الاصلاح :أنشطة حزبية بغطاء إنساني بدا الوضع معتاد بالنسبة لعيد الأضحى المبارك لهذا العام كمناسبة دينية استحوذ ركن الحج على المساحة الأكبر والأوسع منها مع عدم خلوها ايضا من بهجة وأفراح ملونة بالنسبة لمن لم يحالفهم الحظ في أداء الركن الخامس من أركان الإسلام. تجلت هذه الفرحة والبهجة في التراحم والتزاور ونحر الأضاحي وإحياء أيام العيد ولياليه باللقاءات والمقايل والأسمار العيدية المطعمة بنكهة التعويد "المساجلة الشعرية الجماعية" والزوامل والرقصات الشعبية على إيقاع الطبول.. الفارق فقط بين عيد الأضحى لهذا العام والعام المنصرم أن هذا العيد جاء متزامنا مع حمى سياسية استعدادا لمنافسات انتخابات برلمانية تبدو وتيرتها منذ الوهلة الأولى عالية. وكالعادة لم تك احزاب اللقاء المشترك في منأى عن تعكير صفو هذه المناسبة الدينية وكما هي عادته في تنغيص حياة الناس وإفساد أفراحهم ومناسباتهم الوطنية والدينية إن لم يك استغلالها للترويج السياسي وجلب مكاسب شخصية وبث الشائعات المفترضة ونشر الأكاذيب في أوساط الناس فضلا عن الابتزاز للإنسانية تحت مسميات الأعمال والأنشطة الخيرية والمساعدات التي يسمع لها في الغالب جعجعة ولا يرى طحينها ، ولا ينالها أبدا من ليس منهم مهما كان فقره وحاجته وإعساره. محافظة عمران شهدت خلال عيد الأضحى خلال الأيام القليلة الماضية أنشطة محمومة وشائعات مغرضة ومتنوعة نفذتها أحزاب المشترك شملت تجييش عناصرها بمختلف شرائحهم ومستوياتهم الثقافية للانتشار في التجمعات السكانية وحضور تجمعاتها ومقايلها وأسمارها ومناسباتها الاجتماعية وفقا لبرنامج دعائي تحريضي للناس ضد السلطة والحزب الحاكم بهدف كسب تعاطفهم ومناصرتهم في الانتخابات النيابية القادمة. و تعددت الوسائل المستخدمة في التأثير على الناس ومنها المساعدات الخيرية حيث يشاهد الزائر للمحافظة يافطات قماشية احتلت تقاطعات الشوارع والساحات العامة لجمعية الإصلاح الاجتماعية تحمل دعوات للناس ومطالبتهم بدعم مشروع الأضاحي التي تنفذه الجمعية ،الأمر الذي اثار تساؤل الكثير من الناس حول نشاط هذه الجمعية وكم من التبرعات تجمعها باسم الفقراء والمساكين ولا يصلهم منها إلا الفتات هذا إذا ما كانوا منتسبين بالدرجة الأولى لحزب الإصلاح. أحد التجار المحسوبين في المحافظة طلب عدم ذكر اسمه أكد أن الجمعية تتلقى طوال العام وفي مناسبات عدة معونات ومساعدات ومالية وعينية كبيرة بإمكانها تغطية احتياجات ما لا يقل عن نصف مليون نسمة من أبناء المحافظة ، إلا أن المساعدات هذه حسب قوله لا تذهب الى مستحقيها مشككا في طريقة وآلية صرفها وتوزيعها داعيا التجار والمتبرعين الى مطالبة الجمعية بكشوفات استحقاق الصرف للمساعدات ومعايير صرفها للتأكد من ذهابها مباشرة الى مجالها الإنساني لا السياسي والحزبي. عتيقة قاسم أرملة تقطن في عاصمة المحافظة "عمران القديمة" بدت مستاءة للغاية من تعامل أصحاب الجمعية –حد تعبيرها- فقد حرمت وأولادها من المساعدة العيدية والأضحية رغم توزيعها في حارتها من قبل الجمعية وقالت إن سبب حرمانها هو فقط عدم انتمائها للإصلاح. هذه المشاهد اللا إنسانية والتصرفات اللا أخلاقية دفعت المواطن جابر يحيى أحد سكان حارة الحدبة بمدينة عمران الى دعوة جميع التجار وغيرهم من المتبرعين لصالح الجمعيات الحزبية ومنها جمعية الإصلاح الى مباشرة توزيع مساعداتهم على المساكين والفقراء بأنفسهم او من ينوب عنهم ممن يتصفون بالأمانة والرحمة بعيدا عن الحزبية لينالوا رضى الله ويحققوا الأجر. واستطرد بقوله: لقد حرمت من المساعدات والأضحية العيدية رغم انتمائي للإصلاح لعدم امتلاكي للبطاقة الانتخابية واضاف متحدثا بنبرة حزينة: دعونا أولا الى المقاطعة وبعدها وزعوا المعونات والمساعدات بالبطائق الانتخابية (ضحكوا علينا ومن يصدقهم ضاع..) وختم حديثه بقوله فضل الله واسع!! مصدر مقرب من أحزاب المشترك أكد وجود خلافات حادة بين قيادات المشترك في عمران بسبب تصرفات الإصلاح الأحادية واعتباره للأحزاب الأخرى مجرد زوائد ثانوية لمنح الشرعية للإصلاح في ممارسة الهيمنة على الأحزاب الأخرى ومنتسبيها.. ونوه المصدر إلى إمكانية توسع الخلافات وتصاعده خلال الأيام القادمة ومع اقتراب موعد الانتخابات وتوزيع الدوائر الانتخابية واختيار المرشحين للأحزاب المنضوية تحت مظلة المشترك.. |