السيارات الحديثة الصراع على القيادة في إحدى الأمسيات الصيفية، وقد قفلت راجعاً إلى بيتك تقود سيارتك الجديدة، بعد أن تأخرت في عملك، إلى درجة لا تود القيام بأي حركة، سوى الاستلقاء في سريرك بعد حمام ساخن، وعندما تلقي نظرة على لوحة العدادات، تكتشف أنه ليس لديك الوقود الكافي للوصول إلى المنزل، عندها تضغط على لوحة مفاتيح جهاز الملاح الآلي في سيارتك، والذي يحدد لك بدقة موقع أقرب محطة وقود إليك، بواسطة نظام تحديد المواقع GPS المرتبط بالأقمار الصناعية، بل ويرشدك إلى الطرقات الأقل ازدحاماً والمؤدية إلى وجهتك. ليس هذا فحسب، بل ستدير لوحة التحكم المثبتة في عجلة القيادة، لكي تجعل سيارتك تتصل عبر إنترنت، ببريدك الإلكتروني، لتقرأ لك وبصوت بشري واضح، رد الزبون على عرض الأسعار الذي أرسلته له قبيل مغادرتك المكتب. وعندما تشعر بلفح حرارة الجو، تدير جهاز تكييف الهواء في السيارة، والذي يعرض عليك بدوره، أن يقوم بتشغيل جهاز التكييف في المنزل آلياً، كونك أصبحت على مسافة غير بعيدة من البيت، فتوافق بسرور، مع الإيعاز للنظام بأن يشغل كذلك جهاز تسخين المياه في المنزل، لتنعم بالحمام الساخن فور وصولك، كما يمكنك الاستماع إلى الرسائل الصوتية التي سجلت على جهاز الرد على المكالمات في البيت. هذا السيناريو، ليس مقطعاً من فيلم للخيال العلمي، إنما هو حقيقة سنراها في العديد من السيارات التي ستجوب الطرقات خلال السنوات الخمس المقبلة، وإن كانت بعض الشركات المنتجة للسيارات قد طرحت بعض هذه الوظائف فعلياً في سياراتها الحديثة. لذلك دعونا نقم بجولة نتعرف خلالها على آخر التطورات في عالم تقنيات الحوسبة المستخدمة في السيارات. لا يكاد يختلف اثنان على أن التقنيات بكافة أصنافها التي تصدر إلى منطقتنا مهما تنوعت تصنيفاتها، إنما هي تقنيات حديثة علينا، قديمة على غيرنا، وإن ادعى المنتجون غير ذلك، فالحقيقة السائدة دوماً، هي أن للأسواق عندهم أولويات، وأسواقنا ليست في مقدمة اهتماماتهم. عن مجلة PC Magazine |