عليها بصمات الطائفة اليهودية

المؤتمر نت - 
في أقصى الطرف الجنوبي من شبه الجزيرة العربية توجد مدينة يبدو أن عجلة الزمن توقفت عندها ولم تتحرك منذ قرون طويلة.
تزخر العاصمة اليمنية صنعاء بالمباني الفريدة المصنوعة من الطين ويسكنها أكثر من مليون نسمة مازالوا يتمسكون بتقاليد آبائهم وأجدادهم لتصبح المدينة أشبه ما تكون بواحة من التقاليد الموروثة وسط بقعة من الأرض شاعت فيها مظاهر الحياة الغربية.
المؤتمر نت-- ميرال فهيم -
عجلة التاريخ لم تترك بصماتها على صنعاء

في أقصى الطرف الجنوبي من شبه الجزيرة العربية توجد مدينة يبدو أن عجلة الزمن توقفت عندها ولم تتحرك منذ قرون طويلة.
تزخر العاصمة اليمنية صنعاء بالمباني الفريدة المصنوعة من الطين ويسكنها أكثر من مليون نسمة مازالوا يتمسكون بتقاليد آبائهم وأجدادهم لتصبح المدينة أشبه ما تكون بواحة من التقاليد الموروثة وسط بقعة من الأرض شاعت فيها مظاهر الحياة الغربية.
وتزداد المفارقة عند مقارنة صنعاء بعواصم باقي دول الخليج العربية الغنية التي تنتشر فيها ناطحات السحاب والشوارع الواسعة والمراكز التجارية.
ويقول ماركو ليفاديوتي وهو إيطالي يعيش في صنعاء منذ عام 1960 وهو الآن يدير واحدة من أكبر واعرق شركات السياحة في اليمن أن ( صنعاء متحف مفتوح).
وأضاف وهي مثل مدينة البندقية.. مكان يمثل تاريخه جزءاً مكملا لحاضره ومستقبله. أنها مكان خاص للغاية.
ويقول مؤرخون أن الحي القديم في صنعاء الذي أعلنته الأمم المتحدة تراثا عالميا من افضل نماذج المدن العربية المتبقية على حالها في العالم.
ويرجع تاريخ بعض مباني الحي الذي تحيط به الأسوار إلى ألف عام ويواصل سكانه الحياة بالطريقة نفسها التي كان يعيش بها اسلافهم منذ مئات السنين.
وبمجرد أن يختار السائح البوابة الرئيسية المعروفة باسم ( باب اليمن) يشعر وكانه انتقل إلى الماضي البعيد.
ولاتزال المنطقة هي السوق الرئيسي في المدينة حيث يتجمع الرجال وكل منهم يرتدي الزي التقليدي وقد وضع خنجرا في خصره وينادي على بضاعته من البخور والصمغ الذي كان اليمن يصدره ذات يوم للعالم.
ولا يزال السوق مقسما إلى مناطق متخصصة حيث تتجمع عدة متاجر صغيرة مع بعضها البعض على طول أزقة تغطي الأتربة والحصى ارضياتها لبيع كل شيء بداية من البن والفضة والتوابل وصولا إلى الضروريات الحديثة مثل الهواتف المحمولة والأجهزة الإلكترونية.
ويقول محمد 11 عاما الذي يرشد السائحين في المنطقة بعد خروجه من المدرسة كل من يمر باليمن يأتي هنا ويترك شيئا.. ولذا فستجد هنا كل شيء.
وينحدر أغلب سكان صنعاء من القبائل المحافظة التي تقطن الجبال المطلة على المدينة ولا تزال النساء يرتدين أزياء تغطيهن من قمة رؤوسهن إلى أخمص أقدامهن بحيث لا يظهر منهن فعليا الا العينين.
وتشهد صنعاء القديمة حاليا مشروعا ترعاه الحكومة لترميم الفنادق والمنازل التي شيدت من الطين لتتماش مع الأجواء التقليدية التي ترجع لقرون وتزين أغلب المباني نوافذ زجاجية ملونة تعرف باسم قمريات لأنها تأخذ شكل نصف قمر.
كما تكثر الحمامات الشعبية في المدينة ولا يزال عدد كبير منها يعمل حتى اليوم ولا غلب الضواحي مزارعها الخاصة حيث ترعى الأغنام وتزرع النساء الخضروات.
وعندما أصبحت صنعاء عاصمة لليمن عام 1962م كانت مدينة للحصول المورقة وحوالي 34 ألف نسمة.
وبدلا من اعتناق الحداثة اختار سكان العاصمة توسيع مدينتهم بنفس طريقة أجدادهم ولكن مع إضافة بعض لمسات العصر مثل أطباق استقبال الأقمار الصناعية وأجهزة التكييف.
ولا يزيد ارتفاع أعلى مباني صنعاء عن تسعة طوابق وفي ميدان التحرير بوسط المدينة تتناثر بعض البنايات المصنوعة من الألومنيوم والخرسانة التي تشيع في كثير من المدن العربية.
وحسب المعتقدات اليمنية فإن صنعاء من اقدم المناطق التي تجمع فيها البشر وان الذي أسسها هو سام بن النبي نوح.
ويعتقد البعض أن سام ارتحل إلى جنوب شبه الجزيرة العربية إلى أن أخذ طائر بزمام فرسه حتى هداه إلى سهل خصب تحيط به الجبال. وبعدها وضع الأساس لصنعاء.
وتشير كتابات من القرن الأول بعد الميلاد إلى صنعاء بوصفها ميناء مهم على طول طرق التجارة التقليدية بين أفريقيا وأسيا. وكانت صنعاء العاصمة لعدة ملوك من حمير وغزاة اليمن من أثيوبيا والفرس خلال القرنين الرابع والخامس بعد الميلاد.
ولا تزال بعض مباني العاصمة تحمل شعار نجمة داود لتذكر السائح بالطائفة اليهودية التي كانت قوية ذات يوم هناك. وكان اليهود يوما ما هم التجار الأقوياء في المدينة إلى أن نزع اغلبهم إلى إسرائيل عام 1950 ولم يعد هناك سوى 200 يهودي فقط في اليمن يعيشون على مشارف صنعاء.
وصنعاء من أكثر المناطق جذبا للسياح في اليمن لكن المخاوف من هجمات المتشددين وعمليات الخطف التي ينفذها رجال قبائل ساخطين على الحكومة أبعدت السياح وأموالهم التي يحتاجها السكان بشدة.
ويقول أحمد الحاج الذي يبيع خناجر فضية في السوق من العار أن صنعاء لاتزال تعتبر غير أمنة . نعيش في كنف واحدة من اقدم الحضارات في العالم ومع هذا فلا يزورنا أحد.
v رويترز



تمت طباعة الخبر في: الأربعاء, 27-نوفمبر-2024 الساعة: 09:46 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almotamar.net/news/5725.htm