مطربون ينافسهم أشقاؤهم ...والإعلام يجد فيهم مادة مثيرة لن تتوقف ظاهرة دخول أشقاء المطربين وشقيقاتهم مجال الغناء. فبين الحين والآخر، يظهر شقيق مطرب أو مطربة محاولاً السير على درب شقيقه، لتحقيق حلمه في أن يكون مطرباً مشهوراً يشار إليه بالبنان وتكتب عنه الصحافة وتستقبله الشاشات الصغيرة. رأينا ذلك بصورة واضحة وسط جيل عمالقة الغناء، ومن أبرزهم المطرب فريد الأطرش وشقيقته آمال الشهيرة بـ «أسمهان»، وأيضاً محمد فوزي واخته هدى سلطان، وكذلك اللبناني وديع الصافي وشقيقته هناء الصافي التي فضلت لاحقاً القيام بواجباتها المنزلية ورعاية أسرتها بدلاً من احترافها الغناء، ولذلك فهي لم تحقق شهرة أخيها. غنوة شقيقة المطربة أنغام أحدث الأصوات التي «ركبت» موجة الأشقاء، مقتحمة مجال الغناء. وباتت أخبار محاربة أنغام شقيقتها ورفضها خوض مجال الغناء وخلافاتهما، مادة «دسمة» في الفضائيات العربية وفي الصحافة. واللافت أن خلافات المطربات الشهيرات مع شقيقاتهن وأشقائهن الراغبين في التعبير عن موهبتهم الغنائية، كانت دائماً مادة خصبة لوسائل الإعلام، إذ لم يتوقف الأمر عند غنوة وأنغام فقط، بل طاولت الإشاعات أيضاً الشقيقتين مي سليم وميس حمدان. ما دفعهما إلى تكذيب ذلك مراراً، بل إن مي سليم تعمدت مرافقة ميس حمدان أثناء تسجيل الأخيرة بعض أغنياتها لدحض الإشاعات التي راجت حول تنافسهما في مجال الغناء. ولم يختلف الأمر كثيراً مع السورية أصالة وشقيقتها ريم نصري، إذ كانت خلافات الاثنتين حديث الوسط الفني والإعلامي، واتهم بعضهم الملحن محمد ضياء الذي اكتشف صوت ريم، بأنه يحاول التشويش على نجاح أصالة، وإيجاد منافس قوي لها. هكذا اضطر ضياء أن يعلن أنه لا يقصد ذلك تماماً وأن صوت ريم ليس طربياً لكنه صوت جميل، ولا يشبه صوت أصاله مطلقاً. وطالت الاتهامات أيضاً المطرب هاني شاكر إذ تردد أنه يدعم الموهبة الصغيرة ريم، وهو ما نفاه هاني فيما بعد. أما أصالة فلم تخف اعتراضها على دخول اختها مجال الغناء، لكنها أكدت أن اعتراضها يأتي من منطلق خوفها عليها من الوسط الفني. ثم تراجعت عن موقفها وصرحت بأن شقيقتها حرة في ما ترنو إليه. وشهدت الساحة الغنائية كذلك في الفترة الأخيرة ظهور نبيل عجرم شقيق نانسي عجرم الذي قدم أول «كليب» له بعنوان «بياع الوفا». فالتفّت حولهما الإشاعات التي أفادت أن نبيل اتّهم شقيقته نانسي برفض التعاون معه. وعلى رغم محاولة بعضهم التلميح الى وجود خلافات بين مجد القاسم ومحجوب القاسم، إلا أن مجد حرص على مساندة شقيقه محجوب والوقوف الى جانبه ليشق طريقه في عالم الغناء من مدينة القاهرة آتياً من سورية. وانتشرت شائعات حول اعتزام «كوكي» شقيقة المغنية روبي الغناء، وقيامها بإجراء تمارين صوتيه مع المخرج شريف صبري مكتشف روبي، لكن صبري نفى تلك الإشاعات. وفي حديثه الى «الحياة» لم يستغرب الملحّن حلمي بكر هذه الظاهرة، مشيراً الى أن الوسط الغنائي شهد ومازال يشهد دخول أشقاء الفنانين المجال نفسه. ورأى أن أخبار الفنانين المشهورين بحدّ ذاتها مادة دسمة للإشاعات والإعلام وأحاديث الناس، فما بالنا بأشقائهم؟ وقال إن الغيرة بين الأشقاء أو بين الأصدقاء حقيقة موجودة منذ الأزل، وهي ليست مستغربة بين الفنانين الأشقاء، كما أنها ستكون مادة دسمة للإشاعات بمجرّد ارتباطها بأشخاص مشهورين. ورأى أن ذلك حدث مع المطربة نجاة الصغيرة وشقيقتها الممثلة سعاد حسني عندما بدأت الأخيرة الغناء في بعض أفلامها مثل «صغيرة على الحب». وحصل أيضاً بين هدى سلطان وشقيقها محمد فوزي إذ انتشرت الأقاويل حول اعتراض الشقيق على غناء شقيقته. وكذلك مع فريد الأطرش وأسمهان. وقال إن الغيرة والمنافسة بين الأشقاء قد لا تمتان الى الصحة بشيء، لكن الإشاعات في مجال الفن تكون عادة أقوى من الحقيقة. وعن سير الأشقاء على طريق أشقائهم المطربين، يقول بكر إن «الموهبة هي المعيار والحكم في تلك الظاهرة، ولا ننسى أن فريد الأطرش وأسمهان بموهبتهما الفريدة أطربا الناس وما زالا يطربوننا حتى الآن». وأشار بكر إلى أن «المشكلة الأساسية التي تواجه شقيق المطرب أو شقيقة المطربة هي محاولة إثبات الموهبة الغنائية والابتعاد عن شهرة أو جمهور شقيقه المطرب المشهور، ومحاولة البحث عن ذاته، إذ يمثل ذلك مشكلة كبيرة تواجه كل من يريد دخول عالم الشهرة والأضواء من أقارب الفنانين خصوصاً أشقاءهم». |