المؤتمر نت -
دكتور: علي مطهر العثربي -
سابقة خطيرة
إن الضعف والوهن الذي أصاب الأمة العربية والإسلامية جعلها فريسة سهلة سنهش عظامها العدو دون رادع أو وازع ، وإن الشتات والتبعية التي تعيشها الأمة سهل على العدو الانفراد بأجزائها واحداً بعد الأخر ، فقد تمكن العدو من الانفراد بالعراق الذي حاول أن ينهض ويرفع رأسه أمام العالم وأن يقول لا ، فحطم العدو رأسه دون أن يقدر أحد من أبناء هذه الأمة على تحريك ساكناً ، فنهب الخيرات وانتهك الحرمات ، وهاهو يحاول الخروج منه بعد أن أنهك قواه ونهب ثرواته والعرب يعبثون في خلافات بيزنطية وأوهام عدوانية ،

وهذه فلسطين يعربد فيها الكيان العنصري الإرهابي الصهيوني دون رادع من ضمير إنساني والعرب والمسلمون يتبادلون التهم ويسومون أنفسهم سوء العذاب ،

وهذا السودان بدأ العدو برأس دولته ودفع بما يسمى بمحكمة الجنايات الدولية لإصدار مذكرة إتهام بحق زعيم عربي مسلم رفض الخضوع والخنوع وأراد لبلاده أن تحقق الاكتفاء الذاتي في مختلف المجالات ، تحت مبررات لا يقبلها العقل السوي الذي يدرك أن هذه المحكمة لا تحقق العدل كما يزعم القائمون عليها ، ولو كانت كذلك لما حدثت الإبادة الجماعية في فلسطين منذ أمد بعيد ، وآخرها مذابح عزة على مرأى ومسمع من العالم بأسره ولم تحرك هذه المحكمة ساكناً بل ولا تقبل من يتحرك في هذا الاتجاه للمطالبة بمحاكمة حكام العدو الصهيوني كمجرمي حرب .

إن محكمة الجنايات الدولية قد بنت حيثياتها في إصدار المذكرة المزعومة على مبررات شكلية وليست موضوعية على الإطلاق ،فلو اعتبر المجتمع الدولي أن حيثيات تلك المحكمة موضوعية في قضية السودان لأصبحت دول العالم في مهب الريح ، وكل قطر ستقوم فيه حركات انقلابية وتمرد لا يستطيع الحكام الشرعيون صدهم أو منع عدوانهم على شعوبهم ، وبذلك يصبح العالم في حالة من الفوضى تنعدم فيه الشرعية ويختلط الحابل بالنابل ، وتصبح الشرعية بيد القطب الواحد المسيطر على العلاقات الدولية ( الولايات المتحدة الأمريكية حالياً)
ولو كانت هذه المحكمة كما تدعي تحقق العدالة لما حدثت المذابح في صبر وشاتيلا ودير ياسين وغزة في فلسطين ، ولكن هذه المحكمة سيف بيد الولايات المتحدة الأمريكية تسلطه على كل من يقول لها لا وكل من يسعى إلى تحقيق اكتفاء ذاتي ويستغني عن احتياجه للولايات المتحدة الأمريكية .

إن العالم بأسره في ظل هذا الوضع في خطر عظيم يحتاج إلى إحداث التوازن ومنع سيطرة القطب الواحد ، وعلى العرب والمسلمين بدرجة أساسية أن يدركوا أن السكوت على مثل هذه التصرفات العدوانية سيقودهم واحداً تلو الآخر إلى شراك الشيطان إذا لم يستفد العرب من أدوات الضغط التي بأيديهم لمنع مثل هذه القرارات المجحفة في حق السودان ،
وأنا على يقين إن أحسن العرب إدارة الأزمة واستخدموا أدوات الضغط أنهم سيحققون نصراً ويمنعون هذا القرار الجائر ويستصدرون قراراً بمحاكمة الكيان العنصري الصهيوني كمجرمي حرب وبشكل عاجل ، وإذا لم يتمكن العرب من الاستفادة مما بأيديهم من أدوات الضغط في الوقت الراهن فإنها قد لا تقوم لهم قائمة بعد اليوم .
تمت طباعة الخبر في: الأربعاء, 27-نوفمبر-2024 الساعة: 09:35 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almotamar.net/news/68101.htm