المؤتمر نت -
افتتاحية 26 سبتمبر -
مواجهة القراصنة
تزايد اعمال القرصنة قبالة السواحل الصومالية وفي المياه الدولية قبالة خليج عدن وهنا لابد من تصحيح مفهوم خاطئ سائد لدى الكثيرين حول ان خليج عدن هو المياه الاقليمية اليمنية وان مايجري من اعمال قرصنة تحدث فيها وهو ما لا اساس له
من الصحة- لتصبح اعمال القرصنة خطراً يهدد الملاحة الدولية والأمن والاستقرار في المنطقة والعالم.. وفي هذا المنحى الخطير لابد من التذكير بماسبق وان حذر اليمن منه من انفلات الأوضاع في الصومال وأهمية وضرورة تدخل المجتمع الدولي لانقاذ الصومال ودعم جهود احلال الأمن والاستقرار والسلام فيه انطلاقاً من نظرة جدية لما يجري في هذا البلد وانقاذه من حالة الانفلات ووضع اللادولة وعدم الاستقرار مما سيؤدي به ليكون نهباً للفوضى ووكراً للإرهاب ومنطلقاً لمثل هذه الاعمال الاجرامية غير المشروعة ومنها القرصنة التي أخذت في الآونة الاخيرة تكتسب ابعاداً تتجاوز اعتبارها تشكل تهديداً غير مسبوق للملاحة تقوم بها مجاميع من القراصنة الباحثة عن المال والى ماهو أبعد من ذلك بكثير..
ولعل الأخطر في هذا السياق هو تلك الاموال التي يحصل عليها القراصنة كفدية مقابل الافراج عن السفن المخطوفة وهي مبالغ مالية كبيرة ومغرية وليس من المستبعد ان تقع في ايدي جهات متطرفة وارهابية تجعل المجتمع الدولي والمنطقة عموماً تدفع الثمن باهضاً وفادحاً من جراء التساهل ازاء مايحدث.. والغريب والمدهش ان كل تلك الاساطيل التي تجوب البحار والمياه الدولية بالقرب من القراصنة أو تحيط بهم لم تمنعهم من الاستمرار في الاعتداء على السفن والاستيلاء عليها لفرض شروطهم والتي عادة ماتلبى.. وهذا بحد ذاته يضعنا أمام علامة استفهام لحقيقة مايجري في هذا الممر المائي الاستراتيجي للمصالح العالمية والذي تمر فيه سنوياً مايزيد عن 20 الف سفينة.
ان وضعاً كهذا يدفعنا للتحذير مجدداً من بقاء الوضع على ماهو عليه أو التقاعس عن دعم الجهود المخلصة لاحلال السلام في الصومال ومساندة حكومته الانتقالية على نحو يمكنها من اعادة بناء مؤسسات الدولة وفي مقدمتها المؤسسة الامنية والعسكرية القادرة على ضمان الأمن والاستقرار لهذا الشعب على امتداد مساحته وبدون ذلك فان الصومال سيظل بؤرة قابلة للاتساع والتمدد مستوعباً كل الاعمال غير المشروعة ومصدر تهديد للأمن والاستقرار والسلام في منطقة تنوء بأثقال الصراعات والازمات والأوضاع الاقتصادية الصعبة.
لذا فالمطلوب اكثر من استعراض القوة الدولية بالأساطيل في البحر من خلال مساعدة الصومال وانقاذ شعبة من استمرار حالة الاقتتال والفوضى والنزوح حيث وان اليمن هو البلد الوحيد الذي استقبل -ومازال- آلاف النازحين من الصومال والقرن الافريقي الفارين من الصراعات والحروب والموت متحملاً بذلك مسؤوليته الانسانية والاخلاقية تجاه هؤلاء الاخوة والجيران رغم ما يترتب على ذلك من اعباء كثيرة وكبيرة على مختلف الاصعدة يتحملها اليمن وحيداً ودون عون من أحد رغم امكاناته الشحيحة وظروفه الاقتصادية الصعبة.
كما ان اليمن ظل هو المبادر بدعوة اشقائه العرب للتنسيق فيما بينهم من اجل النأي بمنطقة البحر الاحمر عن التدخلات الدولية والتواجد الاجنبي فيها ضماناً لسلامة الملاحة الدولية في هذا الممر المائي الحيوي للتجارة العالمية.. وحان الوقت لما لان يدرك الاشقاء العرب خطورة الموقف وماينبغي القيام به استجابةً لهذه المبادرة والتفاعل مع الجهود اليمنية قبل فوات الأوان أو يأتي الندم ولكي لا يظل الصومال الشقيق مشكلة عربية واقليمية ودولية وهو بحاجة الى مسارعة الجميع لانقاذه والوقوف الى جانبه ليستعيد عافيته وأمنه واستقراره ولملمة شتات دولته المهترئة..
وهنا تبرز الحاجة الى مسؤولية تضامنية دولية تنقذ الصومال من براثن الانزلاقات نحو مزيد من مهاوي الفوضى والعنف مما يسهل استغلال وضعه من قبل العناصر الارهابية والمتطرفة لتجعل منه ملجأً آمناً وبؤرة لتصدير الارهاب حيث لا حدود ولا موانع أمام آفة الارهاب الخطرة وسعيها المستمر لتقويض أسس الأمن والاستقرار والسلام في العالم اجمع.. فهل من يسمع؟! وهل من يستجيب؟!
تمت طباعة الخبر في: الجمعة, 01-نوفمبر-2024 الساعة: 06:32 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almotamar.net/news/63138.htm