المؤتمر نت -  كررت الأمم المتحدة نداءها إلى ضرورة الموازنة بين أساليب الإنتاج المبتكرة، وإيلاء "توقعات الغذاء" ما تستحقه من عناية، محذّرة من عواقب وخيمة بسبب آثار الأسعار المرتفعة للمواد الغذائية .ووفق تقريرٍ حديث صادر عن منظمة الأغذية والزراعة "FAO"، التابعة للأمم المتحدة،
المؤتمرنت -
تقرير دولي: توقع زيادة أسعار الغذاء 40% هذا العام
كررت الأمم المتحدة نداءها إلى ضرورة الموازنة بين أساليب الإنتاج المبتكرة، وإيلاء "توقعات الغذاء" ما تستحقه من عناية، محذّرة من عواقب وخيمة بسبب آثار الأسعار المرتفعة للمواد الغذائية .

ووفق تقريرٍ حديث صادر عن منظمة الأغذية والزراعة "FAO"، التابعة للأمم المتحدة، تحت عنوان "توقعات الأغذية"، فإنّ فاتورة الواردات الغذائية لبلدان العجز الغذائي ذات الدخل المنخفض "LIFDCs" من المتوقع أن تبلغ 169 مليار دولار أمريكي عام 2008، أي بزيادة مقدارها 40 بالمائة مقارنة بالعام الماضي.

وتَصف المنظمة هذه الزيادة المتواصلة في حجم الإنفاق على الواردات الغذائية للمجموعات السكانية المهدّدة لدى البلدان ذات الشأن بأنها "تطورٌ مثيرٌ للقلق"، بينما تُفيد بأن تكاليف سلّة الواردات الغذائية السنوية لهذه البلدان قد تسجِّل ارتفاعاً مقداره أربعة أضعاف الإنفاق المخصص لنفس الغرض عام 2000.

وفي هذا الصدد، يشير تقرير المنظمة إلى أنه بينما بدأت الأسعار الدولية في حالة معظم السلع الزراعية إتجاهاً هبوطياً، فمن غير المرجَّح أن تعود إلى مستوياتها المنخفضة في غضون السنوات الأخيرة.

وفي حين ظلّ دليل أسعار الأغذية، لدى المنظمة، مستقرِّاً منذ فبراير/ شباط 2008، مازال متوسط الأسعار للأشهر الأربعة الأولى من العام الجاري أعلى بنسبة 53 بالمائة مقارنةً بنفس الفترة في العام السابق.

تفاقم الجوع

كما رجّح التقرير تفاقُم الجوع، حيث نقل عن المدير العام المساعد، مسؤول قطاع الشؤون الاقتصادية والاجتماعية لدى المنظمة، حافظ غانم، أن "الغذاء لم يعد سلعةً رخيصة كما عهدنا به، والمقدَّر أن تؤدي الأسعار المُتصاعدة للمواد الغذائية إلى تفاقُم حالة الحرمان الغذائي التي يعيشها اليوم فعلياَ 854 مليون نسمة."

وأضاف: "أننا نواجه خطر ارتفاع عدد الجياع عدة ملايين أخرى من البشر."

ورغم التوقّعات المواتية للإنتاج العالمي، لن تنخفض أسعار كثيرٍ من السلع الزراعية الأساسية خلال الموسم الجديد 2008/ 2009 إلا بمقدارٍ محدود، على اعتبار الحاجة القائمة إلى إعادة تكوين المخزونات، ووسط تزايُد حجم الاستخدام الجاري.

وبالفعل يقتضي تزايُد حجم الاستخدام انقضاء أكثر من موسمٍ جيد من الإنتاج لتجديد المخزونات والحدّ من إرتفاع الأسعار.

ناتج قياسي متوقّع للحبوب عام 2008

ووفق التقرير، تشير أحدث تنبؤات المنظمة لإنتاج الحبوب في العالم عام 2008، إلى ناتجٍ قياسي يقدَّر حالياً بنحو 2192 مليون طن، يتضمّن الأرز المقشور، بزيادةٍ إضافية نسبتها 3.8 بالمائة عن عام 2007.

ومن بين الحبوب الرئيسية يُرجَّح أن يخفّ تأزُّم إمدادات الحبوب على الأكثر تقديراً لتوقعات الإنتاج المحسّن من مواسم حصاد عام 2008.

