|
ابطال الديمقراطية..15 محافظا يتهيئون لمغادرة مواقعهم ديمقراطيا أن يمارس مسئولاً حكومياً يتبوأ اعلى موقع قيادي بالمحافظة مهامه مستنداً لقرار تعيين جاء به فجأة ولا يعلم متى يغادر هذا الموقع . فهو أمر متعارف عليه، ولا يثير اهتمام الناس..، أما أن يمارس ذلك المسئول مهامه وهو يعلم مسبقاً أنه سيغادر بعد أيام قليلة منصبه، فيؤدي صلاحياته بما فيها التهيئة والإعداد والتحضير لمجيء مسئولاً آخر سيحل محله فذلك ما لم يحدث مسبقاً وما لم يكن متوقعاً لدى الكثير فهو بحق خرقاً للمألوف..، وجرعة ديمقراطية طويلة المدى..، وإنجازاً مؤتمرياً فوق العادة. فترة زمنية استثنائية يمر بها (15)محافظاً استثنائياً بات مؤكداً مغادرتهم مواقعهم في مشهد ديمقراطي استثنائي، ونقطة تحول تاريخية في مسار تجربة المجالس المحلية وإعطائها صلاحيات أوسع لإدارة شئون المحافظات والحد من المركزية ترجمة لما جاء في البرنامج الانتخابي لفخامة رئيس الجمهورية. ولأن القرارات العظيمة تحتاج رجالاً عظماء لتجسيدها على أرض الواقع وفي خضم هذا العرس الديمقراطي الذي أثار اهتمام الناس وشغل العامة وبات حديث مجالسهم..، فلا شك أن التاريخ لن ينسى (15) محافظاً يمنياً جاءوا بقرارات تعيين وغادروا استجابة لرغبات الصندوق وتجسيدا لقرار عظيم،، وامتثالاً لممارسة ديمقراطية سيحفظ لهم التاريخ قصب السبق وحقوق إرساء مداميكها. انهم بحق محور التجربة الديمقراطية وليدة العهد ومرتكزها الأساسي..، فليس من السهل أبداً على الإنسان - وان حاول الظهور بغير ذلك - مغادرة منصب حكومي بسهولة ..، فما بالنا وهو الموقع(الكرسي) الاول في المحافظة.! حقاً أنهم أبطال الديمقراطية .. ورجال المهام الصعبة..، وصناع التاريخ،، اتصلنا بمعظمهم لنقرأ انطباعاتهم في لحظات مصيرية ،ووجدناهم منشغلون حتى ساعات متأخرة من الليل ،لنتمكن مؤخراً من استراق لحظات من أوقات بعضهم ونخرج بالحصيلة التالية: الدرة: سنضل جنودا للوطن وسهاما بيد القائد يوجهها اينما شاء بداية يعبر عبدالوهاب الدرة – محافظ لحج – عن شعوره بالفخر والاعتزاز كونه أحد العاملين لإنجاح قرار انتخاب المحافظين، مشدداً على ضرورة قيام كل مسئول حكومي بدوره لإنجاح مثل هذه القرارات الوطنية العظيمة’، بغض النظر عن الأشخاص والمسميات . وكعضو في المؤتمر الشعبي العام يقول الدرة " يهمني تنفيذ برنامج فخامة الأخ الرئيس الانتخابي وتنفيذ مضامينه على أرض الواقع" .مشيراً إلى أن هذه الإنجاز الديمقراطي الكبير يحسب لكل الوطن والقائد الحكيم والتنظيم الرائد المؤتمر الشعبي العام. ويعبر المحافظ عبدالوهاب الدرة – عن شكره وتقديره لكل أبناء محافظة لحج الذين حاولوا عبر الكتابات والتزكيات إقناعه ترشيح نفسه في محافظتهم إلا أن قناعاته بضرورة إتاحة الفرصة لأبناء المحافظة كانت أقوى وحتى لا يمس هذا المنجز الكبير أي قصور حد قوله. ويصف قرار انتخاب المحافظين بالشجاع وأنه يأتي لتنفيذ برنامج الرئيس والمضيء قدماً نحو منجزات ديمقراطية متتالية يفاخر بها أبناء شعبنا وتطبيقاً للنهج الديمقراطي الذي لا تراجع عنه. وفي حين يمارس المحافظ الدرة اختصاصاته ويباشر مهامه بشكل طبيعي خلال هذه الفترة بما فيها الزيارات الميدانية للجان المشرفة على الانتخابات وتوفير الاحتياجات لها. ينصح بقية المسئولين أن يكون لديهم ولدى أسرهم شعوراً بأنهم غير دائمين في أي منصب كانوا فيه وأنهم لن يستمروا مدى الحياة. ويقول : " يجب أن يكون لديه شعور أن هذا العمل مؤقت وأنه لا بد أن يتركه ولن يدوم المنصب لأحد". ويتذكر الدرة الذي أمضى أكثر من (7) سنوات محافظاً في كل من ( ذمار – لحج ) يتذكر أنه استقبل قرار انتخاب المحافظين عام 2004م بجانب رئيس الجمهورية خلال زيارة لمديرية عتمة بمحافظة ذمار، عندما أعلن الرئيس في كلمته بأن المستقبل القريب سوف يشهد دعم السلطة المحلية وتطوير نظامها عبر انتخاب المحافظين، ومدراء المديريات، وبالتالي