|
اليمن: إجراءات عاجلة لإبقاء زبيد ضمن قائمة التراث العالمي بدأت لجنة حكومية زيارة ميدانية إلى مدينة زبيد التاريخية في اليمن بهدف دراسة وتحديد وسائل معالجة البناء العشوائي والزحف المستمر على المباني التاريخية والأثرية في المدينة،وتنفيذ المخطط العام للمدينة والتخطيط العمراني الجديد، وبما يكفل إبقاء المدينة ضمن قائمة التراث العالمي بعد أن هددت منظمة اليونسكو بإسقاطها من القائمة . وقد أكد أعضاء اللجنة الوزارية خلال لقائهم لجنة الحفاظ على مدينة زبيد اليوم اهتمام الحكومة بالمدينة وهو الاهتمام الذي تجسد في تكليفهم بالنزول الميداني إلى المدينة، والاطلاع على أهم المشاكل التي تعانيها المدينة، وواقع الإمكانيات التي من خلالها سيتم الحفاظ على هذه المدينة التاريخية. ويأتي هذا النزول الميداني تنفيذا لقرار مجلس الوزراء رقم 437 للعام 2007، والقاضي باتخاذ الإجراءات اللازمة للحفاظ على مدينة زبيد التاريخية، وإبقائها ضمن قائمة التراث العالمي. وتتكون اللجنة الحكومية من كل من وزير الثقافة الدكتور محمد أبو بكر الملفحي، ووزير الزراعة والري الدكتور منصور الحوشبي، ووزير الكهرباء الدكتور مصطفى بهران، ووزير الأشغال العامة والطرق المهندس عمر الكرشمي. واطلع أعضاء اللجنة ومعهم محافظ المحافظة على المشاكل والمعوقات التي تعترض سير عملية الحفاظ على المدينة التاريخية، ومكانتها الثقافية والعمرانية والحضارية، وإيجاد الحلول والمعالجات اللازمة لتجاوز الصعوبات التي تقف أمام أي جهود تسعى لإبقاء المدينة على ضمن قائمة التراث العالمي لدى منظمة " اليونسكو ". واستعرض الوزراء ومحافظ المحافظة خلال اجتماعهم بمبنى قلعة زبيد، المشاريع التي سيتم تنفيذها في المدينة من رصف و إنارة و إعادة البناء بالطابع التقليدي بهدف الحفاظ على المدينة، وبما يتلاءم ويتناسب مع الطابع التاريخي والأثري، ودون التشويه للمعالم الأساسية لها إلى جانب الاهتمام بأبناء المدينة الذين يعتبرون المرتكز الأساس للحفاظ على هذا المعلم التاريخي بما يتفق وشروط اليونسكو لإبقاء المدينة ضمن قائمة التراث العالمي. وكانت لجنة الحفاظ على مدينة زبيد قدمت تقريراً عن المشاكل التي تواجهها مدينة زبيد و المهام التي يجب القيام بها بهدف الحفاظ على المدينة، ومنها إصدار قانون و التراث المعماري وتنفيذ مخطط الحفاظ على المدينة القديمة و تقديم الدعم المطلوب لترميم المنازل القديمة، وتوفير مواد البناء التقليدية بما يتلاءم مع الأوضاع الاقتصادية، وحل مشاكل التعويضات وإزالة التشوهات، إلى جانب إنجاز مهام المنطقة التوسيعية الجديدة ووحدات الجوار، وسرعة تنفيذ المخططات وشق الشوارع وغيرها من المهام التي تتفق مع ما تضمنه تقرير اليونسكو عن وضع المدينة واشتراطات المنظمة منتصف العام الفائت لإنقاذ المدينة خلال عامين قبل شطبها من قائمة التراث العالمي في حال بقي الحال كما هو عليه. ووضع قرار للمنظمة منتصف العام الفائت زبيد ضمن قائمة التراث العالمي المهدد بالخطر لمدة عامين قبل شطبها من القائمة نهائيا في حال لم تنفيذ المشاريع المطلوبة للحفاظ عليها من الانهيار. وتفقد الوزراء ومحافظ المحافظة - خلال الزيارة - الموقع الخاص لإنشاء مدينة زبيد الجديدة بهدف حل