|
صنعاء: دموع وهتافات في الذكرى الستين للنكبة شهدت امس قاعة الشهيد ياسر عرفات بجامعة صنعاء مهرجانا خطابيا احياء للذكرى الستين لنكبة فلسطين نظمته جمعية كنعان لفلسطين وشارك فيه نخبة من رموز النضال العربي .. وقال الشيخ حارث الضاري رئيس هيئة علماء المسلمين بالعراق في كلمته أن مبادرة جمعية كنعان لفلسطين في إحياء ذكرى نكبة فلسطين فريدة ورائدة . مشيرا إلى أن من الأهمية بمكان أن تكون هناك لقااءت وتجمعات .في كل البلاد العربية لإحياء هذه الذكرى وتجديدها وتوضيح الصورة الحقيقية للنكبة أمام الأجيال الجديدة للأمة العربية خاصة في ظل تجاهل الأمة العربية حكاما ومحكومين لمأساة فلسطين . وقال : أن ستين عاما مضت من عمر النكبة والأمة العربية لم تفعل شيئاً أكثر من الألم والتنديد في الوقت الذي نحن قادرون على فعل الكثير لفلسطين وأهلها فنحن اليوم أكثر عددا وعدة من الأيام التي كنا فيها في زمن النكبة .لا ينقصنا إلإ الإيمان والإخلاص للقضية الفلسطينية كونها القضية الأولى للأمة . وأضاف على شعوب الدول العربية أن لا تلهيها المشاكل عن تحرير فلسطين من المحتل وكذلك تحرير العراق من الاحتلال الإنجلو أمريكي مشيرا إلى أنه طال بقاء الاستعمار في فلسطين والعراق وأبطال المقاومة صامدون ومستمرون في نضالهم . وأوضح رئيس هيئة علماء المسلمين أن الاحتلال الأمريكي لم يستهدف العراق إلا من أجل فلسطين . مؤكدا أن الشعب العراقي لم ينس أخوانه في فلسطين فعلى الرغم من المحاولات التغريبية ومحاولات طمس الهوية العربية في العراق فأن كل ذلك لم يزدها إلا إصراراً وإيمانا بالقضية التي يؤمن بها وأضاف أن كل القرارات التي تستهدف العراق للخروج بشعبه من دائرة الأمة العربية قد باءت بالفشل وقد تمكنت المقاومة العراقية من إلحاق الهزيمة والعار بالعدو الغاشم المحتل . مشيرا أن الأمريكان وحلفاءهم قد انخدعوا بتقارير عملاءهم في العراق الذين أوهموهم أن الشعب العراقي سيسقبلهم بالورود.حيث أثبتت الأيام في فيما بعد ان البارود والرصاص كانت هدايا المقاومة للاحتلال الأمريكي ويستمرون في مقاومتهم إلي ان يرحل المحتل من ارض العراق . وقال الضاري أن الفتن التي ابتليت بها بعض الدول العربية يقف وراءها الاحتلال الصهيوني وحلفاؤه في المنطقة . وطالب حارث الضاري بإنهاء الفتن في الدول العربية والقضاء على كل الخصومات العربية واللجوء للتحاور والعمل على وحدة بلداننا العربية حتى نكون أقوياء في وجه أعدائنا لنضمن بذلك عودة فلسطين لأهلها وتحرير العراق من الاحتلال الأمريكي . وتطرق المناضل العربي الجزائري عبد الحميد مهدي لامين العام السابق للمؤتمر القومي العربي وجبهة التحرير الوطني الجزائري . وردد الحاضرون والذين اكتضت بهم القاعة هتافات التأييد للمقاومة العربية في فلسطين والعراق . من جهته أكد أبو أياد الاحوازي عضو المكتب السياسي لحركة النضال العربي للتحرير الاحوازي تضامن الشعب العربي الاحوازي مع الشعب الفلسطيني مشيرا إلى أن الشعب الأحوازي يشعر بنفس الألم ويتجرع نفس المرارة التي يتجرع الشعب الفلسطيني وقال أن الأحواز وفلسطين وجهان لمعاناة واحدة ولابد من يوم سيأتي لتبديد هذه المعاناة وإعادة الحق لأهله وفي كلمة المناضل عبدالله الحوراني رئيس اللجنة السياسية في المجلس الوطني الفلسطيني أكد فيها أن قضية فلسطين الأساسية هي قضية العودة، مشيرا الى أن النكبة باقية ما بقى المحتل وتنتهي بعودة اللاجئين في الداخل والخارج الى أراضيهم. وأضاف أن استعادة فلسطين ليست مسئولية الفلسطينيين فقط بل مسئولية الأمة. وشكا الحوراني من ظلم ذوي القربى الذين يعرقلون بمواقفهم هذه تحرير فلسطين وحق العودة لجميع اللاجئين. مشيرا الى أنه ليس في وسع فلسطين وحدها هزيمة المشروع الأمريكي الإسرائيلي ولتحقيق ذلك لا بد من حشد جميع الطاقات العربية والوقوف صفا واحدا أمام هذا المشروع الذي يسعى لمصادرة الأرض والهوية والدين. وقال الحوراني أن هناك مفاهيم تشكل بحد ذاتها خطرا على حق العودة