فالقرار لم يك مفاجئا له. الدرة عبر بشدة عن شعوره بالاعتزاز والفخر لمساهمته في إرساء هذه التجربة مؤكداً " هذا حال التطور الديمقراطي ونظام السلطة المحلية، وأشعر بأننا جنوداً للوطن في أي موقع وسهاماً بيد القائد يوجهها أينما يشاء". الكحلاني: لا بد أن نتعلم الصعود والهبوط ومن محافظة عدن يعبر المحافظ أحمد الكحلاني عن شعوره بالسعادة وهو يغادر موقعه وقد ساهم في تأسيس هذه الخطوة الديمقراطية الصحيحة والمدروسة لتوسيع صلاحيات المجالس المحلية قائلاً: في هذا الصدد: " لا بد أن نتعلم أن هذا المنصب ليس دائماً لأحد، وكل واحد يؤدي دوره ،ولابد نتعلم الصعود والهبوط، وإتاحة الفرصة لغيرك من أبناء المجتمع ليقوموا بدورهم". ويرى المحافظ الكحلاني أن عملية انتخاب المحافظين في خطواتها الأولى عكست ارتياحاً واسعاً لدى أعضاء المجالس المحلية أولاً، حيث اكتملت الدائرة للعمل المؤسسي بانتخاب أعضاء المجالس المحلية للمحافظة. نقل القرار من الفرد الى الجماعة ويوضح: حينما كان المحافظ يأتي بالتعيين ظل في النفس شيء لدى أعضاء المجالس المحلية ، لكن الآن أصبح القرار أكثر مؤسسية فهو شيء ممتاز لتغير ما علق في ثقافة الناس من فكرة أن المحافظ الرجل الأول ، المجلس المحلي الآن وفق عمل مؤسسي سيقر الخطط والمشاريع وهي خطوة متقدمة جداً لنقل القرار من الفرد إلى الجماعة. مشيراً إلى إيجابية تدرج الخطوات الانتقالية هنا لتوسع صلاحيات الحكم المحلي بخطى متأنية مدروسة تمر عبر مراحل وخطوات بما يضمن نجاحها ويجنب مخاطر القفز مرة واحدة. ويشير المحافظ أحمد الكحلاني إلى دول عربية قال إنها لا زالت تمارس الحكم المحلي من خلال ( مجالس بلدية) فقط فيما نحن (سلمت مكاتب الصحة والتربية والثقافة..ألخ لمكاتب المجالس المحلية.) وقال : " هنا حكم محلي بما تعنيه الكلمة ، واكتمال للدائرة، وبالتالي أصبح الناس المنتخبين هم المعنيين بإدارة شئونهم،وسوف يقيم أداءهم المجتمع ويختار غيرهم إذا لم يحسنوا التصرف". ويشير المحافظ الكحلاني والذي امضى نحو (7) سنوا أميناً للعاصمة، ومحافظاً لمحافظة عدن إلى الاتجاه نحو العمل المؤسسي، بحيث يأتي ألان المسئول الجديد ليكمل ما بدأه الأول تنفيذاً لقرارات عمل مؤسسي جماعي وهم المجلس المحلي وبما يضمن استمرار تنفيذ مشاريع التنمية حسب الأوليات. هاجر: علينا التجرد من الأنانية ويكفينا السمعة الطيبة محافظ حضرموت طه أحمد هاجر يعبر هو الآخر عن شعوره بالفخر لمساهمته في تنفيذ برنامج الرئيس فيما يتعلق بانتخاب المحافظين مؤكداً على ضرورة صنع هذه التحولات وعلى أهمية التجرد من الأنانية والمصالح الشخصية، ويضيف: (هذا وطن ولا يثبت الرجال الا في المواقف العظيمة والإنجازات الصعبة). ويمارس هاجر مهامه حيث قام بزيارة اللجان الإشرافية وتوفير السكن والمكاتب لإنجاز مهامهم. معتبراً المنصب الحكومي تكليفاً لا تشريف ومغرماً لا مغنماً. مشيراً إلى تفاعل كبير من أعضاء المجالس المحلية وأبناء محافظة حضرموت مع هذا الحدث. واعتبر المحافظ هاجر خطوة انتخاب المحافظين تداولاً سلمي للسلطة وتوجهاً لتحسين الأداء وإعطاء صلاحيات واسعة. مشدداً على أهمية التغيير والتجديد بما يلبي التطلعات نحو المصلحة الوطنية و الولاء الوطني. وأضاف: ويكفينا ثقة القيادة السياسية والسمعة الطبية عند المواطنين". شملان: ممارسة ديمقراطية راقية ويرى محمد صالح شملان – محافظ أبين – في الخطوات الأولى لعملية انتخاب المحافظين خطوة رائدة لتطوير نظام السلطة المحلية من جميع الجوانب مشدداً على ضرورة أن يتعود الناس، وأن يعرف هذا المسئول أنه سيتغير، وسيسلم موقعه وبالتالي يصبح هناك نوع من الممارسة الديمقراطية والمسئولية الإدارية والعمل المؤسسي. وفي حين عبر المحافظ شملان عن شعوره بالفخر وهو يؤدي واجبه كجندياً في خدمة الوطن اعتبر هذه المرحلة عملاً راقياً أن يمارس المسئول مهامه وهو يعرف مسبقاً نقل هذه المهام لشخص آخر. |