المؤتمر نت - هل تكفي (48) ساعة لتقوم باستكشاف مدينة صنعاء ؟ إن هناك فوضى نابضة بالحياة لكنها محافظة جداً..ان صنعاء  تعطي  زائرها انطباعاً جميلاً عنها.انها ذكريات تخلد في الذاكرة خلود العقل ذكريات تشدك بقوة إلى العودة لمشاهدة ما تقر به عينك ويأنس له خلدك، فاليمن بلد الألف ليلة وليلة كما قيل.

المؤتمرنت - بول كاسياتو -ترجمة- عماد طاهر* -
(48) ساعة في صنعاء ..اليمن بلد الألف ليلة وليلة
هل تكفي (48) ساعة لتقوم باستكشاف مدينة صنعاء ؟ إن هناك فوضى نابضة بالحياة لكنها محافظة جداً..ان صنعاء تعطي زائرها انطباعاً جميلاً عنها.

فاليوم الأول كان يوم الجمعة وهو يوم راحة المسلمين في اليمن المسلمة لذلك ينبغي تكييف الخطة الصغيرة وفقاً لذلك. لقد قمت بالتعرف على صنعاء بمساعدة الزوار لعمل تحقيق يمكن الاستفادة منه من هذه المدينة العتيقة .

يوم الخميس
وصلنا إلى صنعاء في الساعة الخامسة بعد الظهر وبمجرد وصولنا قمنا بجولة في مدينة صنعاء القديمة استخدمنا أشعة الشمس التي تهم بالغروب لنستكشف الطرق العتيقة لهذه المدينة القديمة الساحرة مشياً على الأقدام ، تجول بنظراتك إلى أبراج المباني التقليدية الشامخة والتي تميل الواحدة مقابل الأخرى في الحي الذي أعلنت اليونسكو أنه أحد مواقع التراث العالمي.

في الساعة السادسة .. نزلنا في فندق برج السلام في صنعاء القديمة وتمتعنا بشرب فنجان من الشاي في المقهى الذي في السطح وكان واحد من أعظم المناظر في المدينة .

كانت المناظر مثيرة للغاية ، وكان المكان الذي نحن فيه واحد من الأماكن العظيمة التي يمكنك من التقاط أفضل الصور والاستمتاع بوقت الغروب الجميل .

في الساعة السابعة مساءاً أقمنا في فندق برج السلام في بوفيه فريسكو لتناول العشاء. فإذا كنت من عشاق التغيير توجه إلى الجزء الجديد من المدينة إنها تفتقر إلى سحر صنعاء القديمة لكنها تمتلئ بخيارات أكثر للطعام .

تناولنا العشاء في صنعاء إذا كنت تتوقع شيئاً من النقوش والزخرفة لا يسعك إلا الذهاب إلى أحد الفنادق الدولية ، خلاف ذلك شارع حده الذي يقطنه ذوي الدخل العالي حيث توجد فيه المطاعم الفخمة وحيث يمكنك أن تجرب جميع الأطباق اليمنية التقليدية والمشويات والحمص.

في الساعة 9.30 صباحاً توجهنا إلى المقهى المجاور لمدخل أسواق باب اليمن جوار البوابة الضخمة لصنعاء القديمة أخذنا كأس من القهوة على طريقة يعجب بها اليمنيون كثيرا .

قُدم لنا قهوة حقيقية تسمى قهوة القشر التي تبدو أشبه بالشاي من القهوة الشديدة السواد التي يعرفها معظمنا ، فاليمن من أوائل الدول التي قامت بزراعة البن وكانت مصدر رئيسي للبن في القرن السابع عشر والثامن عشر ، تناولنا وجبة الفطور من الخبز المخلوط بالعسل اليمني الذي يتميز بأنه طبيعي تماماً ولذيذ في كل أصنافه .

في الساعة 10.30 صباحاً أمضينا الصباح في استكشاف الاسواق في الهواء الطلق بين الجدران الضيقة لصنعاء القديمة وسوق الملح حيث يمكنك شراء كل شيء من الملح إلى التوابل والبهارات إلى أكثر من ذلك .

هذه الأسواق الحقيقية للسكان المحليين هناك تحتبس الروائح وهناك هدايا تذكارية جميلة يمكنك الاحتفاظ بها كالجنبية التي هي إحدى عجائب الزي للرجال اليمنيين وهي عبارة عن خنجر مقوس فوق حزام ما زالوا يرتدونه حتى يومنا هذا .

