هذه المرة .. الصحفيون في المحك!! ربما لكثرة ما دار من جدل حول نقاط الضعف أو الفشل مع جدل أقل حول نقاط النجاح .. لم يتمكن الصحفيون من تقييم عادل وموضوعي لأداء نقابتهم خلال السنوات الماضية .. ومثلها في دورات أسبق . ولا يتأكد حتى الآن أمام معظمهم الوصول إلى المؤتمر العام الجديد بعد أيام أن رؤية موحدة في صالح المهنة وقضاياها لا أكثر ، يمكن الرهان على توافرها وبالتالي فإن الخشية من تكرار المشهد بالسياقات والتداعيات نفسها سيبقى هو الجديد القديم . على أن تبديد جزء معقول من هذه الضبابية يبقى مرهوناً بالتوقف المسئول أمام مشروعات قانونية طالما قالوا عن عدم صلاحية وفاعلية بعضها وطالبوا بوجود البعض الآخر وطالما أيضاً كانت المشجب الذي علقت عليه النقابة في فتراتها المنصرمة إخفاقاتها وضعفها . أنا أتحدث عن مشروعات سوف يقول فيها الصحفيون رأيهم مباشرة " النظام الداخلي " و ميثاق الشرف الصحفي ، وهنا يجوز لي أن أسأل : هل يستطيع الصحفيون إنجاز هذه الموضوعات التي هي – في تقديري – أكثر أهمية في إنجازها من مسألة إنجاز مجلس نقابة جديد ، وسط منافسة غير مهنية في آخر المطاف ؟!. لعل هذا السؤال يحدد الوضعية القادمة لأداء النقابة وهو ما يجب أن تنتبه إليه الأسرة الصحفية .. أما كيف ذلك ؟! فإن الصحفيين إذا ما نجحوا في التوصل إلى صياغات قانونية تنظم أداء نقابتهم بالصورة التي تخدم المطالب المهنية للمهنة ، فإنهم لن يتركوا مجالاً لقيادات المرحلة القادمة في التراجع أو التعذر عن تحمل مسئولياتهم أمام قضايا مهنية كان حظها في وقت مضى التجاهل والإهمال والتحذلق الحزبي السياسي . ثم أن هذه القيادة الجديدة المرتقبة سوف تجد نفسها أمام محك اختبار القدرة على الانصراف نحو قضايا أكثر جوهرية في واقع الصحافة والصحفيين .. ولن يكون في مقدورها التعذر بمشكلات وقضايا مؤجلة ومرحلة ، مثلما جرى في مراحل سابقة . |