المؤتمرنت - وكالات -
انتخابات «المجلس الفرنسي للإسلام»
توجه مندوبو المساجد في مختلف المناطق الفرنسية الى صناديق الاقتراع امس، لاختيار اعضاء «المجلس الفرنسي للديانة المسلمة» الذي يمثل مسلمي البلاد لدى السلطات العامة، وذلك في ثالث انتخابات من نوعها منذ عام 2003.

وشارك في هذه الانتخابات 4900 مندوب يمثلون 1035 مسجداً في فرنسا، لانتخاب اعضاء المجالس الإقليمية البالغ عددها 25 مجلساً وأعضاء المجالس الإدارية.

ويعقب الانتخابات بعد عشرة أيام من إجرائها، اختيار أعضاء المجلس التنفيذي لـ «المجلس الفرنسي للديانة المسلمة» المكون من 34 عضواً، يعملون بدورهم على اختيار رئيسهم.

وتترافق هذه الانتخابات مع تطور رئيسي يتمثل بإحجام «الاتحاد الوطني لمسجد باريس» الذي يرأسه دليل بو بكر عن المشاركة في هذه الانتخابات.

وكان بو بكر الذي تولى رئاسة المجلس الفرنسي منذ تأسيسه عام 2003 بناء لرغبة الرئيس نيكولا ساركوزي الذي كان في حينه وزيراً للداخلية، برر امتناعه عن المشاركة في الانتخابات بالنظام المعتمد لاختيار عدد المندوبين العائدين لكل مجلس استناداً الى مساحته.

لكن هذا الموقف مرده وفقاً لمصادر فرنسية معنية بهذا الموضوع، الى كون التسوية التي أتاحت لبو بكر حتى الآن تولي رئاسة المجلس، لم تعد قائمة.

وذكرت ان هذه التسوية التي قبلت بها في السابق الاتحادات والمنظمات المختلفة، من منطلق تسهيل وجود المجلس، لم تعد تجد ما يبررها، وبالتالي فإن الرئاسة ينبغي ان تعود الى الطرف الذي يفوز بغالبية.

وكانت انتخابات عام 2005 أدت الى فوز «الفيديرالية الوطنية لمسلمي فرنسا» بـ19 عضواً في مقابل 10 أعضاء لمجلس باريس و10 آخرين لـ «اتحاد المنظمات المسلمة الفرنسية» و4 أعضاء مستقلين.

ويفترض في هذه الانتخابات ان تفتح صفحة جديدة في تاريخ المجلس الذي يشهد منذ تأسيسه، تجاذباً بين المسلمين من اصل جزائري ممثلين بـ «الاتحاد الوطني لمسجد باريس» والمسلمين من اصل مغربي الممثلين بـ «الفيديرالية الوطنية لمسلمي فرنسا».

وشهدت هذه الفيديرالية اخيراً، انشقاقاً في صفوفها، ادى الى إبدالها بـ «تجمع مسلمي فرنسا».

وأدت الصراعات الداخلية بين هذين الطرفين والتي لم يكن «اتحاد المنظمات المسلمة الفرنسية» المقرب من الأخوان المسلمين بعيداً عنها، الى تقليص فاعلية المجلس وتقصيره في تعامله مع القضايا الفعلية التي يواجهها مسلمو فرنسا البالغ عددهم حوالى 5 ملايين شخص.

وإذا أراد اعضاء المجلس الجديد تفعيل دورهم يتوجب عليهم التعامل مع أربعة مواضيع اساسية، في مقدمها إنشاء مساجد جديدة ولائقة في المناطق الفرنسية التي يوجد فيها المسلمون بالتشاور مع السلطات المحلية.

كما يتوجب عليهم العمل على إرساء روابط كفيلة بأن تجمع بين مسلمي فرنسا بدلاً من تفريقهم وفقاً لأصولهم، وأيضاً معالجة موضوع إعداد وتأهيل الأئمة الذين ينبغي ان ينبثقوا من صفوف مسلمي فرنسا بدلاً من ان يأتوا من الخارج. ولكن الأهم أن يتوصل المجلس الى إنشاء علاقة حقيقية مع مسلمي فرنسا الذين يفترض ان يدافع عن قضاياهم.

تمت طباعة الخبر في: السبت, 23-نوفمبر-2024 الساعة: 04:16 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almotamar.net/news/58775.htm