المؤتمر نت -
امين الوائلي -
‮"‬اسأل‮ ‬عن‮ ‬القيادة‮".!‬ تفكيك‮ (جبل‮ ‬الثلج‮).. ‬تأمين‮ ‬العبور
‮"‬اسأل‮ ‬عن‮ ‬القيادة‮"..!‬
الارتقاء‮ ‬فوق‮ ‬الشدائد‮ ‬والإفلات‮ ‬من‮ ‬بين‮ ‬أظافرها‮ ‬
خصوصية‮ ‬يمنية‮ ‬لا‮ ‬يريد‮ ‬البعض‮ ‬الاحتفاء‮ ‬بها‮!‬

‮ ‬كثيرون‮ ‬سوف‮ ‬يجدون‮ ‬صعوبة‮ ‬في‮ ‬تقبل‮ ‬الفكرة‮ ‬والقلة‮ ‬من‮ ‬هؤلاء‮ ‬يغالبون‮ ‬النعاس،‮ ‬ويحاولون‮ »‬تفهم‮« ‬الفكرة‮: ‬ماذا،‮ ‬ولماذا،‮ ‬وكيف‮ ‬حدث‮ ‬هذا؟

< بين التقبل على استحياء والرفض عن غير دراية، هناك منطقة وسط هي التي سوف تستقطب اليها الفئة الثالثة من الناس.. الذين لديهم الاستعداد والقابلية لممارسة التفكير بهدوء، والقراءة بتمعن، والترجيح.. على ضوء حسابات الربح والخسارة.. إنما من زاوية المجتمع الكبير والوطن‮ ‬بكامله‮ ‬وليس‮ ‬من‮ ‬زوايا‮ ‬الجماعات‮ ‬الجزئية‮ ‬الصغيرة‮ ‬أو‮ ‬المجموعات‮ ‬المايكروبية‮ ‬الأصغر‮ ‬ضمن‮ ‬الجسم‮ ‬الوطني‮ ‬والحالة‮ ‬اليمنية‮ ‬بعمومها‮.‬

‮ ‬عبور‮ ‬آمن

< القضية الآن.. وهنا، بتركيز وموضوعية ، ليست (مَن الرابح ومن الخاسر )، فالنظر الى الأمور من هذه الشرفة الضيقة يعزل الرائي او الناظر عن أجزاء كبيرة وتفاصيل كثيرة لا يمكنه الإلمام بها أو الاطلاع عليها، على أنها في الأصل والمرتبة هي الأهم، وهي الحاسمة في اتخاذ‮ ‬القرار‮ ‬الاخير‮ ‬والموقف‮ ‬النهائي‮ ‬الذي‮ ‬أذاب‮ ‬جبل‮ ‬الثلج‮ ‬وأخمد‮ ‬كرة‮ ‬النار‮ ‬في‮ ‬تحول‮ ‬دراماتيكي‮ ‬يثير‮ ‬الدهشة‮ ‬والغموض‮ ‬المهادن،‮ ‬بقدر‮ ‬ما‮ ‬يثير‮ ‬من‮ ‬الرضى‮ ‬والإعجاب‮ ‬المتحفظ‮!‬

< يكفي أن نفكر بأنَّ الأفرقاء استعادوا زمام المبادرة من أيدي المجهول الذي كنا نتوجس غموضه ونتحسس بأقدامنا جمر دروبه.. وأشواكاً لما تزل تتربص بأقدام السائرين دون استثناء، لكي نشعر بقليل من الاطمئنان الى كفاءتنا الوطنية والسياسية المقترنة بالظروف الصعبة والأحوال‮ ‬الاستثنائية‮ ‬الضاغطة‮ ‬والتي‮ ‬توفر‮ ‬محكاً‮ ‬صعباً‮ ‬وحقيقياً‮ ‬لاختبار‮ ‬براعة‮ ‬القيادة‮.. ‬وامتحان‮ ‬المقدرة‮ ‬القيادية‮ ‬الفذة‮ ‬في‮ ‬صناعة‮ ‬قرار‮ ‬تاريخي‮ ‬يكون‮ ‬بمثابة‮ ‬الجسر‮ ‬الآمن‮ ‬للعبور‮ ‬الى‮ ‬قلوب‮ ‬الجماهير‮ ‬وذاكرة‮ ‬التاريخ‮..‬

اسأل‮ ‬عن‮ (‬القيادة‮)

< أن تجيد اللعب فهذا أمر يستحق لأجله التصفيق، ولكن أن تجيد اللعب والحفاظ على الأرباح والمكاسب التي تحققها في الوقت ذاته، فهذا هو النوع المحبب الى قلب التاريخ.. والمفضل لدى الذاكرة الشعبية او الجمهور الوطني

