عوامل حاسمة قد تتيح نجاة ضحايا الزلازل طرح زلزال الصين المدمر تساؤلات بشأن فرص نجاة الضحايا الذين دفنوا تحت الأنقاض حيث تواصل فرق الإنقاذ انتشال أحياء بعد مرور خمسة أيام من الهزة العنيفة التي ضربت جنوب غرب الصين. وسبق وأن تمكنت ممرضة دفنت تحت أنقاض مستشفى تركي من البقاء على قيد الحياة لمدة ثمانية أيام عام 1992، ونجا رضيع بعد البقاء مدفوناً لأكثر من أسبوع تحت ركام منزله في زلزال "ميكسيكو سيتي" عام 1985. ويقدر العلماء أن فرص نجاة الضحايا، وحتى بعد مرور أسبوع أو أكثر، من محاصرتهم تحت الأنقاض، وفي أفضل الظروف، يعتمد على عدة عوامل منها عدم إصابتهم بجراح خطيرة واعتدال الجو، وفق الأسوشيتد برس. وعلق د. بول آوباش، أستاذ طب الطوارئ في كلية طب جامعة "ستانفور"، ومحرر كتاب "طب البرية" في هذا السياق قائلاً: "كلما كان الشخص قوياً قبيل محاصرته تحت الانقاض أو إصابته، ازدات فرص بقائه." وانتشلت فرق الإنقاذ السبت وبعد مرور خمسة أيام على الهزة، سائحاً ألمانياً، بقي مطموراً تحت الأنقاض في إقليم "سيشوان" لـ114 ساعة، وفق ما نقلت "شينخوا." كما نجحت الجمعة في إخراج ممرضة من بين ركام عيادة في منطقة "بيشوان." ومن جانبه قال د. آرفين "جاك" جاكوبي، من "جامعة كاليفورنيا" بسانت دييغو: "الأمر برمته يعتمد على ظروف الشخص"، مضيفاً أن فرص نجاة المحاصرين المصابين بشكل طفيف، قد تمتد إلى أسبوع وحتى عشرة، وإلى أسبوعين أو أكثر، في أقصى تقدير." وأضاف قائلاً أن معظم عمليات الإنقاذ تتم خلال الأربعة وعشرين الساعة الأولى من وقوع الكارثة، وتتضاءل فرص العثور على ناجين مع مرور الوقت. وأوضح جاكوبي أن الرضع وكبار السن هم الحلقة الأضعف، رغم مناقضة زلزال عام 1985 في المكسيك لتلك النظرية وإخراج عدة مواليد بعد أيام من الهزة. وأضاف آوباش أن فرص المحاصرين الذين أصيبوا بجراح بليغة أو أولئك الذين نزفوا كثيراً معدومة تقريباً، وأردف أن الحصول على ماء يعد عاملاً حاسماً في النجاة. وأستطرد: "يمكن النجاة دون طعام ولأسابيع، لكن التعرض للجفاف قد يكون خطيراً"، قائلاً إن فرص النجاة دون ماء يعتمد على درجات الحرارة، وكمية السوائل التي فقدها الجسم وقدرته على تحمل الجفاف." وعاد ليؤكد أن فرص البقاء هنا تتراوح بين ثلاثة إلى سبعة أيام. وقال قائد دائرة الإنفاذ والمطافي في فيرجينيا، إيدوارد بيرنكلي، قائلاً إن أمام المحاصرين فرص الحصول على المياه من أنابيب المياه المكسورة في المبان العالية أو تلك التي تجمعت بين الانقاض. ويلعب الطقس بدوره عاملاً مهماً في فرص بقاء المحاصرين على قيد الحياة، ويشار أن الأمطار هطلت بغزارة في أعقاب هزة الصين، وانخفضت درجة الحرارة إلى حوالي 50 درجة. وقال العقيد آرنولد بيدراهيتا، إخصائي عمليات الإنقاذ والناطق باسم دائرة الإنقاذ في مقاطعة "ميامي-ديد" إن الأحوال الجوية عقب الهزة لها عامل مؤثر، إذ قد يؤدي تردي الطقس إلى إعاقة عمليات البحث والإنقاذ، كما أنه قد يعيق كلاب التي تعتمد على حاسة الشم في اكتشاف الناجين. *سي ان ان |