حيث تسعى هذه المفاهيم إلى تحريف مفهوم العودة باتجاه آخر حيث يعودون إلى مناطق السلطة في الضفة وغزة. وأوضح الحوراني أن هناك أربعة ملايين لاجئ فلسطيني خارج فلسطين ومليونين في الداخل.. وكافحنا وناضلنا لأجل عودة جميع اللاجئين في الداخل والخارج الى فلسطين.. كل فلسطين وعودة ممتلكاتهم التي صادرها عليهم العدو المحتل. وعاب رئيس اللجنة السياسية في المجلس الوطني الفلسطيني المواقف المخزية والمشينة لبعض الدول العربية إزاء اللاجئين الفلسطينيين الذين لم يلاقوا قبولا في البلدان العربية في الوقت الذي استقبلتهم البرازيل وغيرها من الدول الغربية. أما المحامي والمناضل المصري محمد منيب فقد أكد في كلمته أنه لا يعرف إلا فلسطين كلها ولا يعترف بما يسمى بالضفة وغزة، قائلاً: أن المساومة على شبر من فلسطين تعد مساومة على القاهرة أو صنعاء أو أي منطقة عربية. وأشاد منيب بالمواقف العروبية القومية لليمن ممثلة برئيسها علي عبدالله صالح التي احتضنت تحت رعايته الكثير من المواقف والفعاليات القومية العروبية. فيما تساءل معن بشور الأمين العام السابق للمؤتمر القومي العربي في الذكرى الستين للنكبة عن مدى إحساس المحتل الصهيوني بالأمن والأمان. ويجيب على نفسه بأن العدو الصهيوني لم يجن مما زرعه غير الخوف والجوع. مشيرا الى أن هناك أكثر من 96% من مواطني الكيان الصهيوني لا يحسون أنهم في دولة آمنة. كما أن إحصائيات أخرى تشير إلى أن 76% قد أعلنوا رغبتهم في مغادرة الأراضي الفلسطينية بحثا عن الاستقرار والأمن. وقال بشور أن ذلك الخوف المزروع في قلوب المحتل لم يأت من فراغ وإنما كان بفضل أبطال المقاومة الفلسطينية على امتداد هذه السنوات. وأضاف علينا كعرب أن نعض بنواجذنا على هذه المقاومة ونوجه كل طاقاتنا ودعمنا لها.وتطرق بشور إلى الكلمتين التي قالهما الشهيد صدام حسين عند إعدامه وهي الشهادتين وفلسطين عربية.. عربية عربية. مشيراً إلى أن العراق بقيادة صدام كان يشكل خطرا على إسرائيل ولهذا تضمن المشروع الأمريكي الإسرائيلي غزو العراق. وأردف قائلا: إن إسرائيل قبل أن تحتل فلسطين وتقسمها كانت قد أصلت وقسمت إرادة الأمة.وقبل أن يضربوا العروبة والمقدسات كانوا قد ضربوا مقدسات عروبة هذه الأمة. وأضاف أن عمق الترابط بين فلسطين والأمة يتجلى في كون استهداف فلسطين استهدافاً للأمة بكاملها. ودعا بشور أبناء الأمة العربية ألا يدخلوا اليأس والإحباط إلى قلوبهم طالما هناك مقاومة صامدة ومرابطة في وجه أعداء الأمة العربية. وذهب المناضل والباحث السعودي يوسف مكي في كلمته إلى أن فلسطين هي البوابة للوحدة العربية، وهي الرابط الأساسي بين الدول العربية، واعتبر أي عدوان على فلسطين هو عدوان على الدول العربية والعكس صحيح. وقال لا بد أن تتوحد الجهود لدعم المقاومة سواء كانت في فلسطين او العراق او لبنان. وأضاف: كاذب من يكون مع المقاومة في لبنان ولا يكون مع المقاومة في فلسطين. من جهته قال الدكتور محمد الهباش وزير الزراعة والشئون الاجتماعية أن إحياء ذكرى النكبة هو وفاء منا لدماء الشهداء وفاء لفلسطين.. وفاء للعودة.. وفاء للقدس. وأضاف أن الأمة العربية تقف أمام مرحلة في غاية الصعوبة مرحلة تكالب قوى الشر مرحلة حرجة لهذه الأمة اتخذت قوى الشر. من فلسطين عنوانا وإلا فالمستهدف الحقيقي هو جسد الأمة العربية، لإضعاف شوكتها أمام أعدائها. وأكد الهباش أن ما بين أبناء الأمة العربية عامة وفلسطين خاصة أكبر وأعظم ما بينهم من خلافات. متسائلاً أي اختلافات أعظم وأكبر من القدس، وقال ليس عيبا أن نحافظ على تماسكنا حتى ولو كان على حساب المصالح الشخصية والحزبية الضيقة إنما العيب أن نتشرذم ونتفرق.متمنيا ان يكون شبح الاختلافات المحوم على بلادنا سحابة صيف سرعان ما تنقشع. وألقت الدكتورة / مي خالد عبدالحليم قصيدة شعرية بعنوان( وسام صبر العراقيات) استعرضت صورا مأساوية لمعاناة نساء وأطفال العراق ذرف معظم الحاضرين في القاعة دموعهم على وقع كلماتها . تصوير/ جميل الجعدبي |