المؤتمر نت -

المؤتمرنت -
المؤتمر الثاني لمنظمة المرأة العربية يطلق الإستراتيجية الإعلامية
أنهى المؤتمر الثاني لقمة المرأة العربية أعماله في أبوظبي الخميس بالتأكيد على أن المرأة العربية يمكن أن تكون صانعة للأمن والاستقرار قبل أن تكون طالبة له.

وحث المؤتمر، الذي اعتبره خبراء أكبر تظاهرة نسائية تستضيفها الإمارات في تاريخها، الدول العربية إلى اتخاذ الإجراءات التشريعية والقضائية اللازمة لمواجهة كافة أشكال العنف والتمييز ضد المرأة العربية، ووضع آليات مناسبة لتجسيد تلك الإجراءات على أرض الواقع.

وكان المؤتمر الذي شاركت فيه قرينات ملوك وحكام ورؤساء دول عربية قد شهد غيابا لافتا للملكة العربية السعودية التي تعتبرها جمعيات حقوقية أنها بين أكثر الدول العربية التي تخضع فيها المرأة إلى تمييز يصل حد حرمانها من بعض حقوقها الأساسية البسيطة، كمنعها من قيادة السيارة.

على أن هذا الغياب لم يسرق الأضواء من أجواء التناغم الواضح بين الوفود العربية المشاركة، حول محور المؤتمر الذي ركز بشكل أساسي على العلاقة القائمة ما بين تطور المرأة في الوطن العربي وأهمية توفير الأمن لها من كافة الجوانب.

وقد اعتبر المؤتمر الذي انطلق تحت عنوان "المرأة في مفهوم وقضايا أمن الإنسان: المنظور العربي والدولي"، أن حماية المرأة وضمان أمنها، لابد أن يكون مكونا من مكونات أمن الإنسان، لكن المؤتمر رفض أن يكون هذا الأمن ذريعة لتدخل قوى خارجية في الشؤون العربية.

ودعت التوصيات التي انتهى إليها المؤتمر إلى إشراك المرأة في كافة مجالات الحياة المجتمعية وخاصة في المجال السياسي، ودعوة الحكومات والمجتمع الدولي إلى تبني مبادرات تحقق الأمن الإنساني للمرأة خاصة في فترة النزاعات والحروب المسلحة حيث أشار البيان الختامي في هذا الصدد إلى المرأة الفلسطينية والعراقية كمثال حي لما تواجهه المرأة من عنف في حياتها اليومية.

ومع تأكيد توصيات المؤتمر على الخصوصية الثقافية والحضارية للمجتمعات العربية فإن المؤتمر أوصى بفتح حوار مع اللجنة العالمية لأمن الإنسان للفت النظر إلى الرؤية العربية للأمن الإنساني للمرأة، وصولا إلى إقناع اللجنة تبني هذه الرؤية.
وقد شكل حضور قرينات رؤساء الدول العربية قوة دفع معنوية لأعمال المؤتمر، وبدا ذلك واضحا من حرص الشيخة فاطمة بنت مبارك، رئيسة منظمة المرأة العربية رئيسة الإتحاد النسائي العام بدولة الإمارات، على متابعة المناقشات طيلة أيام المؤتمر الثلاث.

وشكلت الكلمات التي ألقتها قرينات رؤوساء الدول العربية محورا هاما في أعمال المؤتمر حيث تناولت الشيخة فاطمة في كلمتها الافتتاحية، أهمية التعامل مع قضية المرأة، واصفة إياها بأنها قضية عالمية.

وقالت الشيخة فاطمة إن "قضايا أمنِ الإنسانِ هي بالأساس قضايا كونية يشترك فيها البشر أينما كانوا ولذلك فإن التصدي لها يتطلبُ تعاونا وتنسيقا على المستوى العالمي وذلكَ في إطارٍ منَ الانفتاحِ والتواصلِ الحضاري الإيجابي الذي يحترم الخصوصيةَ الثقافيةَ.. وينظر للاختلافِ من منظورِ التعارف والحرص على مد الجسور."

أما ملكة الأردن، رانيا العبدالله، فقد أكدت أن المرأة العربية ليست محبطة وليست مهمشة بل متحمسة وطموحة وتبني وتساهم في التنمية والتقدم.

وحذرت سوزان مبارك، قرينة الرئيس المصري، من خطورة المساس بمفهوم السيادة، مؤكدة أن الحق في التدخل الإنساني يفتح الباب أمام التذرع به لانتهاك سيادة الدول خارج إطار الشرعية الدولية ودون ولاية الأمم المتحدة.

واعتبرت قرينة الرئيس السوري، أسماء الأسد، أن المسألة ليست مسألة دور مختلف للمرأة بل هي مسألة حاضر ومستقبل مجتمع بكامله وهي مسألة نهوض بالحياة ودفاع عن الأمن والحرية.

وناقش المؤتمر عدد من المواضيع التي تهم المرأة من خلال حلقات نقاشية وجلسات تعريفية شملت دور التعليم كمصدر هام لتطور المرأة، ووضع المرأة في الحروب والنزاعات المسلحة، كما ألقى المؤتمر الضوء على الدور الذي تلعبه المرأة في ظل العولمة الاقتصادية، بالإضافة إلى أهمية تطوير المرأة الريفية.

وفي إطار المؤتمر تم إطلاق شبكة المرأة العربية في بلاد المهجر والتي ستقدم خدمة للنساء المهاجرات البعيدات عن أوطانهن بما يساهم في ربطهن والأجيال التالية من أبنائهن بالأوطان التي ينحدرون منها.

كما تم الإعلان عن الاستراتيجية الإعلامية للمرأة العربية والتي تستهدف دعم كفاءة المؤسسة الإعلامية لتقديم صورة منصفة للمرأة العربية، بما يساهم في تغيير الوعي المجتمعي بها وبمكانتها وأدوارها وإسهاماتها في بناء مستقبل مجتمعاتها. ومن المقرر أن ينعقد المؤتمر الثالث القادم في تونس.

سي ان ان
تمت طباعة الخبر في: الأحد, 22-ديسمبر-2024 الساعة: 03:40 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almotamar.net/news/64438.htm