‮* ‬والمكاسب‮ ‬في‮ ‬مثل‮ ‬هذه‮ ‬الامور‮ ‬او‮ ‬الحالات‮ ‬التي‮ ‬نناقشها‮ ‬ليست‮ ‬شخصية‮ ‬محضة‮ ‬أو‮ ‬ذاتية‮ ‬مجردة،‮ ‬ولكنها‮ ‬أرباح‮ ‬ومكاسب‮ ‬تضاف‮ ‬في‮ ‬رصيد‮ ‬الجماعة‮ ‬والوطن‮ ‬ولصالحهما‮ ‬بالضرورة‮.‬
مع‮ ‬الاعتراف‮ ‬اللازم‮ ‬بأنَّ‮ ‬صانع‮ ‬القرار‮ ‬الممسك‮ ‬بدفة‮ ‬القيادة‮ ‬والمعني‮ ‬بتأميم‮ ‬الملاحة‮ ‬وسط‮ ‬محيط‮ ‬من‮ ‬الأمواج‮ ‬والعواصف‮ ‬العاتية،‮ ‬سوف‮ ‬يكسب‮ ‬ايضاً‮ ‬ويتضاعف‮ ‬رصيده‮ ‬في‮ ‬بنك‮ ‬الذاكرة‮ ‬وقلوب‮ ‬الناس‮ ‬وعقولهم‮.

< هذه - ببساطة شديدة - هي عبقرية القيادة، وهي الرهان الرابح.. الذي عوَّلنا - كيمنيين بالمقام الأول - ونعوَّل عليه باستمرار وبإلحاح، لتأميم خطوط ملاحة آمنة لبلادنا وشعبنا، في ظروف شديدة الوعورة والخطورة، تحيط بسفينة الوطن من جهات عدة

< وكانت القيادة ، المعجونة بخميرة الحكمة، والمجبولة - طبعاً وتطبعاً مع السنوات والعقود - علي تحويل التاريخ الى رصيد متراكم في المستقبل.. والارتقاء فوق الشدائد والتحديات لتجاوز محطاتها والنفاذ من بين أظافرها.. وضمان توجيه الدفة في الاتجاه الصحيح والى الأمام،‮ ‬كانت‮ ‬تلك‮ ‬القيادة‮ ‬هي‮ ‬المكسب‮ ‬الكبير‮ ‬وهي‮ ‬الضمانة‮ ‬المرجوة‮ ‬والمعتمدة‮ ‬في‮ ‬بنك‮ ‬الثقة‮ ‬وعند‮ ‬عامة‮ ‬الناس‮ ‬قبل‮ ‬الخاصة‮ ‬منهم‮.‬
‮ ‬خصوصية‮.. ‬بنكهة‮ ‬اليمن

الخصوصية اليمنية التي لا يريد البعض الاحتفاء بها، هي هذه، فليست هناك في اليمن أزمة بلا حل، ولا خلاف بلا ضمانة تضع له حداً وآخر في الوقت المناسب وفي المكان الملائم تماماً من درب السير

‮* ‬بل‮ ‬وليست‮ ‬لدينا‮ ‬تلك‮ ‬التحفظات‮ ‬او‮ ‬الاعتبارات‮ ‬المحرضة‮ ‬على‮ ‬مزيد‮ ‬من‮ ‬التكسرات‮ ‬في‮ ‬جدار‮ ‬التوافق‮ ‬الوطني‮ ‬والمؤدية‮ ‬الى‮ ‬تخندقات‮ ‬باتة‮ ‬ونهائية‮ ‬بين‮ ‬أطراف‮ ‬متواجهة‮ ‬في‮ ‬السياسة‮ ‬وعلى‮ ‬الأرض‮.‬
< ذلك لأن القيادة ظلت ممسكة بزمام المبادرة ولم تتخلَ عن هوايتها القديرة في اصطناع الموقع والموقف المناسب لها كقاسم مشترك ومرجعية أخيرة تستوعب خلافات المختلفين وتصوغ منها هيئة وضمانة جديرة للائتلاف والوفاق

‮* ‬حدث‮ ‬شيء‮ ‬مهم،‮ ‬وحدث‮ ‬انفراج‮ ‬يضاف‮ ‬الى‮ ‬رصيد‮ ‬تجربتنا‮ ‬الوطنية‮ ‬وسلوكنا‮ ‬الديمقراطي‮ ‬والسجال‮ ‬السياسي‮ ‬الممنوع‮ ‬من‮ ‬الفلتان‮.

وحدث‮ - ‬أخيراً‮ - ‬ما‮ ‬يجعل‮ ‬من‮ ‬الحالة‮ ‬اليمنية‮ ‬أنموذجاً‮ ‬في‮ ‬هضم‮ ‬مشاق‮ ‬وتحديات‮ ‬النشوء‮ ‬الديمقراطي،‮ ‬والتحصن‮ ‬ضد‮ ‬عوامل‮ ‬التوهان‮ ‬او‮ ‬الخذلان‮.. ‬ودائماً‮: ‬هناك‮ ‬حكمة‮ ‬بنكهة‮ ‬اليمن‮..!

تمت طباعة الخبر في: الإثنين, 17-يونيو-2024 الساعة: 03:38 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almotamar.net/news/67922.htm