المؤتمر -
الحرة أمام جمهور عربي متشكك
بدأت أمس قناة تلفزيونية فضائية تحظي بدعم من الولايات المتحدة بث برامجها للعالم العربي المتشكك في واشنطن إلا أن الجمهور الذي تستهدفه القناة قال يوم الاحد ان واشنطن لا تحتاج الى وسيلة توصيل وانما الى رسالة سياسية جديدة. وبدأت قناة الحرة الناطقة بالعربية بث أخبار وبرامج وتحقيقات للشرق الاوسط يوم السبت وتعهدت بتقديم أخبار دقيقة ومتوازنة للمشاهدين "لتمكينهم من اتخاذ قرارات تستند الى معلومات". لكن القناة تواجه مهمة صعبة لكسب المشاهدين العرب في منطقة تعلو فيها نبرة المشاعر المعادية للولايات المتحدة. ويستشيط كثير من العرب غضبا مما يرون انه انحياز أمريكي لاسرائيل ويعارضون بقوة غزو تقوده الولايات المتحدة للعراق. قال ناصر وهو طالب جامعي سوري عندما سئل عن رأيه في القناة "يريدون غسل عقولنا كي نقبل طريقتهم في التفكير. الشئ الذي لا يدركونه هو أن لدينا قضية وأن تلك القضية أهم من الهامبورجر والجينز." وقال قليل من العرب انهم شاهدوا القناة لفترة قصيرة بينما قال البعض انهم غير متأكدين من موقع استقبالها من خلال أجهزة الاستقبال الموجودة لديهم. وقال اخرون انهم ببساطة غير مهتمين. قال صيدلي فلسطيني عمره 43 عاما يعيش في بلدة طولكرم الفلسطينية "لا أظن أنني أريد مشاهدتها. هذه قناة تلفزيونية أمريكية. ستقدم تقارير تبرز الموقف الامريكي." يستهدف بث هذه القناة مواجهة تأثير قنوات فضائية عربية تحظى بشعبية مثل الجزيرة ومقرها قطر والعربية ومقرها دبي تتهمها واشنطن بالتحيز ضد أمريكا وهو اتهام تنفيه القناتان. وأذيعت خلال البث المبكر لقناة الحرة بين البرامج شعارات تقول "أنت تفكر.. أنت تطمح.. أنت تختار.. أنت تعبر.. أنت حر.. الحرة كما أنت." وعمل بعض مذيعيها من قبل في قنوات فضائية عربية أخرى. والقناة هي أحدث مبادرة أمريكية لتحسين صورة الولايات المتحدة في منطقة تقول واشنطن انها تريد تشجيع الحرية والديمقراطية بها. لكن الكثيرين يقولون ان المشكلة الاساسية في صورة الولايات المتحدة تكمن في سياستها لا في تقديم الصورة. قال عبد المنعم سعيد مدير مركز الدراسات السياسية والاستراتيجية بالاهرام "هناك مشكلة في مصداقية الولايات المتحدة. وستواجه هذه القناة تلك المشكلة من اللحظة الاولى ذلك لانها تقوم بتغطية تصرفات أمريكية غير مقبولة أساسا." لكنه استطرد قائلا انه من السابق لاوانه الحكم على مدى استقلالية القناة وان قال ان راديو صوت أمريكا الذي تدعمه الولايات المتحدة لم يبن أبدا قاعدة مستمعين كبيرة في الشرق الاوسط حيث ينظر اليه على أنه ينقل جدول أعمال أمريكيا. وأضاف انه ينظر الى راديو هيئة الاذاعة البريطانية الذي تموله الدولة في بريطانيا على أنه أكثر استقلالية وأرسى قاعدة مستمعين في الشرق الاوسط رغم أن السياسة البريطانية ودورها في حرب العراق تعرضت لانتقاد كذلك في المنطقة. وفي الجزائر قال مدير صحيفة الوطن اليومية ان قناة الحرة يمكنها مساعدة الولايات المتحدة. وتابع قائلا "اذا كان محتوى القناة جيدا ومحترفا وليس مجرد مادة دعائية فيمكنها تحسين صورتها (الولايات المتحدة)." وسيشرف على قناة الحرة مجلس أمناء البث وهي هيئة تشرف على البث الدولي غير العسكري الذي تدعمه الولايات المتحدة. وقال المجلس في بيان على موقعه على شبكة الانترنت ان الحرة ستكون مثالا للاعلام الامريكي الحر. لكن عبد الوهاب بدرخان نائب رئيس صحيفة الحياة التي تصدر بالعربية في لندن "اذا كانت لديها (القناة) أي استثناءات (في التغطية الاخبارية الحرة) سيلاحظ العرب هذا بسرعة ولن يكون هذا موضع ترحيب لان المجتمع العربي مشكل الان في فئات معروفة وهناك قسم كبير من هذا المجتمع يمكن تصنيفه بالاسلامي."
القاهرة (رويترز) -
تمت طباعة الخبر في: الجمعة, 10-مايو-2024 الساعة: 04:52 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almotamar.net/news/6589.htm