بقلم محمد ناصر القيداني -
مخرجات الدوري اليمني

تقام بطولات الدوري في جميع دول العالم، ومنافساتها الداخلية، وتتنوع بطولاتها بين دوري الاتحاد، وبطولات الكأس من أجل إعداد اللاعبين المحليين من قبل أنديتهم، حتى يتم اختيار أفضل العناصر القادرة على تشريف بلدانها من المحافل القارية، والدولية. وهذا كله لا يتم إلا من خلال أندية واعية بدورها، ومدركةٍ بثقل المسئولية الملقاة على عاتقها.
كل هذا يتم –بل يزيد عليه- في دول العالم العربي، وغير العربي، وما تٌسخّر من أموال من قبل إدارات الأندية. لكن بطولة الدوري العام في بلادنا، وما تسمى بمنافسات الدوري الممتاز لكرة القدم، وكذا الدرجة الأولى يختلف كل الاختلاف عن دول العالم- نظراً لأن مخرجات الدوري اليمني من لاعبين ممن يصلون إلى الفرق الوطنية (المنتخبات) نشاهدهم، وهم في عجز واضح، من ناحية اللياقة البدنية، أو الجانب المهاري، والفني .
فما نشاهد من مباريات محلية ضمن منافسات الدوري العام (الممتاز) تجد هذه اللقاءات بعيدة كل البعد عن الفكر الخططي، واللياقي، والمهاري لمباريات كرة القدم في شتى أنحاء العالم.
نجد بأن اللقاءات الكروية بعيدة عن التخطيط الكروي، وسير خطة اللعب لكل فريق، كما أنَّ التنفيذ السليم لضربات الفاول من أمام منطقة الجزاء لا يعتمد على التنفيذ الحر ، والسليم، أو لعب هذه الضربات بفكر كروي عال من خلال تكتيك معين، بينما هذه الضربات الحرة، والمباشرة خارج منطقة الجزاء، أصبحت تشكل عبئاً شديد اللهجة على حراس المرمى في دول العالم؛ حيث أصبحت خطورتها مقاربة لخطورة ضربات الجزاء "البلانتي" كما أن الجانب اللياقي للاعبين في أنديتنا يمثل هاجساً لكل متابع، أو مهتم، أو محب لهذا الوطن في مجال الرياضة؛ فاللاعب الأوروبي يجري في المباراة الواحدة ما بين 14 – 16 كم. بينما اللاعب العربي لا يتجاوز ركضه في المباراة الواحدة 7 كم. فكيف يكون حال لاعبينا بهذه اللياقة المتواضعة؟
أعتقد أن على إدارات الأندية أن تفطن لذلك، وأن تعمل على حل هذه المعطيات مع مدربي الأندية من خلال الإعداد الجيد قبل انطلاق المنافسات المحلية، وأثناء سيرها، برفع المعدل اللياقي، وتنمية المهارات الفنية، والتكتيكية للاعبين، وكيفية تطبيق الجوانب الخططية لكل لاعب، أو للفريق كاملاً، وكيفية الانتشار في الملعب، وتغطية المناطق الخالية، وإعطاء تمارين مكثفة للاعبين القادرين على تنفيذ الضربات الحرة المباشرة في الأندية، ومن شتى الجوانب للملعب، حتى يصل اللاعبون ممن يتم اختيارهم للأندية ضمن المنتخبات الوطنية، وهم أكثر جاهزية، وخبرةً من المنافسات الخارجية، لأن الغاية من المنافسات الداخلية هو اختيار أفضل عناصر الأندية لتمثيل البلاد في المنافسات الخارجية. وخير دليل على ما ذكرته هنا أن القانون الاحترافي للأندية العالمية يسمح لها في عدم تسليم لاعبيها المحترفين لدولهم في المنافسات القارية إلا قبل انطلاق البطولة بأسبوعين، وهذا يؤكد بما لا يقطع الشك باليقين بأنَّ الأندية تعد لاعبيها من جميع الجوانب بما فيها الجانب النفسي. فأين أنديتنا من ذلك ،وهل نستطيع أن تقدم منتخباً قادراً على المنافسة يتم تجميع لاعبيه خلال شهر الجواب؟.. يأتي من منتخبنا الوطني المشارك في منافسات كأس الخليج السادسة عشرة، والتي انتهت قبل أيام بدولة الكويت الشقيقة، وبهزائم متنوعة، بلغ إجمالي ما دخل في مرمى المنتخب 18 هدفاً من ست مباريات – أي بمعدل ثلاثة أهداف في كل مباراة- وهذا ما يؤكد بأن اللاعب في بلادنا بحاجة لمعسكرات طويلة لإنها ترفع من مخزونه اللياقي، والمهاري، وذلك بشرط وجود مدرب قادر على إيصال ما يتطلب منه حتى يكونوا قادرين على المنافسة الجادة، والشريفة في المحافل الخارجية، ونحن ننتظر ذلك خلال تصفيات كأس العالم المؤهلة لمونديال 2006م من مجموعة بلادنا، والتي سوف تنطلق في الشهر القادم، وأن تكون منافسات دورة الخليج المنتهية قبل أيام هي بمثابة استعداد جاء لذلك. وهنا نطرح سؤالاً: مادور قيادة الشباب والرياضة، وكذا الاتحاد بالإشراف على ما تقدمه الأندية في بلادنا من مخرجات؟
تمت طباعة الخبر في: الإثنين, 25-نوفمبر-2024 الساعة: 09:54 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almotamar.net/news/5637.htm