المؤتمر نت - فلسطينيون يعبرون الى الجانب المصري من المعبر المدمّر
المؤتمرنت -
إسرائيل تقطع الإمدادات عن غزة بعدما اقتحم الفلسطينيون معبر رفح
قالت مراسلة فضائية "العربية" الإخبارية الإربعاء 23-1-2008 إن الحكومة الإسرائيلية قررت قطع إمدادات الوقود عن قطاع غزة مجدداً، بعدما دخل عشرات الآلاف من الفلسطينيين مدينة رفح المصرية، إثر قيام مسلحين فلسطينيين بتدمير اجزاء من السياج والجدار الاسمنتي الفاصل.

اكد رئيس جمعية اصحاب الوقود اليوم الاربعاء ان السلطات الاسرائيلية اوقفت امداد القطاع بالوقود "كرد فعل على هدم الحاجز بين قطاع غزة ومصر".

وتدفق الفلسطينيون لشراء مواد أساسية غذائية وتموينية في المدينتين المصريتين, كادت ان تنفد من غزة بسبب الحصار الذي فرضته السلطات الاسرائيلية على القطاع.


مبارك: دعوهم يدخلوا

من جهته، أكد الرئيس المصري حسني مبارك أنه سمح للفلسطينيين بالدخول الى مصر للتزود باحتياجاتهم من الغذاء "طالما انهم لا يحملون اسلحة".

وقال مبارك في تصريحات للصحافيين بعد افتتاحه معرض القاهرة الدولي للكتاب "اليوم الاربعاء عاد عدد كبير من الفلسطينيين من قطاع غزة لانهم يعانون من الجوع بسبب الحصار الاسرائيلي".

وتابع "قلت لهم (قوات الامن) اتركوهم يدخلوا ليأكلوا وليشتروا الاغذية ثم يعودوا (الى غزة) طالما انهم لا يحملون اسلحة".

وردا على سؤال حول امكانية ايجاد حل دائم وليس حلولا مؤقتة للحصار المفروض على غزة, قال الرئيس المصري "ان اول تمهيد للحل الدائم هو ان يتوقفوا (الفلسطينيون) عن النزاعات فيما بينهم".

وقد تلقف رئيس الحكومة الفلسطينية المقالة اسماعيل هنية الدعوة المصرية، مبدياً استعداده لعقد جلسة "عاجلة وسريعة مع الأشقاء في مصر، والإخوان برام الله"، لوضع ترتيبات فتح معبر رفح، ومعابر أخرى، على قاعدة الثوابت والشراكة الوطنية.


مشعل يدعو لمواصلة "الغضب الشعبي"

ومن دمشق، أكد رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" خالد مشعل، في افتتاح "المؤتمر الوطني الفلسطيني" الأربعاء، أن اقتحام آلاف الفلسطينيين للحدود مع مصر، كان "قراراً شعبياً وليس تنظيمياً"، داعياً إلى مواصلة "الغضب الشعبي
والعربي" ضد اسرائيل حتى فك الحصار عن غزة.

وقال مشعل أمام مئات المشاركين من الاراضي الفلسطينية والشتات ووفود عربية "لا تلوموا أهل غزة حين حطموا الجدار. الجدار تحطم بقرار شعبي وليس بقرار تنظيمي". وأضاف "حتى لو اغرقوا غزة بالوقود لا نقبل سوى برفع الحصار عن غزة", مؤكدا ان "الكميات المحدودة من الوقود" التي تم ادخاها الى القطاع ليست سوى "خدعة اسرائيلية".

من جهة اخرى شدد مشعل على ان المؤتمر الذي يعقد في دمشق "ليس مؤتمراً انقسامياً ولا يعزز الانشقاق" بين الفلسطينيين. واضاف "نحن مستعدون لحوار غير مشروط" مع السلطة الفلسطينية "برعاية فلسطينية او عربية للحفاظ على حقوق شعبنا".


تفجير وتسوق

وكان عشرات آلاف الفلسطينيين دخلوا إلى الأراضي المصرية، بعدما أقدم عدد من المسلحين بتفجير 5 قنابل على الاقل على الحدود بين قطاع غزة ومصر ليل الثلاثاء الاربعاء، ما احدث ثغرات كبيرة في الجدار الحدودي، وأدى إلى تدمير قرابة ثلثه، أي 5 كيلومترات من 14 بواسطة المتفجرات والبلدوزرات.

واوضح شهود فلسطينيون أن الامن المصري الموجود في الجهة المصرية من الحدود "لم يتدخل ازاء اندفاع المواطنين الفلسطينين".

وقال احمد حلاوة وهو فلسطيني في العشرينات من عمره وجاء من غزة "هذه فرصة بالنسبة لنا (...) يكفي حصار ويكفي خنق لنا في قطاع غزة". وأشارت أم حسن الغول التي كانت ترافق ولديها "قمت بشراء خمس صفائح من الجبنة" لاولادها الثمانية, موضحة انها تقيم في مخيم الشاطئ وانها المعيل الوحيد لابنائها بعد وفاة زوجها.

وقام عدد من الفلسطينيين بشراء خراف واغنام من مدينة العريش (45 كلم جنوب معبر رفح) بينما حمل مئات منهم اكياسا مليئة بمواد تموينية واساسية وغذائية. وكانت سيارات وعربات تجرها الحمير تدخل فارغة الى مصر وتعود الى غزة محملة بشتى مستلزمات الحياة.

واشترى مزارع من غزة 20 خروفا وضعها فوق سيارة نصف نقل عائدا الى غزة. وفي الوقت نفسه, دخلت شاحنات محملة بالاسمنت ومواد البناء، وهي مواد نفدت من غزة منذ عدة اشهر بسبب الحصار، ما ادى الى توقف اعمال البناء.

وجاء جمال، وهو ضابط سابق في اجهزة الامن الفلسطينية مع ابنه، وكانا يحملان 4 اواني بلاستيكية كبيرة فارغة. وقال "ساشتري وقود لاننا لم نعد نجده في غزة".

واضافة الى المواد الغذائية والوقود والسكائر تهافت اهالي غزة على شراء الاجهزة الكترونية مثل الهواتف المحمولة والتلفزيونات ما ادى الى نفاذ المخزون منها لدى العديد من المحلات التجارية في رفح والعريش. وذكر ابو احمد صاحب محل في سوق رفح المصرية "التجار هنا قاموا برفع الاسعار لان الاقبال غير عادي وغير مسبوق".

وذكر شهود عيان ان شوارع قطاع غزة تكاد تخلو من المارة والسيارات اذ ان معظم السكان توجهوا الى رفح بطريقهم الى العريش.

تمت طباعة الخبر في: السبت, 30-نوفمبر-2024 الساعة: 11:59 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almotamar.net/news/53361.htm