المؤتمر نت -
-
انهم.يعزلون انفسهم!
احتفل شعبنا مطلع هذا الاسبوع بيوم الديمقراطية (27 ابريل) التي أجريت فيها أول انتخابات برلمانية تعددية تنافسية حرة مباشرة.. في مثل هذا اليوم من عام 1993م انتقل النهج الديمقراطي كمنجز رديف للوحدة الى التطبيق العملي.. لتؤكد القيادة السياسية الوحدوية بزعامة فخامة الرئيس علي عبدالله صالح بذلك ترابط العلاقة التلازمية
بين المنجزين لبناء الدولة اليمنية الحديثة ويصبح هذا اليوم مناسبة وطنية يحتفل بها ابناء اليمن معبرين عن أفراحهم بالتحولات التي شهدها وطن ال 22 من مايو المبارك سياسياً واقتصادياً، ديمقراطياً وتنموياً وعلى مختلف الاصعدة.
مؤكدين على الترابط الوثيق بين التعددية السياسية والحزبية وحرية الرأي والتعبير والتداول السلمي للسلطة واحترام حقوق الانسان وبناء اليمن الجديد على اساس راسخ تقوم عليه صروح الدولة اليمنية الديمقراطية المؤسسية الحديثة القادرة على تلبية متطلبات الحاضر وانجاز مهام المستقبل.. وهذه المعاني بمضامينها الأعمق عبرت عنها المسيرات والمظاهرات والمهرجانات التي أحيتها الجماهير اليمنية ابتهاجاً بيوم الديمقراطية.. وفي ذات الوقت مثلت غضباً شعبياً معلنة بصرخة عالية وصوت واضح ترددت أصداؤه في كل المحافظات اليمنية أنها ضد دعاة الفتنة والفرقة من مشعلي الحرائق وصناع الأزمات الذين يضمرون الشر لليمن ونهجه الديمقراطي ووحدة ابنائه الوطنية ولأمنه واستقراره وتقدمه وازدهاره.. مجددة تأكيدها انها ستقف بالمرصاد لهؤلاء وستواصل مسيرها مهما كانت الصعوبات والتحديات وتسقط كافة مشاريعهم واهدافهم الحاقدة الخبيثة والتي سيكون مآلها الفشل والخسران المبين.ومن المهم الإشارة الى أن تزامن احتفالات الوطن اليمني بيوم الديمقراطية مع استعدادات ابنائه الى انجاز تحول ديمقراطي جديد ونعني هنا انتخاب المحافظين وحيث تكتسب هذه الخطوة دلالات وأبعاد تتجاوز الراهن لتستشرف الآتي برؤية تستوعب حقائق أن الديمقراطية تطور متواصل التدرج إلى الاعلى وانها خيار وطني محمي بوعي شعبي يستحيل التراجع عنه أو الارتكاس به الى الوراء.. وبدون شك أن اولئك الذين يرفعون شعار مقاطعة الانتخابات كانوا دائماً يتأخرون عن الركب مما يجعل سيرهم أصعب فلا يتمكنون من اللحاق به.. وهم اليوم بقراءتهم السياسية الخاطئة سوف يتأخرون عن قطار الديمقراطية الذي سيمضي الى الأمام ولن ينتظر المتخلفين عنه ليكونوا بذلك غير مدركين حقائق الديمقراطية التي وصل اليها يمن اليوم.. وإصرارهم على مقاطعتهم انتخابات المحافظين سوف يعمق حالة العزلة والاحباط والقنوط لديهم ليتولد عن ذلك ارتكاب حماقات جديدة فتزداد احوالهم سوءاً ويعزلون أنفسهم عن المشاركة والإسهام في المسيرة الوطنية والشراكة التي تضعهم على الطريق الصحيح لممارسة السياسة من موقع الفهم لقوانين اللعبة الديمقراطية كماهي وليس كما تصورها أوهامهم ورهاناتهم التي ادخلتهم مأزقاً دفعهم الى المزيد من المقامرة ليخسروا دورهم ومكانتهم وتأثيرهم وحضورهم الايجابي في الساحة السياسية الوطنية.. وانتخاب المحافظين الخطوة الديمقراطية التي ستضعهم على مفترق طرق إما باتجاه الماضي او المستقبل؟!
ومن المؤسف القول بأن الذين يعلنون اليوم مقاطعتهم لانتخابات المحافظين رغم ان كتلهم البرلمانية قد ناقشت داخل البرلمان مواد تعديل قانون السلطة المحلية والخاصة بانتخاب المحافظين مادة مادة إنما يقاطعون انفسهم ويعزلونها عن محيط التأثير في الحياة السياسية والعامة خاصة وهم الذين ظلوا يصوتون ضد كل القوانين والعروض والموازنات والخطط التنموية بهدف عرقلة جهود التنمية.
ومن هذا المنطلق فان كل القوى السياسية والحيّة والفاعلة في الساحة الوطنية وصاحبة المصلحة الحقيقية في الديمقراطية والتنمية ستخرج منتصرة من هذا المعترك الديمقراطي الجديد وستشعر العناصر التي تعمل ضد الوطن ومصالحه وسكينته العامة بهزيمتها وفشلها كما هزمت في الماضي وحيث ستدور على الباغي الدوائر.
ويبقى ان ندعو بالهداية والرشد لكل اولئك الذين لايفقهون حقائق الواقع ولايدركون حقيقة مصالحهم ويتعاملون مع الأمور بردود فعل متشنجة وتعصب يفتقد الحكمة والرشد ومن العجيب انه لايوجد من هؤلاء ثمة عاقل رشيد في صفوفهم يراجع مثل هذه التصرفات الموتورة ويصوب اخطاءهم وانحرافاتهم وتغريدهم خارج سرب الاجماع الوطني ويضع حداً لهذه الأفعال والتشنجات التي لاتزيدهم سوى تقوقعاً على أنفسهم وعزلة عن محيطهم وتخلق النفور لهم في قلوب الناس وحيث يلحق بهم ذلك المزيد من الخسارة والخيبة والفشل.«وعسى الله ان يهديهم سبل الرشاد»

*افتتاحية 26 سبتمبر
تمت طباعة الخبر في: الجمعة, 22-نوفمبر-2024 الساعة: 04:16 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almotamar.net/news/57249.htm