المؤتمر نت -

المؤتمرنت -
الخلافات العربية تخيم على قمة الدوحة
يتفق الزعماء العرب المجتمعون يومي الاثنين والثلاثاء الاسبوع الجاري في اجتماع القمة العربية في الدوحة على ادانة امر اعتقال الرئيس السوداني عمر البشير. الا انهم، وفيما عدا ذلك، يبدو انهم لا يتفقون سوى على القليل، .

ويبدو ان نتائج القمة العربية في الدوحة ستكون اقل بكثير مما امله البعض على صعيد تحقيق المصالحات العربية التي يمكن ان توحد الصفوف في مواجهة تحديات اقليمية كبرى


وقد تصاعدت الخلافات في الاسابيع الاخيرة بين الدول العربية، والتي يرمز اليها غياب الرئيس المصري حسني مبارك زعيم اكبر بلد عربي، والذي يمكن القول انه اكبر البلدان العربية ذات الوزن السياسي، والتي تتطلع تقليديا الى لعب دور الوسيط الاقليمي


وينظر الى تفاهم استراتيجي قوي بين البلدان العربية باعتباره امرا مهما في اللحظة الراهنة، في مواجهة قضيتين على جانب كبير من الاهمية على الاقل


الاولى هي الحكومة اليمينية الجديدة المتوقع تشكيلها في اسرائيل والتي يعد التزامها للفرضية المتوافق عليها لاحلال السلام مع الفلسطينيين- دولتان تعيشان جنبا الى جنب - محل شك.

القضية الثانية هي الدور الايراني في المنطقة والذي تخشى السعودية وعدد من الدول العربية المحافظة الاخرى من انه قد يقوى عن طريق الحوار الذي قال الرئيس الامريكي باراك اوباما انه يرغب في اجرائه مع طهران


وقد شهدت الاسابيع التي سبقت القمة سلسلة من التحركات التي هدفت الى التغلب على الخلاقات بين الدول العربية.

وقد تحقق بعض التقدم، الا ان غياب لاعب اساسي في وزن الرئيس المصري حسني مبارك - والذي اوفد وزير الشئون القانونية والبرلمانية، مفيد شهاب نيابة عنه - اوضح بجلاء ان الطريق ما زال طويلا لطي صفحة هذه الخلافات


الانقسام الرئيسي بين مجموعة الدول التي تصنف فيا يسمى معسكر الاعتدال، والتي يقول عنها خصومها، انها تدور في فلك الولايات المتحدة وهي بالاساس مصر والسعودية والاردن وغيرها، ومجموعة الدول التي يطلق عليها دول الممانعة والتي تتحالف مع ايران وهي سوريا وقطر وبعض الدول الاخرى


وشهدت العلاقات بين سوريا، التي لا تخفي تحالفها الاستراتيجي مع ايران، تحسنا ملموسا مع السعودية في الاونة الاخيرة وتحسنا اقل مع مصر.

الا انها رفضت فك تحالفها مع ايران وما زال الانقسام قائما.

مشكلات فلسطينية

وتوضح نفس القضية، الى حد كبير، خلاف مصر مع قطر ومقاطعة مبارك لقمة الدوحة.

فقد هاجمت قطر وقناة الجزيرة المملوكة لها مصر بشدة بانتقادها لدور مصر خلال الهجوم الاسرائيلي الاخير على غزة، اضافة الى تأييد قطر لحركة حماس الاسلامية في مفاوضات المصالحة الفلسطينية.

كما تحدت قطر بشكل مضمر الدور الدبلوماسي لمصر عن طريق رعايتها لعدد من خطوات التسوية في كل من اليمن ولبنان ودارفور، حيث حققت نجاحا جديرا بالاعتبار.

ويمكن لقمة الدوحة التي تهدف الى معالجة الانقسام العربي ان يكون لها تأثير مفيد جدا في عدد من المجالات المهمة.

فأحد العوامل التي تعيق التقدم لاحلال السلام بين اسرائيل والفلسطينيين هو الخلاف الحاد بين السلطة الفلسطينية التي يتزعهما الرئيس محمود عباس وبين حركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة.

وقد اخفقت جهود مصر المضنية في رعاية ملف المصالحة بين الفلسطينيين وسط اتهامات بتدخل ايران وحلفائها الاقليميين وتشجيعهم حماس على التعنت في المفاوضات.

اهمية الاتفاق

ويعتقد انه اذا ساد الانسجام علاقات كل الدول العربية الرئيسية فان انجاز المصالحة الفلسطينية سيسهل تحقيقه.

كما يتوقع ان يسهم تفاهم عربي في تخفيف التوترات التي تسود الساحة السياسية في لبنان، الذي يعتبر لعقود مسرحا لصراعات اقليمية.

وعلى الرغم من الخلافات فهناك بعض القضايا التي يمكن للقادة العرب ان يتفقوا عليها.

فقد اتخذوا موقفا قويا بالفعل في رفض امر اعتقال الرئيس السوداني عمر البشير الصادر من قبل المحكمة الجنائية الدولية. ومن المتوقع ان تقر القمة هذا الموقف.

ومن المتوقع ايضا ان تشهد القمة اتفاقا واسعا على ان تظل مباردة السلام العربية، التي اعلنت في عام 2002، مطروحة مع تحذير انها لن تظل مطروحة للابد.

وتتضمن المبادرة التي طرحها السعوديون في قمة بيروت العربية اعترافا عربيا باسرائيل واقامة علاقات طبيعية معها مقابل انسحاب الاسرائيليين من الاراضي التي احتلوها عام 1967.


*نقلا عن بي بي سي
تمت طباعة الخبر في: الجمعة, 27-ديسمبر-2024 الساعة: 10:52 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almotamar.net/news/68805.htm