التشكيك في خطوات الحكم المحلي مع اقتراب موعد انتخاب المحافظين تزداد حمّى التشكيك في هذا الإجراء الديمقراطي الذي أعلنه الأخ الرئيس علي عبدالله صالح في برنامجه الانتخابي وبدأ في تنفيذ إجراءاته.. وهذا التشكيك للأسف لا ينبع من حرص المشككين على مصلحة الشعب اليمني؛ وإنما هو نابع من سلوك معهود لفئات من الناس تعوّدوا على كثرة الكلام وقلّة العمل، وتعودوا على تشويش ذهنية الناس وإقلاقهم وتعظيم الأخطاء مهما كانت صغيرة في أعين الناس. في أماكن كثيرة يردد بعض الذين لا تهمهم مصلحة الوطن اليمني أن المؤتمر في انتخابات المحافظين ينافس نفسه، ولا ندري ماذا يريد هؤلاء، ومن الذي منعهم من المنافسة؟!. لقد خاضوا تجربة شرسة في الانتخابات المحلية، ودخلوا في تلك الانتخابات بكافة ما يملكون من القوة، ولكن الشعب لم يعطهم ثقته، وقال: "نعم للمؤتمر الشعبي العام" وفاز مرشحو المؤتمر الشعبي العام في جميع مديريات الجمهورية باستثناء بسيط وشاذ. وتفرض قواعد اللعبة الديمقراطية أن يحترم غير الفائزين زملاءهم الفائزين، وهذا سلوك متعارف عليه في جميع بلدان العالم المتحضر. لكن في بلادنا للأسف نجد الذين يدخلون في المنافسة مع المؤتمر الشعبي العام يخسرون ثم يعلنون ويشككون، ويعارضون ويستمرون في انتهاج تخريب وهدم القواعد التي تفرضها الديمقراطية، وهو سلوك لا يساعد على بناء الديمقراطية، بل يؤدي في النهاية إلى تدميرها. لم يعد مقبولاً من الأحزاب التي قبلت بالديمقراطية كخيار ديمقراطي أن تقوم بعرض نتائجها على مبدأ فرز النتائج، فحين تكون في صالحها تكون مقبولة، وحين لا تكون كذلك تصبح مرفوضة ومشكوكاً فيها. اليوم تخطو بلادنا خطوة كبرى نحو تأسيس نظام الحكم المحلي الذي هو مطلب لجميع اليمنيين، وأي محاولة للتقليل من أهمية هذه الخطوة لن تكون خدمة للديمقراطية أو خدمة للمواطن اليمني، بل ستكون خيانة وتفريطاً في مكسب هام للمواطن. مطلوب من أبناء الشعب اليمني تشجيع الخطوات التي تتخذها الدولة في طريق الحكم المحلي الذي وعد به فخامة الأخ الرئيس وهو ماضٍ في إنجازه. ومطلوب كذلك تجاوز التشكيك والتخريب الذهني الذي يجيده المعارضون؛ والذين لا همّ لهم سوى الوصول إلى كرسي السلطة من أي طريق وبأية وسيلة. |