|
المعمار التقليدي والجبال والشواطئ يجتذب السياح الى اليمن اليستير ليون - يتجول الأجانب بحرية بين المنازل الحجرية الأنيقة في المدينة القديمة بصنعاء لكن في أماكن أخرى في اليمن فان هجمات القاعدة ألحقت أضرارا بصناعة السياحة الوليدة التي أضيرت بالفعل من أعمال الخطف التي تقوم بها القبائل. وتكافح الحكومة التي تأمل في ان تساعد ايرادات السياحة في تعويض ايرادات النفط المتقلبة من اجل بسط الامن من خلال توفير حراسة مسلحة من الشرطة في السفر الى مناطق معينة. وتخطط الحكومة بالفعل لتطبيق نظام لحراسة حافلات السياحة. وقال وزير السياحة نبيل حسن الفقيه ان هذا النظام يجب ان يكون جاهزا للتطبيق خلال شهرين. وقال لرويترز في مقابلة ان هذا النظام سيساعد شرطة السياحة والقادة المحليين. ولا يتحمل اليمن أي صدمات اخرى مثل قتل سائحين بلجيكيين اثنين في الشهر الماضي ويمنيين اثنين بأيدي مسلحين في حضرموت وهي محافظة في الجنوب كان يعتقد في الماضي انها آمنة. ووقع اطلاق النار بعد ستة اشهر فقط من هجوم انتحاري بسيارة ملغومة قتل ثمانية سياح اسبان ويمنيين اثنين في اقليم مأرب المضطرب الذي يبعد 100 كيلومتر شرقي صنعاء. وبلغ دخل اليمن 424 مليون دولار من 379 الف سائح زاروا البلاد في العام الماضي لكن الفقيه قال انه سيتعين خفض الزيادة المستهدفة عند 15 في المئة في عام 2008 بعد اعمال القتل في حضرموت. وانعدام الامن من الاخبار السيئة لقطاع السياحة وفرص الاستثمارات الاجنبية في البلد الفقير في الشرق الاوسط حيث البنية الاساسية متداعية والفنادق الجيدة قليلة. وينظر الى اليمن الذي تنحدر منه عائلة اسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة في الغرب على انه ملاذ للمتشددين و"خط امداد" للذين يريدون قتال القوات التي تقودها الولايات المتحدة في العراق وافغانستان. وانضم الرئيس علي عبد الله صالح الى "حرب واشنطن على الارهاب" بعد هجمات 11 سبتمبر ايلول على مدن امريكية لكن حكومته انتهجت مسارا ثنائيا منذ ان بدأ المجاهدون في العودة من افغانستان في التسعينات. وتم تجنيد عدد كبير في الجيش وقال محلل يمني طلب عدم الكشف عن اسمه انه مازال يتعين طردهم. وقال ان السلطات عرضت على المتشددين العفو طالما انهم لم يسببوا متاعب في اليمن. كما استخدمت الحكومة علماء الدين في "اعادة تثقيف" المتشددين لكن بعض الذين افرج عنهم بعد نبذ العنف ذهبوا الى العراق أو استأنفوا نشاطهم في اليمن. وقال دبلوماسي اوروبي "الان يوجد جيل ثالث من القاعدة ليس له علاقة بأفغانستان." واضاف "هؤلاء الصغار يفتقرون لاحترام المجاهدين (الافغان) بسبب الاتفاقات التي ابرموها مع الحكومة... وهم يعارضون الغرب." وبالاضافة الى الهجمات على السياح استهدف تنظيم القاعدة المنشات النفطية التي تنتج نحو 300 الف برميل يوميا ويتم تصدير ثلثي هذه الكمية وهو ما يجلب لليمن معظم دخله. وقال وزير النفط والمعادن خالد محفوظ بحاح ان مثل هذه الهجمات "الخارجية" تمثل تهديدا أكبر من الذي يفرضه رجال القبائل الذين يقومون في بعض الاحيان بخطف السياح أو الاجانب للضغط من اجل الحصول على مدارس وطرق وخدمات أفضل أو من أجل الافراج عن سجناء. وقال لرويترز انه عندما يتعلق الامر برجال القبائل فان البحث عن المياه أو المدارس لا يثير قلقه وانه يعلم بمطالبهم ويمكنه التعامل معهم. لكنه اضاف قوله انه عندما يتعلق الامر بعوامل خارجية فان هذا يسبب قلقا حقيقيا لهم وان هذا الامر ليس في اليمن فقط وانما أصبح ظاهرة في انحاء العالم وهو الارهاب بصفة عامة. وتقول الحكومة اليمنية انها ملتزمة بمحاربة القاعدة لكن الولايات المتحدة غير راضية بشأن حوادث مثل هرب 23 متشددا من سجن في صنعاء منذ عامين بينهم كثيرون تقول انهم ينتمون للقاعدة. وهي تريد ان تتسلم من السلطات اليمنية متشددا هو جمال البدوي الذي هرب من السجن مرتين منذ ادانته في الاتهام بأنه العقل المدبر وراء الهجوم الانتحاري على السفينة الحربية الامريكية كول في عام 2000 الذي قتل فيه 17 بحارا امريكيا. وأحبط اليمن هجومين انتحاريين على منشات نفط وغاز في عام 2006 بعد ايام من توجيه القاعدة نداء الى المسلمين لاستهداف المصالح الغربية. وأعلن جناح القاعدة في اليمن المسؤولية عن هذا الهجوم. وبعد اطلاق الرصاص على سياح بلجيكيين في الشهر الماضي شددت عدة دول غربية تحذيراتها بشأن السفر في اجراءات قالت الحكومة في صنعاء انه لا يخدم سوى هدف الارهابيين. وقال الفقيه وزير السياحة انه اذا قالت دول لمواطنيها "لا تذهبوا الى اليمن لانه غير امن" فان الارهاب سيحصل على ما يحتاج اليه. واضاف الفقيه ان ما حدث في اليمن يمكن ان يحدث في أي مكان في العالم. ورغم المخاطر فان بعض السياح مازالوا يأتون حيث يجتذبهم المعمار التقليدي الغني والجبال والشواطيء لكن الفقيه اعترف بأن الكثير من اليمنيين لم يقدروا بعد القيمة الاقتصادية للسياحة. وقال ان اليمن لديه الحضارة والتراث والبيئة والشعب وهو ما يجعل في امكانه ان يصبح واحدا من أهم المناطق في العالم. واضاف ان نقطة الضعف هي عقليات الناس. وقال الفقيه انه بمجرد ان يلمس الناس فوائد السياحة فانهم سيعملون معا ضد أي هجوم ارهابي * |