المؤتمرنت - BBC -
الجيش اللبناني ينتشر في مناطق التوتر
انتشر الجيش اللبناني في مناطق التوتر في مدينة طرابلس في شمال لبنان وسط هدوء حذر يلف المنطقة بعد اشتبكات عنيفة استمرت يومين.

وكان الجيش اللبناني قد اعلن انه سوف ينفذ انتشارا لوقف الاقتتال وسط دعوات من فعاليات المدينة لسحب المسلحين.

وبلغت حصيلة القتلى حسب مصادر امنية ثمانية والجرحى خمسين نتيجة الاشتباكات التى شهدتها المنطقة واستخدمت فيها القذائف المدفعية والاسلحة الرشاشة .

وكانت الاطراف المتقاتلة في الشمال وبرعاية فعاليات مدينة طرابلس قد توصلت الى اتفاق على وقف جديد لاطلاق النار يسبق انتشار الجيش.

وقد اوفد رئيس الجمهورية ميشال سليمان قائد العمليات في الجيش الى منطقة الشمال لمتابعة الوضع في محاولة لوضع حد للاقتتال .

وجاء ايفاد مسؤول العمليات في الجيش بعد اتصالين اجراهما مفتى طرابلس والشمال برئيس الجمهورية مساء امس وصباح اليوم.

ووعد رئيس الجمهورية في الاتصال الاول باتخاذ اجراءات ميدانية بعد ان استمر الاقتتال رغم التوصل الى وقف لاطلاق النار.

ولما استمرت الاشتباكات من دون تدخل الجيش اتصل مفتى الشمال مجددا برئيس الجمهورية طالبا تدخل الجيش بحزم لوقف الاقتتال.

واعلن مفتى طرابلس والشمال الذي يتابع الاتصالات مع فعاليات المدينة، ان الجيش سوف يدخل اماكن الاقتتال في محاولة لضبط الوضع ويطلق النار على كل مسلح لا يلتزم قرار سحب المسلحين من الشارع وفق ميثاق الشرف الذي التزمت به الاطراف مساء الاحد.

وقف النار لم يصمد
وكان وقف لاطلاق النار قد جرى التوصل اليه مساء الاحد لم يصمد سوى ساعات معدودات تجددت بعده الاشتباكات طيلة الليل واستخدمت فيها القذائف الصاروخية التى سقطت بعيدا عن مناطق الاقتتال. وتحولت الاشتباكات الى متقطعة اعتبارا من الفجر، وكانت تزداد عنفا حينا وتخف في بعض الأحيان .

الاشتباكات كانت قد اندلعت فجر الاحد وجاءت وسط توتر لم يغب عن تلك المنطقة منذ الاشتباكات التى عرفتها الشهر الماضي في خلال الاحداث الاخيرة.

و كان الجيش قد انتشر بكثافة في خط التماس الذي ارتسم منذ الاشتباكات الاولى الشهر الماضي الا انه انسحب عندما اشتدت الاشتباكات. وباشرت مخابرات الجيش في الشمال والقيادة العسكرية في المنطقة اتصالات للتوصل الى وقف اطلاق النار ودخول الجيش مجددا الى المنطقة للفصل بين المتقاتلين.

جغرافيا ، تعرف تلك المنطقة فرزا مذهبيا بحيث يعتبر جبل محسن منطقة السكن الاولى للطائفة العلوية، ويعتبر الحزب العربي الديمقراطي الذي يشارك مقاتلوه في القتال ذا النفوذ الاقوى في الطائفة.

في حين تقطن باب التبانة والقبة والمناطق المحيطة اغلبية سنية.

وبينما تعتبر القبة تحت نفوذ التيارات السلفية ولاسيما منها التيار السلفي الاقوى الذي يتزعمه داعية الاسلام الشهال، تعرف منطقة باب التبانة توزعا سياسيا لزعامات مدينة طرابلس التقليدية والحديثة من الطائفة السنية.

مع الاشارة الى ان النفوذ الاقوى في تلك المنطقة أصبح لتيار المستقبل في السنوات القليلة الماضية، هذه المنطقة كانت على مدى العقود منطقة توتر مذهبي وهي اخذت مع الاحداث التى عرفها لبنان مؤخرا بعدا على صلة بتلك الاحداث، وان كان البعض يعتبر ان حالات الثأر التاريخية والقديمة تلعب دورا بارزا فيها .


تمت طباعة الخبر في: الأربعاء, 15-يناير-2025 الساعة: 06:39 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almotamar.net/news/59326.htm