|
الخيل.. في الموروث الديني الإسلامي قال تعالى: (زين للناس حب الشهوات من النساء والبنين والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة والخيل المسومة والأنعام والحرث ذلك متاع الحياة الدنيا والله عنده حسن المآب) سورة آل عمران الآية .14. الله جعل الخيل من زينة الدنيا التي تسعد الإنسان بشرط ألا تطغيه فأسعده بالنساء وبالأولاد وبالأموال الطائلة ،وكانت قديما تقاس بالذهب والفضة، حيث لم تعرف البشرية الأوراق المالية قديما، والخيل بسرجها الجميل ومنظرها المبهر والأنعام المتعددة من قطعان الجمال والأبقار والأغنام والماعز تعطي السعادة في غدوها ورواحها (والحرث من حدائق زاهية وأشجار مثمرة وأراض متعددة المحاصيل). كل ذلك متاع الدنيا ينتهي عندها أما في الآخرة فمتاع الجنة دائم. وفي قوله تعالى (والخيل والبغال والحمير لتركبوها وزينة ويخلق ما لا تعلمون) سورة النحل الآية8. تقدمت الخيل فهي متعة الركوب وزينة الدنيا، والله أقسم بها واعتبرها القوة الضاربة في الحرب، ووصف صوتها وهي تجري بالضبح وحوافرها وهي تضرب الأرض ترسل شررا ،والفرسان في الحروب كانوا في مقدمة الجيوش ،وهم الذين يغيرون على الأعداء عند مطلع الفجر، وتثير الخيل الغبار في جو المعركة يقول عز وجل: (والعاديات ضبحا، فالموريات قدحا، فالمغيرات صبحا، فأثرن به نقعا، فوسطن به جمعا) سورة العاديات الآيات 1-5. وقد أوصى الله المسلمين أن يعدوا القوة البشرية والمادية، وعلى رأسها الخيل ليرهبوا أعداء الله والمنافقين الذين كانوا يكيدون للمسلمين في المدينة قال تعالى: (وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به، عدو الله وعدوكم وآخرين من دونهم لا تعلمونهم الله يعلمهم وما تنفقوا من شيء في سبيل الله يوف إليكم وأنتم لا تظلمون) سورة الأنفال الآية 60. والخيل قبل أن تخترع وسائل النقل الحديثة كانت القوة الضاربة، وأسرع وسيلة في الزمن القديم، فالحصان أسرع من الجمل، ومن البغل والحمار، وهي دواب الركوب. وأول من روض الخيل وذللها للإنسان كان سيدنا إسماعيل ،وقد شب على الفتوة والشجاعة والجرأة، وبينما هو في الصحراء للصيد رأى قطيعا من الخيل يقوده فرس أسمر قوى البنيان، سريع الحركة، فحدثته نفسه وألهمه الله أن يخضعه فيخضع القطيع، ونجح بالحيلة والمراوغة حتى اعتلى ظهره، وانطلق به كالريح مسافات بعيدة، حتى أجهده وأخضعه، وأحس بنشوة وسعادة بالغة ،ثم ساق القطيع إلى مكة .ومن هنا كان الحصان العربي أعظم الخيل في العالم، وكان اكتشاف ركوب الخيل انقلابا في عالم السفر والحروب. الخيل: جماعة الأفراس، لا واحد له من لفظه، كالقوم، والرهط، والنفر، وقيل: مفرده “خائل”. وهي مؤنثة، والجمع خيول. وسميت الخيل خيلا لاختيالها في المشية، والفرس واحد الخيل، والجمع أفراس، والذكر والأنثى في ذلك سواء. ولا يقال للأنثى: فرسة، لكن تصغير الفرس فريسة، بضم الفاء. والحصان: الذكر من الخيل. وراكب الفرس فارس، والجمع فوارس وفرسان. والخيل نوعان :عتيق، وهجين، والفرق بينهما: أن عظم “البرذون” أعظم من عظم “الفرس”، ولكن عظم الفرس أصلب وأثقل. والبرذون أحمل من الفرس، والفرس أسرع منه. والفرس