|
"طباخ الريس" يهزم إغراء "حين ميسرة" على غير المتوقع، قرر الموزع عمر أبو عمرو سحب فيلم "حين ميسرة" المثير للجدل من السوق الأردنية، نظرا لرفض غالبية دور السينما عرضه، بداعي انتشاره بين الأردنيين على أقراص الكومبيوتر المدمجة، وللإقبال الشديد -في المقابل- من الجمهور الأردني على مشاهدة فيلم "طباخ الريس" الذي حقق إيرادات عالية في زمن وجيز. وقال أبو عمرو -في تصريحات خاصة لموقع mbc.net- إنه في ضوء المعروض حاليا في دور السينما الأردنية، فإن فيلم "طباخ الريس" الذي يقوم ببطولته كل من طلعت زكريا وخالد زكي وداليا مصطفى، وإخراج سعيد حامد، يعد فيلم الموسم حتى الآن، بسبب حجم الإقبال الشديد عليه". وأضاف إنه في المقابل سيتم سحب فيلم "حين ميسرة"، للمخرج خالد يوسف وبطولة سمية الخشاب وغادة عبد الرازق، والذي أثار ضجة كبيرة في مصر بسبب مشاهد الشذوذ الجنسية التي يتضمنها بين بطلتيه، سيتم سحبه مطلع الأسبوع المقبل؛ لأنه لم يحقق الإيرادات المتوقعة من عرضه. وأشار الموزع السينمائي الأردني إلى أنه لو تم عرض "حين ميسرة" أيام الضجة التي أثيرت حوله في مصر، لكان الأمر مختلفا تماما في حجم إيراداته، موضحا أن عدم عرضه في تلك الفترة كان بسبب الامتحانات الدراسية التي كانت ستحول دون توافد الشباب والفتيات إلى دور السينما، والذين يشكلون 80% من رواد السينما. الـDVD سبق العرض من جانبه، أوضح مدير سينما "الرويال" خالد خطار أن عدم عرض فيلم "حين ميسرة" في السينما التي يديرها، جاء بعد أن درست السينما السوق، ووجدت أن الفيلم قد تأخر عن موعد عرضه، مما أفقده ميزة الإقبال عليه. وأشار إلى أن الفيلم قد انتشر في السوق الأردني من خلال "DVD"، مما جعل إدارة السينما تفضل عدم عرضه، موضحا "أن الشركة الموزعة التي أحضرت الفيلم إلى الأردن ألزمت دور السينما بهذا الوقت الذي لا يناسبنا". في المقابل، قال خليل شاهين مدير سينما "زارا"، التي عرضت فيلم "حين ميسرة"، بجانب سينما "سيتي مول"، إن الفيلم، الذي لم يتبقَ على انتهاء عرضه عدة أيام لاقى إقبالا جيدا رغم تأخر قدومه إلى الأردن. وأضاف أن الموسم السياحي في الأردن قد بدأ مبكرا، وأنه لا يمكن الحكم على الفيلم بالفشل، إلا بعد انتهاء الموسم. تحييد الإسلاميين كان فيلم "حين ميسرة" أجيز من قبل جهات الرقابة الأردنية على المصنفات الفنية، بعد تضارب معلومات عن منع عرضه، إلا بعد حذف مشاهد الشذوذ الجنسي الساخنة منه، وهو ما نفاه رسمي محاسنة مدير المصنفات الفنية بالأردن لموقع mbc.net حينها؛ إذ قال إن نسخة الفيلم التي شاهدها ومنحها إجازة عرض كانت تعاني من وجود قفز بين المشاهد بشكل يعطي انطباعا بأن معالجة مسبقة تمت للفيلم قبل دخوله إلى الأردن. ورجح بأن تلك الخطوة كانت استباقية من جانب الموزع لعدم إعطاء الإسلاميين فرصة إثارة المتاعب حول عرض الفيلم في الأردن، لا سيما أن لديهم انطباعا مسبقا بأنه أثار علماء الدين في مصر عندما تم عرضه. الغريب أن عرض الفيلم بالأردن بدأ في هدوء دون أن يسبقه حملة إعلانية للترويج له بين المشاهدين، مما جعل البعض يرجح السبب في ذلك إلى خشية الموزع من "صب النار على البنزين"، أو إثارة المزيد من المواجهات مع الإسلاميين. ويُعد قرار إجازة عرض فيلم "حين ميسرة" بالأردن مفاجأة غير متوقعة، على الأقل بالنسبة للإسلاميين نواب البرلمان اللذين ينتمون إلى جماعة "الإخوان المسلمين"، الذين كانوا يتوقعون رفض الرقابة دخول الفيلم بعد حملة الهجوم الاستباقية التي شنها برلمانيون على الفيلم، لما "يتضمنه من مشاهد جنسية ساخنة، وشاذة" بحسب وصفهم. يذكر أنها ليست المرة الأولى التي يثير فيها الفيلم تلك العاصفة من الجدل بين مؤيد ومعارض؛ إذ سبق أن أثار الفيلم الجدل نفسه عند عرضه في مصر؛ إذ طالب عدد من علماء الأزهر والدعاة الإسلاميين بتحويل الفنانتين غادة عبد الرازق وسمية الخشاب والمخرج خالد يوسف إلى النيابة العامة للتحقيق معهم جميعا، بتهمة الإساءة إلى المعتقدات والقيم والآداب العام في المجتمع المصري، من جراء أداء مشهد "سحاق" يجمع بين غادة وسمية. وامتد الهجوم إلى قاعة البرلمان، عندما هاجم النواب المنتمون إلى جماعة الإخوان المسلمين الفيلم، مطالبين بوقف عرضه باعتباره يسيء إلى سمعة مصر. يشار إلى أن المشهد المثير للجدل تجسد فيه الفنانة غادة عبد الرازق شخصية الشاذة جنسيا التي تخترق بنظراتها جسد "ناهد" سمية الخشاب، ويصل الأمر إلى ملامسة جسدها بشكل مثير لم يعتد الجمهور المصري على رؤيته في الأفلام السينمائية خصوصا الجملة التي رددتها "ناهد" (أو سمية الخشاب) "انتوا ماوركوش غير جسمي تطمعوا فيه رجالة وستات".. ثم ترد غادة عليها، "وانت حيلتك غيره!". "حين ميسرة" من تأليف ناصر عبد الرحمن، وبطولة سمية الخشاب وغادة عبد الرازق وعمرو سعد وعمرو عبد الجليل، ويتناول الفيلم موضوع حال الطبقات المهمشة في مصر. |