طاهر نعمان المقرمي* -
غزّة العِزّة !
كيف أتريقُ هذا الصباح فُطوري

ومشاهدُ أرزاءَ غزة تجُترها القنوات

و ِتغصُ حلقي و الِحسّ والخفقات !

كيف سأمضغُ هذا الطعامُ والجنازيُر تمضغ أطفالها ؟؟

المشاهدُ تصفعني

وتنبئ ُ ان الطريقَ

يبتلعُ العابرون

والبيوتُ من القصف تبتلعُ النائمين

والموت يجتثُ أجسادهمُ والحياة
ومثليّ يغتص ُقبرٌ بطفلٍ

وقفتَ على فمهِ رضعةٌ لم تكتملِ بعدُ

ضحكةٌ لم تكتمل ِبعدُ

الطفل يرقدُ بين ذراعيّ أمه

هامدان !

أمهُ مثلهُ لم يتاحَ لها أن تودعهُ أو تودع دنيتها

وبقية اولادها والبنات

قبل حلولِ المنام الأخير!

لم تكن تعلمُ ان هذا المنام ..الأخير!

بعده لا صباح !

المشاهد تصفعني تذكرني خيبتي وإدماننا الذل َ والأزمات !

وتكبر ُ غصتنا

تجمح في الصدر

تعجز ان تروضها القوافي أو أبلغ ُ الكلمات

أيها السائرون وقوفاً بنفيس المكان !!

إلى ما سننتظر المعجزات؟؟

والنخوة العربية فرت من بين أظهرنا

لتأتي مقذعةكملحٍٍ بجرح

نصرها يجئ بعض الدقيق وبعض الدواء

وبعض الهبّات!

ونغمض أعيننا من فرط ِوهج السؤال:

أيردع ُ المعتدين الهبات؟؟

أيوجد ثمة شبهٍ بين لحم همبرجرٍ

وطفل شوته نار الأباتشي بغزة؟؟!

هزائمنا لا تجئ فرادى

هزائمُ ملأ الصدور

هزائمُ ملأ البيوت وملأ أوطاننا السادرات

فمن أين نهربُ ؟؟

إلى أين نهربُ ؟؟

مل ّ التقوقع ُ منا وهاجَ السبات!!

أسأل هذا النحيب الذي يجلد حسي ّ

بأصوات فتيات غزة

وأطفال غزة وتهويمة الامهات

أين نهرب من قدر ِ كخيبتنا العربية؟؟

بجلد المشاعر امام التلفاز ِ اكثر؟؟

بدعاء العواجيز؟؟

بالبكاء؟؟

أو الإنكفاء ؟؟

كعادتنا!

أم الدم حلٌ

لينسج وهجَ طريق الحياة؟؟

أسمع صوت الثكالى

وبكاء أطفال في المحرقة

وأصوات علوية

كمراسم ملائكة الشهداء

يرفل فيّ

ويعلو من قعر أحزاننا نداء بعيد

كصوت صلاة

إذا أحلكت أفاقِكم بالخطوب

و ادلهمتِِ الظلمات

بفئة قليلة (صدقوا ما عاهدو..)

إن فجر ربك آت

إن نصر ربك آت.

ــــــــــــــــــــــــ

* قاص شاب مقيم بالسعودية.
عضو نادي القصة اليمني
عشرات النصوص المنشورة بالصحف اليمنية وصفحاتها الثقافية

تمت طباعة الخبر في: الإثنين, 13-مايو-2024 الساعة: 12:34 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almotamar.net/news/66259.htm