|
شيخ الأزهر :مسجد وكلية الصالح.. صرحان إسلاميان لخدمة الأمة على هامش مشاركته في افتتاح جامع الصالح وكلية الصالح لعلوم القرآن الكريم وعقب حفل استقبال أقامه السفير المصري بصنعاء سعادة محمد مرسي عوض على شرف الوفد المصري التقت «26سبتمبر» بفضيلة الإمام الأكبر الدكتور محمد سيد طنطاوي شيخ الجامع الأزهر في حوار خاص تحدث فيه عن المناسبة ودلالاتها وعن علاقة الأزهر الشريف باليمن، كما تحدث فضيلته عن قضايا الإرهاب والتشدد في الدين وما يثار عن صراع المذاهب الدينية وحوار الحضارات وقضايا أخرى. حوار: إبراهيم محمود > ما هي طبيعة زيارتكم إلى صنعاء؟ >> الزيارة جاءت بناء على دعوة من فخامة الرئيس علي عبد الله صالح رئيس الجمهورية اليمنية ومن العميد أحمد علي عبد الله صالح رئيس مؤسسة الصالح الاجتماعية كي أشارك في افتتاح مسجد الصالح وكلية الصالح للقرآن الكريم والعلوم الإسلامية، وشاركت في الندوات التي أقيمت على هامش الزيارة، والتقينا بإخواننا وأبنائنا من علماء الجمهورية اليمنية، كما التقينا أيضا مع عدد كبير من العلماء الذين جاءوا من مشارق الأرض ومغاربها لكي يشاركوا في هذا الافتتاح، وهذه اللقاءات ندعو الله تعالى أن يجعلها في ميزان حسناتنا جميعا، لأنها لقاءات تعاون والحمد لله. > وكيف وجدتم مسجد وكلية الصالح؟ >> هو مسجد ضخم وفخم وأسس على تقوى من الله ورضوان. هذان الصرحان جامع الصالح وكلية الصالح للقران الكريم شقيقان في خدمة الإسلام وفي خدمة المسلمين. ويعول على الجامع والكلية والقناة القيام على نشر القيم السمحاء لديننا الإسلامي الحنيف وإبراز دلالات ومعاني وسطية الإسلام واعتدال منهجه الفكري. والحمد لله على هذه النعمة العظيمة التي من بها على الشعب اليمني وعلى الأمة العربية والإسلامية بأسرها، وقد كنا سعداء بالمشاركة في افتتاح بيت من بيوت الله يسع عشرات الآلاف من المؤمنين الصادقين الذين يراقبون الله سبحانه وتعالي في السر وفي العلن، وكذلك لافتتاح صرح آخر لحفظ القران الكريم ولغرس العلوم الإسلامية، ونقول ما قاله الصالحون من قبلنا الحمدلله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله. التعاون مع الأزهر > الأزهر الشريف له أيادٍ بيضاء في مختلف بقاع العالم الإسلامي.. هل بحثتم خلال الزيارة تقديم خبرات الأزهر إلى وزارة الأوقاف والإرشاد اليمنية؟ >> التعاون واللقاءات مع الأشقاء في اليمن دائمة وليست مقيدة بهذه الزيارة فقط، ودائما مكتبي مفتوح لمعالي سفير اليمن بالقاهرة، ألتقي به وأتفاهم معه وننفذ كل طلباته، وهنا في اليمن المئات من المدرسين الأزهريين يعملون وعشرات الوعاظ يقومون بالدعوة إلى الله تعالى بأسلوب فيه الاعتدال والتوسط، وفيه البعد عن التعصب الأعمى، ونحن في خدمة اليمن. > أثير منذ فترة الحديث عن فتح فرع للأزهر الشريف في اليمن.. ما مدى إمكانية تحقيق ذلك؟ >> ليس هناك فكرة لفتح فرع للأزهر، لكن الأزهر الشريف موجود وشاركت في افتتاح كلية الصالح للقرآن الكريم والعلوم الإسلامية، وهذه الكلية تحتاج إلى مدرسين ومناهج، ونحن نقدم ما تحتاج إليه من مناهج تتعلق بالدراسة ونقدم ما تحتاج إليه من مدرسين. رسالة الأزهر > ما هي الرسالة التي يقدمها الأزهر حاليا للأمة الإسلامية في ظل هذه التطورات المتلاحقة؟ >> الأزهر رسالته النهج المعتدل، والدراسة في الأزهر تمتاز بالاعتدال والسماحة، والابتعاد عن التعصب الأعمى، والابتعاد عن العصبية، وتمتاز بأنها نابعة من كتاب الله ومن سنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وتدعو إلى بيان أن الناس جميعا من أب واحد وأم واحدة، وأن شريعة الإسلام تعطي كل إنسان حقه، تعطي المسلم حقه، وتعطي لغير المسلم أيضا حقه. > وكيف يتم التعامل مع المتشددين في الدين في أي قطر إسلامي؟ >> نتعامل معهم بالنصح وبيان أن شريعة الإسلام قد صانت حياة الإنسان وصانت ماله وعرضه وشرفه، وأنها اعتبرت من يقتل إنسانا أيا كان هذا الإنسان مسلما أو غير مسلم بغير سبب شرعي فكأنما قتل الناس جميعا، كما قال الله تعالى، ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا. الإرهاب > وكيف تنظرون إلى آفة الإرهاب وأثرها على المجتمعات الإسلامية؟ >> الإرهاب نكبة دينية ودنيوية وكل شيء فيه خارج عن حدود الإسلام، سيما وان الإرهاب يعنى الاعتداء على الآمنين بالقتل والتخريب لمقومات الأمة من مؤسسات ومنابع الحياة كالبترول وغيره. ومن يستخدم الإرهاب ويعمل به فقد ابتعد ابتعاداً تاماً عن فهم العلم الذي جاءت به الشريعة الإسلامية خصوصاً وان أتباع الإرهاب يؤولون الدين تأويلاً سقيماً ويشوهون الإسلام ويجعلون غير المسلمين يتحدثون عن الدين الإسلامي لو كان كذا أو كذا. إن الأمن نعمة بالنسبة لأية أمة من الأمم، وان الدين الإسلامي يريد العلم الذي ينتفع به، العلم الذي يؤدي إلى سعادة الأمة وأمنها وأمانها. إن نعمة الأمن والأمان إذا وجدت في أمة سيزيد خيرها ونماؤها أوج التقدم فيها، والخوف يجعل الأمة في حالة اضطرب فلا يستطيع أبناء تلك الأمة البناء. السنة والشيعة > تابعنا في الآونة الأخيرة ما يسمى الصراع بين المذاهب الإسلامية وخصوصا بين السنة والشيعة.. ما هو قولكم في هذه المسألة؟ >> لا يوجد صراع ديني بين المذاهب، قد يوجد خلاف سياسي، لكن من الناحية الدينية نحن نقول بأن من يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله فهو مسلم سواء كان سنيا أم شيعيا. قد توجد هناك خلافات في الفروع لكن هذا لا يمنع وجود اتفاق تام فيما يتعلق بالأصول والأركان ولا خلاف حول ذلك. حوار الحضارات > وماذا عن حوار الحضارات والثقافات والتقارب بين الأمم؟ >> نرحب بكل حوار، نحن نرى بأن خير طريق للوصول إلى تحقيق المطالب العادلة يكون عن طريق الحوار، والحوار بابه مفتوح، والقرآن الكريم ساق لنا عشرات الألوان من المحاورات، هناك محاورات بين أهل الجنة فيما بينهم، وهناك محاورات أهل النار فيما بينهم، وهناك محاورات بين الأخيار والأشرار. المحاورات نرحب بها مادامت بناءة وتمتاز بالنية الطيبة والمقاصد الشريفة والتزام أدب الحوار من الصدق وعدم التطاول من طرف على طرف آخر. > وما هي رسالة الأزهر إلى الذين يتهجمون على الإسلام ويربطون بينه وبين الإرهاب والعنف خصوصا بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر؟ >> مضمون رسالتنا هي بيان ما أحلته شريعة الإسلام وما حرمته، وأنها لم تترك بابا من أبواب الخير النافع للناس إلا وفتحته له، ولم تترك بابا من أبواب الشر الذي حرمته الشريعة إلا وأغلقته. الخلاف قديم > كيف تصفون حال الأمة الإسلامية حاليا، وهل الوضع مقلق أم مطمئن؟ >> أحوال الأمة الإسلامية لم تتغير منذ أوجد الله الناس، وعندما كانت الأمة الإسلامية تتكون من آدم وأولاده وجدنا أحدهما قتل الآخر، الخلاف بين الناس موجود منذ أن أوجد الله البشر " ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة ولا يزالون مختلفين " إلا من رحم ربي، المسألة مسألة نسب، وندعو الله أن تكون نسبة الاتفاق بين المسلمين أكثر وأكثر من نسبة الإختلاف. > سؤالنا الأخير.. كيف وجدتم اليمن خلال زيارتكم الحالية لها؟ >> اليمن دولة لها تاريخها الحضاري المجيد الذي لا ينكره عاقل، وندعو الله أن يديم على الجمهورية اليمنية نعمة الأمان والسلام والرخاء والاطمئنان، وأشكر القيادة اليمنية وفخامة الرئيس علي عبد الله صالح والشعب اليمني الكريم على دعوتهم لنا، وأدعو الله أن يجنبنا الفتن ما ظهر منها وما بطن ونقول للجميع كل عام وأنتم بخير. * نقلاً عن صحيفة 26 سبتمبر |