في الساعة 1.30 بعد الظهر قدم لنا أطباق من الأطعمة اليمنية التقليدية بما في ذلك السلتة وهي يخنه محلية الصنع (تصنع من أصناف متعددة كالبيض والبطاط والبهارات وغير ذلك.

في الساعة 3.30 بعد الظهر بعد كل تلك الزحمة والضجيج في الأسواق تذوقنا الهدوء في الجامع الكبير في صنعاء وهو أحد المعالم الإسلامية الهامة التي ما زالت شامخة إلى يومنا هذا ، فهناك (أي في الجامع )ينبغي أن تتأكد النساء من أن لباسها متواضع وشعرها مغطى وهي تدخل فيه فمعظم المساجد لا تسمح إلا للمسلمين فقط بالدخول ولكن في بعض الأحيان يمكن أن يسمح لك المراقبون للدخول إذا جئت بطريقة مهذبة .

في الساعة 4.30 بعد الظهر توجهنا إلى المتحف الوطني الذي يعرف بمجموعة من الأعمال الفنية التي تعود إلى ما قبل الإسلام لواحدة من أقدم المدن في الجزيرة العربية وهي صنعاء القديمة .

في الساعة 8 مساءاً بعد فترة استراحة إلى حد الانتعاش ذهبنا إلى الجزء الجديد من المدينة للعشاء تحاول هناك أن ترى البدو في مطعم الفانوس في شارع حدة وتستغرق وقتاً لتناول وجبتك. لا يوجد في صنعاء دور للسينما ولا للنوادي الليلية أو الحانات فهي ما زالت محافظة الى حد كبير لكنك إذا كنت بحاجة إلى تناول مشروب يمكنك الحصول على البيره في أحد الفنادق الدولية الكبرى .

يوم السبت
الساعة 9 صباحاً بعد أن أكملنا تناول الإفطار توجهنا إلى تلة قرية كوكبان فالطريق الى هناك أقل من ساعة تقع شمال غرب صنعاء استقلينا سيارة أجرة للرحلة استمتعنا هناك بالمناظر ثم قمنا بنزهة بالتعرف على القلعة القديمة والصهاريج ثم ذهبنا للنزهة في جبل مرتفع وبارد فالسكان هناك يقومون بتعريفك بشكل ودي للغاية على كل ما حولك فبإمكانك أن تسأل عن الدليل لأي فندق محلي أنه مكان جيد لتبدأ التسوق في البلدة الصغيرة في أسفل التل والتي هي بمسافة سير ساعة على الأقدام .

في الساعة الواحدة بعد الظهر وفي طريق عودتنا توقفنا عند أحد أسواق بيع القات الصنعاني وشاهدنا موجه من النشاط للرجال اليمنيين يقومون بشراء حزم من أوراق الأشجار المخدرة نسبيا وهناك درجات متفاوتة للقات من حيث الأسعار وأوقات شراءه تتراوح من الساعة 11 قبل الظهر إلى الساعة الثانية بعد الظهر وإن كانت النساء تشعر بعدم الارتياح في هذا السوق الذي يهيمن عليه الرجال .

في الساعة 2 بعد الظهر بعد أن أمضينا صباحية نشطة تمتعنا على مهل بغداء لبنانية في مطعم الوليمة في شارع حدة وفي الساعة 3.30 بعد الظهر دعانا أحد اليمنيين إلى الانضمام إليه لمضغ القات فإذا دعاك احد اليمنيين لمضغ القات يجب أن تجاريه للمشاهدة فقط وليس للمضغ معه .

فاليمنيون يوقفون أعمالهم بعد الظهر ويبدءون فترة الاستقرار كل مع أصدقاءه لمضغ القات حتى ساعات متأخرة من الليل إنها مناسبة اجتماعية جيدة بالرغم أن الرجال يمضغون القات عادة مع الرجال والنساء مع النساء .

خلاف ذلك يوجد حمامات بخار والتي يقال أنها حمامات تركية لكن لا أتوقع أن الرجال والنساء يسمح لهم بالاستحمام معاً فهناك أقسام مستقلة أو تقسم الأوقات والأيام بين الرجال والنساء جربنا دخول حمام أبهر في صنعاء القديمة لنقوم بفترة استرخاء على طريق إنهائنا لهذه الرحلة الممتعة .
انها ذكريات تخلد في الذاكرة خلود العقل ذكريات تشدك بقوة إلى العودة لمشاهدة ما تقر به عينك ويأنس له خلدك، فاليمن بلد الألف ليلة وليلة كما قيل.
*المصدر /Canada.com


تمت طباعة الخبر في: الجمعة, 27-ديسمبر-2024 الساعة: 03:16 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almotamar.net/news/55256.htm