مشكلة الازدحام السكاني في مدينة زبيد القديمة، والمهام المتمثلة في تشكيل وحدة الجوار ووحدة العمل التنفيذية لإنجاز مهام المنطقة التوسيعية الجديدة، والمراحل التي على ضوئها سيتم تنفيذ مخططات الشق للشوارع الجديدة و مراحل استكمال البنية التحتية للمدينة القديمة. وخلال الزيارة الاستطلاعية زار الوزراء ومحافظ المحافظة المتحف التاريخي للمدينة، واستمعوا من مدير فرع الهيئة العامة للآثار والمتاحف شرحا عن مكونات ومحتويات المتحف، والجهود التي تبذل بهدف الحفاظ على هذه الآثار في المدينة. كما اطلعوا خلال زيارتهم لمكتبة وجامع الأشاعرة على ما تحتويه المكتبة من مخطوطات أثرية قديمة وكتب قيمة سجلت المكانة العلمية، التي عرفت بها المدينة ووثقت للملامح التاريخية لجامع الأشاعرة والمشاريع التي تنفذها بهدف ترميمه والحفاظ على طابعة التاريخي. وفي المكتبة العامة بزبيد جرى على هامش احتفال المكتبة بالعام الثاني لتأسيسها حفل تكريم نخبة من الأدباء و المثقفين في مدينة زبيد، والذين كان لهم دور كبير في تأسيس هذه المكتبة التي تعتبر أحد منابر العلم والمعرفة في المدينة. إلى ذلك أعلنت مكتبة الأشاعرة بمدينة زبيد اعتزامها إطلاق موقعا الكترونيا على شبكة " الإنترنت" للمخطوطات التاريخية و الكتب العلمية بالمكتبة باللغتين العربية والفرنسية منتصف يناير الجاري. و أوضح أمين مكتبة الأشاعر بزبيد عرفات عبد الرحمن في تصريح لوكالة الأنباء اليمنية (سبأ) أن الموقع الإلكتروني سيعرض ما تحتويه المكتبة من كنوز علمية ومعرفية إلى جانب ما تحمله تسمية الأشاعرة من قيمة تاريخية و إسلامية ارتبطت بالصحابي الجليل أبي موسى الأشعري رضي الله عنه. وقال أمين المكتبة إن الموقع يأتي في سياق جهود الحفاظ على ما تمتلكه المدينة من كنوز و نفائس قيمة و مخطوطات ثمينة في مختلف العلوم الشرعية وعلوم الطب و الرياضيات و الجغرافيا و النجوم وتسليط الضوء على ما تتضمنه تلك النفائس التي ظلت حبيسة أدراج المكتبات في جوامع زبيد وبعض بيوتات علماء وجهابذة العلم الذين ذاع صيتهم في العصور الغابرة. وأضاف إن الموقع سيضم ما يزيد على 1500 مخطوطة تم جمعها وتوثيقها من مكتبات شخصية في مدينة زبيد التاريخية في مختلف العلوم الشرعية والطب و الجغرافيا والهندسة وغيرها سيعرضها الموقع للباحثين والمهتمين. وقال عرفات " إن الموقع سيضم عناوين رئيسية للمخطوطات وتفاصيل لإشهرها والتعريف بنوع و حجم و عمر المخطوطة , ونبذ عن بعض المخطوطات بما يحافظ على عدم تسريبها وسرقة مضامينها العلمية والمعرفية." وأشار إلى انه تم تخصيص نافذة في الموقع لنداءات الحفاظ على المخطوطات اليمنية و المخطوطات في زبيد على وجه الخصوص باللغتين العربية والفرنسية، لافتا إلى ان الموقع سيضم العديد من النوافذ العلمية والتاريخية التي ستعرف بمراحل التطور الاجتماعي و التاريخي والسياسي ومآثر المدينة وأوجه النشاط السكاني في زبيد في مراحل تاريخية مختلفة بالاستعانة بالصور الفوتوغرافية بما فيها نافذة تعريفية بمشاهير علماء مدينة زبيد وإنتاجهم الفكري والمعرفي المطبوع منه والمخطوط ومنهم مؤسس مكتبة الأشاعر العلمية الراحل عبد الرحمن الحضرمي الذي بلغت مؤلفاته نحو 63 مؤلف اغلبها مخطوطات لم تر النور. |