أشبه الحيوان بالإنسان، لما يوجد فيه من الكرم، وشرف النفس، وعلو الهمة. وذكر أن خيل السباق عشرة: المجلي، والمصلي، والتالي، والبارع، والمرتاح، والحظي، والعاطف، والمؤمل، والسكيت، والفسكل. وكانت خيل الرسول صلى الله عليه وسلم هي: السكب، والمرتجز، واللحيف، واللزاز، وملاوح، والضرس، والورد وقد وهب الأخير لعمر بن الخطاب رضي الله عنه. والخيل في المنام قوة وزينة وعز وهي أشرف ما ركب من الدواب. وفي طبع الفرس: الزهو والخيلاء، والسرور بنفسه، والمحبة لصاحبه. ومن أخلاقه الدالة على شرف نفسه وكرمه أنه لا يأكل بقية علف غيره. فرس البحر: حيوان يوجد في نيل مصر له ناصية كناصية الفرس، ورجلاه مشقوقتان كالبقر، وهو أفطس الوجه، له ذنب قصير، وصورته تشبه الفرس إلا أن وجهه أوسع، وجلده غليظ جدا، وهو يصعد إلى البر فيرعى الزرع فسبحان الخالق. وتنجب الفرس من الخيل صغيرا واحدا بعد أحد عشر شهرا من الحمل، وتعيش ثلاثين سنة. وتتغذى على التبن والشعير. وقد كانت الخيول تستخدم في جر المركبات، وحمل الأثقال، وفي الركوب، وتجدر الإشارة إلى أن خيول السباق تنحدر من الحصان العربي الأهيف، كما ينحدر من الحصان العربي الجواد الإنجليزي، وهو المفضل في مباريات الفروسية. لقد اختلف الفقهاء في حكم لحم الخيل على ثلاثة أقوال ولكل أدلته القول الأول: (وهو المشهور عن أبي حنيفة): التحريم، وهو رأي لبعض المالكية. القول الثاني: وهو إباحة لحوم الخيل، وهو قول الشافعية والحنابلة وأبي يوسف ومحمد وهو رأي لبعض المالكية. القول الثالث: هو جواز أكل لحوم الخيل مع الكراهة التنزيهية، وبذلك قال فريق من الأحناف ،وقال به بعض المالكية. وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “الخيل معقود بنواصيها الخير إلى يوم القيامة” وفي رواية عن أنس: “البركة في نواصي الخيل”. عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “الخيل لرجل أجر، ولرجل ستر، وعلى رجل وزر، فأما الذي له أجر فرجل ربطها في سبيل الله فأطال بها في مرج أو روضة، فما أصابت في طيلها ذلك من المرج أو الروضة كانت له حسنات، ولو أنه انقطع طيلها فاستنت شرفا أو شرفين كانت آثارها أو أرواثها حسنات له، ولو أنها مرت بنهر فشربت منه ولم يرد أن يسقى كان ذلك حسنات له فهي لك أجر. ورجل ربطها تغنياً وتعففاً ثم لم ينس حق الله في رقابها ولا ظهورها فهي لذلك ستر، ورجل ربطها فخراً ورياءً ونواءً لأهل الإسلام فهي على ذلك وزر”. وعن علي ابن عمر قال :سبق رسول الله صلى الله عليه وسلم بين الخيل فأرسل ما ضمر منها من الحفياء أو الحيفاء إلى ثنية الوداع وأرسل ما لم يضمر منها من ثنية الوداع إلى مسجد بني زريق. وعن علي كرم الله وجهه قال: قال لي النبي صلى الله عليه وسلم: “يا علي اسبغ الوضوء وإن شق عليك ولا تأكل الصدقة ولا تنز الحمير على الخيل ولا تجالس أصحاب النجوم “. وفي رواية عنه كرم الله وجهه قال: أهديت لرسول الله صلى الله عليه وسلم بغلة فقلنا: يا رسول الله لو أنا أنزينا الحمر على خيلنا فجاءتنا بمثل هذه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إنما يفعل ذلك الذين لا يعلمون”. *نقلا عن صحيفة الخليج |