها.

وخلافاً لما قد يتبادر إلى الأذهان، لم تتغير ميادة الحناوي بل تغير موقفها من بعض الناس لأن معظم علاقات هذا الزمن أصبحت تقوم على المصالح. وهي تقول عن ذلك: الناس تغيروا، وهم يركضون وراء مصالحهم على حساب المحبة والقيم. الزمن تغير، والنفوس تغيرت، ولا تستغرب إذا رأيت أخاً ينهش أخاه!.

لكل ذلك وغيره، تحن ميادة إلى البساطة والمحبة الصادقة الخالصة بين الفنانين والملحنين والشعراء. أيام كانت الكلمة عقداً وميثاقاً، ''كنا نأخذ بآراء بعضنا، ولم يكن بيننا عقود. كنا نرتبط بالكلام فقط. فقد كان هناك احترام وصدق في التعامل، وهذا لم يعد موجوداً''.

لم تشعر فنانتنا بالوحدة طوال عمرها، وحتى الآن. وهي تنفي ذلك بقولها: أبداً، فلديَّ زوجي وأهلي وأصدقائي المقربون. وأنا متصالحة مع نفسي، ولا أعرف الشعور بالوحدة، والحمد لله. أحب عائلتي كثيراً، أهلي وإخوتي وزوجي وأهل زوجي وصديقاتي وأصدقائي. إن علاقتي بهؤلاء جميعاً هي الحياة.

إلى ذلك، تحب ميادة الأطفال كثيراً، وترى في ضحكاتهم وابتساماتهم معنى الحياة والفرح والمستقبل.

حين سألنا ميادة: هل صحيح أنك طباخة ماهرة؟ قالت: هكذا يقال! ثم أضافت: أنا بارعة في كل الطبخات. هل نسيت أنني حلبية؟ وأنه في الطبخ، لا أحد يعلو على أهل حلب؟ لي مزاج في الطبخ مذ كنت في الحادية عشرة من عمري، وقد أخذت ذلك عن والدتي ''رحمها الله'' وأكملت، وتعلمت طبخات شامية عريقة ورائعة، وتفوقت على والدتي فيما بعد.

ولما سألتها إن كانت لديها هوايات أخرى عدا الطبخ؟ قالت: الطبخ ليس هواية، بل هو جزء من شخصية ربة البيت في مجتمعنا العربي. أما هواياتي فهي الموسيقى، ثم الشعر، فأنا أقرأ كثيراً منه، إضافة إلى السفر الذي أحبه.

قلت: إلى أين تحبين السفر؟

قالت: إلى مصر، وهي من أجمل البلاد، وعندما أذهب إلى هناك أمضي حوالي شهر، فأنا أحب مصر، ولا سيما أن لها فضلا كبيرا علي، وعلى الكثير من الفنانين، لأنها أم الدنيا، وأم الفنون. كما أحب تونس وأهلها، وأحسّ أن الشعب التونسي قريب جداً من الشعب السوري، وهو ذواق للفن، ويستمع بحساسية مرهفة.

كان حلم ميادة أن تتعلم العزف على القانون، لأنها من عشاق هذه الآلة الموسيقية، غير أنها آلة صعبة جداً، ويجب أن يتعلمها المرء في الصغر. لكن هذا لا يمنع أنها خبيرة في الإيقاع.

ومن إيقاع القانون إلى إيقاع السياسة، سألنا ميادة: هل تعملين في السياسة؟

فأجابت: الفنان عليه أن يبقى بعيداً عن السياسة، وعلى مسافة منها، أما الوطنية فهي أمر أعلى من السياسة وأكثر أهمية، وأنا وطنية بامتياز.


*الاتحاد الاماراتية
تمت طباعة الخبر في: الأحد, 22-ديسمبر-2024 الساعة: 10:35 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almotamar.net/news/52215.htm