بصرف النظر عن أية معايير فقد انتصرت المهنة اليوم. دفعة من الدماء الجديدة المفعمة بالحيوية والشباب انطلقت نحو قيادة أهم مؤسسة من مؤسسات المجتمع المدني ، واثبت الصحفيون أنهم الأقدر على صناعة التغيير وتوجيه رياحه نحو ما يخدم حرية الكلمة وألف الحرف . خلال (4) أيام من شد الأعصاب وحرقها وكان لكل ذلك مذاق الفاكهة وحلاوة الشهد ، فما كان أرباب الحرف يخطون مستقبل المهنة في بلد خطى في درب الديمقراطية بثقة وثبات . ستقول بعض الأحزاب –وهذه اللغة الخادشة قد بدأت –أنها حققت فوزاً في هذا السباق ، ولكن في الواقع فإن نتائج انتخاب قيادة نقابة الصحفيين لا تدل على أن الأحزاب كانت حاضرة بتأثيراتها .لقد ضرب الصحفيون عرض الحائط بكل المعايير الحزبية والتزموا فقط لدواعي المهنة والزمالة ونسوا في لحظة كل أحزابهم مندفعين بالوجدان المهني نحو صناديق لم تلوثها الأحزاب . ولكن على نحو لافت كان لعودة الحرس القديم الذين كادوا أن يفقدوا هذه المؤسسة عافيتها بعد أن جدعوا انفها ما يدعو إلي التساؤل عن سر التشبث بأسمال لم تعد تقوى على شيء . |