ختامها انتخابات المحافظين تشهد اليمن غداً السبت عملية انتخابات المحافظين بواسطة أعضاء المجالس المحلية بعد أن سبقتها معارك بين الشد والجذب والمد والجزر السياسي جرّ إليه كل مواطن متعلم وأمي، مسؤول أو موظف أو عامل أو طالب.. بفعل التعبئة المتباينة منذ بداية الحديث عن تعديل قانون الانتخابات المحلية وتشتيت المجتمع فكرياً بين مؤيد دون تحفظ أو مترقب من ذوي المشارب السياسية والفكرية والمادية والمصلحية على المدى القريب والبعيد. إلى أن بدأت الأمور تنحو منحى أشاع القلق بين العقلاء على اختلاف أوضاعهم ومراكزهم الاجتماعية والحزبية والمسؤولة من التحريض الذي قد يتراكم نتيجة الشحن الإعلامي الذي لم يدخّر جهداً أو يترك مساحة إلا وشغلها بما يخيفنا على المستقبل الذي وصفه البعض بـ"المجهول" ما لم تحسم تجربة انتخابات المحافظين وأمين العاصمة على خير بداية ونهاية. وقد عرفنا المرشحين عن المؤتمر ولم نعرف المرشحين الآخرين إلا لماماً لكثرة ما نشر من مقالات في الصحف اليمنية والخارجية وفي المواقع الالكترونية والقنوات الفضائية الإخبارية. والآن أصبحت المسألة مسألة وقت لا يتعدى الساعات ليخوض المرشحون الانتخابات بأسلوب أو بآخر، وما علينا إلا أن نتوقع خاتمة طيبة تنعكس على سير الأمور ومجريات الحياة اليمنية. فالأسعار المرتفعة جعلت الغذاء والحصول عليه هماً دونه يضحّي الجائع بنفسه لإطعام أسرته أو الحصول على الدواء والعمل؛ وقبل كل ذلك العدالة التي إن صلحت صلحت بقية الشؤون والأمور. إن اليمن مقبلة على عهد جديد بكل معنى الكلمة يحسبه غيرنا إنجازاً لم تبلغه دول أخرى متهيبة أو مترددة في الدخول إلى عمق الديمقراطية والتبادل السلمي للسلطة، وإشراك الشعب في حكم نفسه بنفسه. وأقل ما يقال عنها إنها توخت الحذر من التشويه والاستغلال لهكذا خطوة، فتتحول إلى مشكلة، ولا نقول كارثة، لأن ما سبق ورافق عملية التعديل لقانون الانتخابات وتحديد موعدها وبينها استقبال المرشحين واستلام ملفاتهم ومنها ما قُبل ومنها ما رفض بعد فحصها وانطباق الشروط المعلنة. والله وحده يعلم ما تجيش به صدورنا من حب للسلم والسلام والأمن والعدالة والتقدم والرخاء والصحة لكل يمني ويمنية. وذلك كله يتطلب منا رص الصفوف وأخذ العبرة من تجارب ومآسي الشعوب التي تغلبت فيه لغة السلاح بين أبناء الوطن الواحد على منطق الحوار والعقل حتى أصبح المواطن في لبنان والعراق والصومال يحاول الخروج من وطنه إلى أي مكان في العالم يأمن فيه على حياته وعرضه إلى أن يهدي الله المتخاصمين إلى توجيه سلاحهم لأعدائهم الحقيقيين. *عن الجمهورية |