وخلافاً لذلك، فرغم مستويات الإنتاج القياسية من محاصيل عديدة يُحتمل أن يستمر إرتفاع الأسعار خلال نفس الفترة بسبب تأزُم حالة الأسواق.

ويتوقع أن يتناول رؤساء الدول والحكومات مشكلةً ارتفاع أسعار المواد الغذائية، وتحديّات تغيّر المناخ والطاقة الحيوية والأمن الغذائي، بالبحث في غضون مؤتمر قمة يونيو/حزيران المقبل، الذي سيُعقد بروما في الفترة 3-5 يونيو/حزيران 2008.

السلع الأخرى:

الزيوت والبُذور الزيتية

تَسارَع معدل ارتفاع الأسعار الدولية للبذور الزيتية ومُنتجاتها خلال الفترة 2007/ 2008 بحيث قفزت إلى مستوياتٍ قياسية جديدة في مارس/آذار 2008.

كما تأزمت الأسواق العالمية بشدّة وسط التزامن في هبوط معدل نمو إمدادات الزيوت وانخفاض المساحيق، نتيجة التوسّع الإضافي في حجم الطلب الاستهلاكي.

وتشير التوقعات المبكّرة للفترة 2008/ 2009 إلى انتعاشٍ قوي في الإنتاج العالمي من البذور الزيتية، فيما يُفتَرض أن ناتج الزيوت والأعلاف سيكفي لتلبية الطلب العالمي الشامل.

السكر

أسفرت الظروف الزراعية المواتية، بصفة عامة، عن تسجيل رقم قياسي في إنتاج العالم من السكر في الفترة 2007/2009.

ولكن رغم التوقعات بأن يزداد حجم الإستهلاك العالمي من السكر بمعدلات متواصلة، فإن ذلك لا يكفي لإمتصاص الفائض المتوقع في الإمدادات العالمية للسنة الثانية على التوالي.

هذا ومن المرجح أن تبقى هذه السلعة تحت ضغط التراجع.

اللحوم

ومن المتوقع أن ينمو حجم الإنتاج العالمي من اللحوم في العام 2008 رغم إرتفاع أسعار الأعلاف.

كما يتوقع أن يُسهم النمو الإقتصادي القوي في دعم الإستهلاك الثابت في العديد من البلدان النامية.

الألبان

ومن المتوقع أن ينتعش الإنتاج العالمي من الحليب بقوة، حيث أنه يستجيب للأسعار العالية لمنتجات الحليب للعام الماضي.

ولكن مازالت وجهة أسواق الألبان غير مؤكدة نظراً لتحجيم الإمدادات القابلة للتصدير. ويبدو أن الطلب على الواردات قد ترنح بعد إرتفاع أسعار منتجات الألبان جراء الزيادات القوية في حجم الإنتاج من الحليب ما بين عدة دول مستوردة .

الأسماك

وحسب التوقعات فإن حجم الانتاج من الاستزراع السمكي سينمو هذه السنة ليسجل تطورا تاريخيا يصل إلى نفس المستويات المتوقعة بالنسبة لمصايد الأسماك في العام الحالي.

فالاسعار بالنسبة إلى الأنواع غير المستزرعة من مصايد الأسماك تميل إلى الارتفاع بقوة، في حين الزيادة في أسعار الأنواع المستزرعة من الأسماك ربما تكون أكثر اعتدالا.

البطاطا

وقد يتوسع انتاج العالم من البطاطا في غضون العقد القادم بنسبة 2 الى 3 في المائة سنويا في البلدان النامية، ولاسيما البلدان الكائنة في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى ، كونها المحرك الرئيسي للنمو.

وفي الصين، الذي يعد أكبر بلد منتج للبطاطا، فان السلطات المعنية تعيد النظر بالمقترحات التي دعت إلى جعل البطاطا أحد المحاصيل الغذائية الرئيسية في البلاد، في حين أن الهند تدرس خططا لمضاعفة حجم الانتاج من البطاطا في غضون السنوات الخمس أو العشر القادمة.
*سي ان ان
تمت طباعة الخبر في: الأحد, 24-نوفمبر-2024 الساعة: 06:25 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almotamar.net/news/58048.htm