المؤتمرنت - يو بي اي -
هيلاري تدافع عن اتهامها بالاساءة لمارتن لوثر
اضطرت هيلاري كلينتون للدفاع عن نفسها بقوة الاحد، بعد تصريحات اعتبرها السود انتقادا لحركة الحقوق المدنية في الولايات المتحدة وموقفا متعجرفا تجاه منافسها باراك اوباما.
وهذا الجدل يأتي في غير موقعه بالنسبة الى كلينتون التي تحتاج كليا لدعم السود من اجل احراز الفوز في كارولينا الجنوبية (جنوب شرق) في 26 يناير، وهو استحقاق اساسي في عملية اختيار المرشح الديموقراطي الذي سيخوض السباق الى البيت الابيض.
وخصصت وسائل الاعلام الاحد، حيزا واسعا جدا للمشاعر التي اثارتها الاسبوع المنصرم، تصريحات السيدة الاميركية الاولى السابقة لدى المجموعة السوداء التي رأت انها قللت فيها من شأن دور مارتن لوثر كينغ، البطل الذي حمل مشعل صراع السود الاميركيين من اجل حقوقهم في الستينات.
وقالت كلينتون، ان «حلم الدكتور كينغ بدأ يتحقق عندما اقر الرئيس ليندون جونسون القانون المتعلق بالحقوق المدنية في العام 1964 (...) وكان لا بد من رئيس للقيام بذلك». وهذا الكلام كان موجها في الواقع الى منافسها الرئيس السناتور الشاب الاسود اوباما الذي تتهمه باطلاق وعود جميلة لا جوهر مهما لها فيما هي تملك الخبرة التي تؤهلها لمنصب الرئيس.
وانتقد جيمس كلايبرن، نائب كارولينا الجنوبية وصاحب اعلى منصب يحظى به السود الاميركيون في الكونغرس، هذه التصريحات في حديث لصحيفة «نيويورك تايمز»، والمح الى انه قد يدعم اوباما. وقال محذرا «علينا ان نكون جد متنبهين للطريقة التي نتحدث بها عن تلك المرحلة من السياسة الاميركية».
وما زاد الطين بلة هجوم بيل كلينتون على اوباما، الامر الذي ادى الى تفاقم مشاعر الضيق والانزعاج. فقد شبه الرئيس السابق معارضة سناتور ايلينوي للحرب على العراق بـ «حكايا الساحرات».
ومع انه لقب «باول رئيس اسود» بسبب الحماسة التي يثيرها لدى هذه المجموعة، اضطر كلينتون ايضا لتوضيح تصريحاته التي وصفت بانها متعجرفة حتى في اوساط حلفائه.
وفالت دونا برازيل، خبيرة الاستراتيجية لدى الحزب الديموقراطي وحليفة آل كلينتون السبت لشبكة «سي ان ان»، ان «يهاجم اوباما لدى حديثه عن «حكايا ساحرات» وان يدعوه بالولد كما فعل الاسبوع الماضي، هذا يعد اهانة». واضافت: «بصفتي اميركية سوداء اعتبر هذه الكلمات والنبرة محبطة جدا».
ويبدو ان كلينتون ادركت انها سارت على ارض مليئة بالالغام، فشنت هجوما مضادا الاحد اتهمت فيه خصومها بشن هجمات باطلة ضدها وضد زوجها. وصرحت في مقابلة مطولة على شبكة «ان بي سي» بانها «محاولات ظالمة ومجانية ترمي الى اساءة تفسير ما قلته. انظروا ما فعلت طوال حياتي. فمنذ سنين اعمل من اجل الحقوق المدنية، حقوق النساء وحقوق الرجال».
اما فريق اوباما، فابتهج لهفوة كلينتون وزود الصحافة باستشهادات من العبارات المثيرة للانتقاد، مؤكدا في الوقت نفسه انه مترفع عن هذه الامور. وكتب بيل برتون، الناطق باسم اوباما في رسالة الكترونية ان «الناس صدموا بعباراتها، فلتعط التوضيحات التي تريد»، مشيرا في الوقت نفسه الى ان «البرلماني كلايبرن ومسؤولين اخرين في سائر انحاء البلاد يشعرون باهانة كبيرة اثر قولها ان رد فعلهم كان بتحريك من هذا الفريق».
وقبل استفحال هذا الجدل، اشارت ثلاثة استطلاعات للرأي الى تقدم باراك اوباما بما بين سبع نقاط و20 نقطة في كارولينا الجنوبية حيت ستجري الانتخابات التمهيدية بعد مجالس الناخبين في نيفادا (غرب) في 19 يناير.
ويأتي هذا الجدل في وقت يسعى فيه المرشحون الجمهوريون من جهتهم بكل قواهم للفوز في الانتخابات الاولية الثلاثاء في ولاية ميتشيغن (شمال) المنكوبة اقتصاديا وحيث تبدو المنافسة على اشدها بين السناتور عن اريزونا جون ماكين وحاكم مساتشوسيتس السابق ميت رومني
وافاد استطلاع للرأي اجرته شبكة «سي بي اس نيوز» وصحيفة «نيويورك تايمز» ونشرت نتائجه الاحد، ان ماكين وكلينتون، يحتلان الطليعة بين متنافسي الحزبين على الترشيح للانتخابات الرئاسية.
وفي الحزب الجمهوري، يتقدم ماكين على الحاكم السابق لولاية اركنسو مايك هاكابي بحصوله على 33 في المئة من الاصوات مقابل 18 في المئة. اما عمدة نيويورك السابق رودولف جولياني فلا تتجاوز نسبة مؤيديه 12 في المئة من الناخبين.
ويمكن ان تكون هذه النتائج موقتة، اذ ان 72 في المئة من الاشخاص الذين شملهم الاستطلاع، قالوا انهم يمكن ان يغيروا آراءهم.
واجري الاستطلاع بين 9 و12 يناير.
تمت طباعة الخبر في: السبت, 21-ديسمبر-2024 الساعة: 07:02 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almotamar.net/news/52996.htm