المؤتمر نت -
فيصل الصوفي -
تنظيم الجهاد الإسرائيلي!
* المعلومات التي كشف عنها فخامة رئيس الجمهورية حول ارتباط جماعة إرهابية ترفع شعارات إسلامية بالمخابرات الإسرائيلية لم تكن بالنسبة لي ولكثيرين مثلي مفاجئة .. وقد عززها المصدر الأمني الذي ذكر أن الخلية الإرهابية المقبوض عليها عدد أفرادها ستة وتطلق على نفسها اسم (تنظيم الجهاد الإسلامي في اليمن) لصاحبها أبي الغيث اليماني .. وهو تنظيم تابع لتنظيم القاعدة وكان مصدر تهديدات في أوقات سابقة من هذا العام والعام الماضي, مرة يهدد باسم الدفاع عن الفضيلة ومرة باسم الجهاد وضد المسلمين وضد اليهود والنصارى.

* الذين فاجأتهم تلك المعلومات لا يعرفون حقيقة التنظيمات الإرهابية, فهي في سبيل تحقيق أهدافها تقبل التحالف مع الشياطين وليس مع دولة إسرائيل فحسب, ولكي تحصل على المال اللازم لشراء المتفجرات والأحزمة الناسفة وشراء السيارات وتفخيخها تاجرت بالمحرمات ومنها المخدرات واستباحت حرمة الدماء وتضافرت في قتل الأبرياء, فلماذا نستبعد صلاتها بالمخابرات الإسرائيلية أو أي جهة تعينها على الحرب ضد اليمن وضد أي دولة عربية خاصة وأن بعض فقهاء الجماعات الإسلامية الإرهابية يرون أن الحرب ضد حكومة عربية مقدمة على الحرب ضد إسرائيل, وأن تحرير فلسطين لن يتم إلا بعد القضاء على الدول العربية أو تحريرها من رؤسائها وجيوشها وحكوماتها.

* تنظيم القاعدة وكل الجماعات والعناقيد المرتبطة به ليس لديه مشكلة مع إسرائيل, فلماذا نستبعد أن تكون للخلية الإرهابية المقصودة علاقة بالموساد,؟ فمشكلة هذه التنظيمات هي مع الحكومات والشعوب العربية, ووفقاً لـ ( فقه الضرورة) يمكن أن تتعامل مع الشياطين ومع الموساد مادام التحالف مع عدو مفيداً لضرب عدو آخر بالنسبة لها.

في قطاع غزة ساعدت الظروف هناك على ظهور تنظيم تابع للقاعدة, وبينما إسرائيل قريبة منه يتركون العدو القريب ويلجؤون إلى عبور الصحراء بقصد الوصول إلى مصر للقيام بأعمال إرهابية هناك.

هؤلاء يجترون ثقافة من إنتاج فقهاء الإرهاب ظلوا يشحنونها بفكرة أن إسرائيل عدوة نعم لكن القضاء عليها لابد أن يسبقه القضاء على عدو محلي أو عدو الداخل, وهذا العدو عندهم هو الدول العربية.
*عن صحيفة 14 اكتوبر
تمت طباعة الخبر في: الجمعة, 01-نوفمبر-2024 الساعة: 06:31 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almotamar.net/news/63116.htm