|
الحج.. أرقام تتضاعف وإشكالات تتجدد ألسن شتى وتقاسيم متباينة وألوان متعددة وملابس متداخلة كفسيفساء محكمة الصنع، هكذا تبدو خارطة الحجاج. فقد لبت الأغلبيات المسلمة من جاكرتا إلى نواكشوط والأقليات والجاليات المسلمة مشرقا ومغربا شمالا وجنوبا نداء أبي الأنبياء وحطت رحالها في البيت العتيق لتأدية الركن الخامس في الإسلام. وقالت السلطات السعودية إن عدد حجاج هذه السنة وصل إلى مليونين و408 آلاف و849 حاجا، منهم مليون و729 ألفا و841حاجا قدموا من الخارج بينما توافد 679 ألفا وثمانية من الحجاج من داخل المملكة العربية السعودية. ولم يتضح ما إذا كان هذا الرقم الذي نشرته وكالة الأنباء السعودية (واس) يشمل الحجاج الذين لم يحصلوا على تصاريح والذين تكتظ بهم الشوارع وسفوح الجبال ومداخل الأبنية في المشاعر المقدسة. وخلال 78 عاما ارتفع عدد الحجيج من مائة ألف إلى مليون و729 ألفا و841 حاجا بمعدل زيادة سنوي يزيد على عشرين ألفا. ويزيد عدد الحجاج القادمين من الخارج عن المعدل المعتمد للحجاج سنويا من قبل منظمة المؤتمر الإسلامي والذي يقضي بوجود حصة تساوي ألفا من كل مليون. فقد بلغ عدد المسلمين في العالم زهاء مليار وثلاثمائة مليون نسمة وهو ما يجعل عدد الحجيج في حدود مليون وثلاثمائة ألف فقط. وكانت منظمة المؤتمر الإسلامي في الاجتماع السابع عشر لوزراء الخارجية في مارس/آذار 1988 قد اتخذت قرارا بتحديد حصص الحج بناء على مقترح من العربية السعودية. توسعات وقد واكبت الزيادات المطردة للحجيج توسعات في الحرمين الشريفين لاستيعاب تلك الأعداد المتزايدة من ضيوف الرحمن. وبالتوسعة الأخيرة للحرم المكي ستصبح مساحته الكلية شاملة الساحات الخارجية المخصصة للصلاة 356 ألف متر مربع بعد أن كانت قبل ذلك 152 ألف متر مربع، ويتسع المسجد الحرام بعد انتهاء أعمال التوسعة لنحو مليون مصل في أوقات الذروة. والأمر نفسه ينطبق على المسجد النبوي الذي سيكون قادرا بعد انتهاء أعمال التوسعة فيه على استيعاب مليون مصل حسب المصادر السعودية المختصة. ويواكب ذلك إقامة مشروع لزيادة الطاقة الاستيعابية لمشعر منى لتصل إلى ثلاثة ملايين حاج بإقامة خيام مطورة تتكون كل منها من طابقين على سفوح الجبال الشمالية للمشعر. وكانت الجهات المختصة في السعودية قد أعلنت من قبل عن توفير أكثر من مائة ألف رجل أمن لخدمة الحجاج بمعدل رجل أمن لكل 24 ألف حاج. ووفرت السلطات ثلاثة ملايين لتر مكعب من المياه يوميا في منطقة المشاعر المقدسة لخدمة الحجيج بمعدل 1.24 لتر مكعب من الماء لكل حاج. خدمات صحية وفي خطتها لموسم الحج هذا العام أعلنت وزارة الصحة السعودية توفير 24 مستشفى -14 منها في المشاعر المقدسة وعشرة في المدينة المنورة- بمعدل مستشفى واحد لكل مائة ألف و334 حاجا. وتوفر هذه المستشفيات 783 ألفا و578 سريرا في مكة والمشاعر وثمانين ألفا و173 في المدينة المنورة. أما المراكز الصحية في مناطق الحج فتصل إلى 138 مركزا كل مركز يخدم17 ألفا و450 حاجا. وتبقى المشكلة الأكبر في أن تضاعف أرقام الحجيج وتزايدهم المذهل رغم تطبيق نظام الحصة يضع جملة إشكالات فقهية بشأن أوقات وأماكن أداء أركان وواجبات الحج. ففي التوسعة الحالية لمسعى الصفا والمروة زيد في المسعى عشرون مترا في العرض كما زيد طابق جديد للسعي لكن بعض الفقهاء رأى أن تلك الزيادة لا تجوز لأن المسعى المعروف هو المكان المعروف ولا يمكن توسعته وإن خالف ذلك من رأوا أن التوسعة ممكنة ولا غبار عليها. كما يستشكل الحجاج أماكن الوقوف بعرفات باعتبار أن بعض المناطق خارجة عن حدود عرفات الحالية والأمر نفسه منطبق على أماكن الإقامة في منى حيث يصر البعض على أن بعض الخيام تقع خارج المبيت المحدد رغم أنها امتداد مباشر للمخيمات المقامة حاليا. المصدر: الجزيرة |