المؤتمر نت -
المصــالح وليـس القبــلات
القضايا التي تربط البلاد العربية هي أكثر، وأقوى من الهنات التي تذهب بريحها. وفي الوقت الذي تعقد قمم الزعماء تكون أفضل الأوقات بالنسبة إلى الشعوب قد هلت، على اعتبار أن المصالح المشتركة التي يجرى الحديث عنها في نشرات الأخبار ستكون حاضرة فعلياً.
من هذا المنطلق فإن القمة اليمنية المصرية التي ستعقد اليوم في القاهرة جديرة بتصفيق شعبي حار، إذْ لا شك أن لقاءات الرؤوس الكبيرة تترتب عليها بالضرورة نتائج بحجمها يؤملها الشعوب.
وليس إنشاءً القول ان الذي يجمع اليمن بشقيقتها الكبرى مصر الكثير؛ الدين، اللغة، المصير، التأريخ، وكذلك الدم المسفوح، هذا صحيح، ويصعب على أي كان التخفيف من وزنه الإنساني مثقال ذرة؛ ولكن، هل مستوى التعاون القائم بين البلدين يتساوق مع ذلك الثقل الوشيجي العميق؟ إن الإجابة الحزينة تنسحب على كافة العلاقات العربية البينية.. إذْ لا تزال معظم الروابط التي تتحدث بها النشرات المسائية، وجرائد الصباح مواد مؤجلة إن لم نقل مخزونة في مستودع تبريد. كم اتفاقية تناهت إلى السمع، وقعها بلدان شقيقان، دعك من مجالاتها بالطبع، ولكن في الواقع لا تلحظ الشعوب العربية سوى حفلات التوقيع التي تدخل فيها مراسم القبلات الباردة.
بالطبع ليس هناك اعتراض على القبلات فهي إيحاء هام عن حب عميق، ولكن الشعوب التي لا تشبعها القبلات تبحث –أيضاً- عن المصالح، عن حركة الاستثمارات، وتشغيل الأيدي التي ما انفكت تصفق بحرارة، عن التبادل التجاري هادراً بعنفوان في الأسواق.
اليمن ومصر ظلا منبع آمال الجماهير، ومحط تفاؤلها بمستقبل عربي مشرق، وهاهما يعيدان مياه الآمال إلى مجاريها النافعة.
تمت طباعة الخبر في: الجمعة, 22-نوفمبر-2024 الساعة: 04:50 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almotamar.net/news/6322.htm