مسلمو هولندا: الصمت أقوى رد على فيلدرز دعا مسلمو هولندا إلى تجاهل مساعي النائب الهولندي اليميني المتطرف، جيرت فيلدرز، لإنتاج فيلم جديد يهاجم الإسلام تحت عنوان "أسلمة الغرب"، وشددوا على أن فيلدرز يريد إثارة ضجة جديدة لاستمالة أصوات اليمين في الانتخابات العامة المقررة العام المقبل. ورأت قيادات بارزة بالأقلية المسلمة في تصريحات خاصة لـ"إسلام أون لاين.نت" أن عدم الرد على الإساءة المرتقبة من قبل زعيم حزب الحرية (صاحب فيلم فتنة المسيء للإسلام) هي الحل الأمثل لإفشال مخططه. وقال إدريس البوجوفي منسق شئون المسلمين لدى الحكومة الهولندية: "كشف لنا فيلم فتنة، الذي بثه فيلدرز على الإنترنت عام 2008، أن المسلمين نجحوا في إفشال خطته بعدم الرد عليه وتركه للقضاء يتعامل معه بما يراه مناسبا". وحول دوافع فيلدرز للحديث عن فيلم جديد "مسيء" قبل نحو عام من إنجازه، قال البوجوفي، ذو الأصول المغربية: من الواضح أنه يريد أن يستغل هذا الفيلم كورقة في الانتخابات العامة المقبلة، ويريد أن يكون حاضرا على الساحة وقت الانتخابات من خلال ضجة جديدة؛ لينال أكثر ما يمكن من أصوات اليمن". وأردف قائلا: "وتأتي هذه الأصوات كلها عن طريق التخويف من الإسلام (الإسلاموفوبيا)، وهي الخطة التي ينتهجها فيلدرز مع كل انتخابات". وأعلن فيلدرز الخميس 16-4-2009 أنه يعتزم إنتاج فيلم جديد يحمل اسم "أسلمة الغرب"، يعد متابعة لفيلمه "فتنة" المسيء للقرآن؛ للتحذير مما زعم أنه التهديد الذي يمثله الإسلام على حرية التعبير، والتأثير الذي أحدثته "الأسلمة" على أوروبا والولايات المتحدة، متوقعا الانتهاء منه قبل نهاية عام 2010، بحسب صحيفة "ديلي تليجراف" البريطانية. وأضاف أن الفيلم الجديد لن يكون نسخة من "فتنة"، ولكنه سيتخذ موقفا أكثر حدة من الدول الإسلامية. تمويل أمريكي أوروبي وفيما يتعلق بإنتاج الفيلم، قال النائب الهولندي إنه قد يحصل على تمويل من الولايات المتحدة وأوروبا، مشير إلى أنه تلقى بالفعل عروضا بالمساندة من أشخاص في مجال صناعة السينما والأفلام الوثائقية. وفي مارس 2008 بث فيلدرز على الإنترنت فيلمه "فتنة" الذي زعم فيه على مدار 15 دقيقة أن القرآن الكريم يحض على قتل اليهود دون أسباب، وانتقد ما وصفه بمحاولة "أسلمة هولندا وأوروبا". واعتبر أن القرآن الكريم هو عبارة عن "رخصة للقتل"؛ ما أثار غضبا كبيرا بين المسلمين عامة، ومسلمي هولندا بشكل خاص، واتخذت الحكومة الهولندية موقفا مناهضا للفيلم، لكن الفيلم لم يتسبب في ردود فعل عنيفة واسعة النطاق، مثلما حدث مع أزمة الرسوم الدنماركية المسيئة للرسول محمد صلى الله عليه وسلم. ومتفقا مع ما ذهب إليه البوجوفي، شدد محمد رباع رئيس جمعية "دولة واحدة.. مجتمع واحد"، وهي منظمة أهلية، على أن فيلدرز يتبنى أجندة سياسية يريد أن ينفذها "انطلاقا من العداء للإسلام والمسلمين". غير أنه رأى أن "المشكلة ليست مع فيلدرز، ولكن يجب التواصل مع القاعدة الانتخابية التي يتوجه إليها". وأوضح قائلا: "دورنا أن نزور الأرياف والمدن التي يستهدفها فيلدرز بحملته العدائية، وأن نجسد لهم الصورة الصحيحة للإسلام". واعتبر الرباع أن "المشكلة حاليا هي أن عددا من الأحزاب اليمينية الأخرى غيّر من أجندته تمشيا مع خطة فيلدرز حتى يستعيدوا قواعدهم الانتخابية"، موضحا أن "خطة الأحزاب اليمينية واليسارية لم تعد تخلو من مصطلحات مثل الأسلمة والرادكالية". الصمت والتجاهل وفي اتصالات هاتفية أجراها مراسل "إسلام أون لاين.نت" مع عدد من القادة المسلمين في هولندا، فضل أغلبهم عدم إعطاء قيمة لمخطط فيلدرز من خلال "الصمت والتجاهل"، معربين عن عدم استغرابهم من مثل هذه السلوكيات من جانب "رجل عرف بمناهضته للإسلام والمسلمين". وقال أحدهم: إن "الحديث في هذا الموضوع مضيعة للوقت"، في حين اعتبر آخر أنه "علينا أن نضع أجندتنا بعيدا عن فيلدرز ومجموعته"، وعلق ثالث بأن "الصمت هو أقوى رد على خطوة فيلدرز المقبلة لا تنجح أجندته الانتخابية". ويفيد استطلاع حديث أجراه مركز "موريس دي هوند" لقياسات الرأي العام بأن حزب فيلدرز (الحرية) يتقدم على الحزب المسيحي الديمقراطي وحزب العمل، اللذين يكونّان الائتلاف الحاكم حاليا. وأظهر الاستطلاع أنه إذا أجريت الانتخابات العامة الآن، فإن فيلدرز سيفوز بـ 27 مقعدا برلمانيا، مقابل 23 مقعدا للحزب المسيحي و20 لحزب العمل. وفي أواخر عام 2008، قضت محكمة أمستردام، بأن فيلدرز يجب أن يُلاحَق قضائيًّا بتهمة التمييز والحثِّ على الكراهية، واعتبرت فيلم "فتنة"، دليل اتهام ضده، إلى جانب تصريحات أخرى له مسيئة للإسلام. وقبل نحو شهرين مُُنع فيلدرز من دخول بريطانيا، بعد وصوله مطار هيثرو، بدعوة من عضو في مجلس الشيوخ، لحضور عرض خاص لفيلم "فتنة"، وبررت الجهات البريطانية التي اتخذت القرار ذلك بأن وجوده في البلاد يشكل تهديداً للنظام العام، غير أن الولايات المتحدة وإيطاليا والدنمارك استقبلته بحفاوة. |