ألعاب المحمول تؤنس حياة 100 مليون شخص في 2006 تشير التّقديرات إلى أنّ أكثر من 100 مليون شخص سيقبلون على الألعاب الإلكترونية الموجودة على الهواتف النّقّالة خلال العام 2006 مع قيام شركات بريطانيّة من أمثال «آيدياووركز 3د» بتطوير تقنية تسمح للاّعبين في كلّ أنحاء العالم بالاتّصال بالشّبكة. على أثر إطلاق شركة نوكيا هاتفها اليدوي الجديد «إن ـ كيج» الذي يجمع بين لوحة الألعاب الإلكترونية والهاتف النّقّال- تعاظم الاهتمام بألعاب الهاتف النّقّال في سابقة لا مثيل لها. وما هذا النّجاح الضّخم الذي حصدته الألعاب الإلكترونية مثل لعبة «ايف» الموصولة بالشّبكة إلاً دلالةً على مستقبل الألعاب التّفاعليّة. ولكن بدل استعمال الحاسوب المنزلي بات الهاتف النّقّال الموصول بالشّبكة رمز التّحدّي الجديد للاّعبين. ويشبه اللّعب على الهاتف النّقّال في نواحٍ عدّة الّلعب على لوحة الألعاب الإلكترونية أو على الحاسوب لكنّ تطوير الألعاب على الهاتف النّقّال انطوى على صعوبة أكبر من تطويرها على لوحة الألعاب الإلكترونية وذلك بسبب تعقيد عمليّة وصل الهاتف النّقّال بالشّبكة وبسبب الافتقار إلى منصّة صناعيّة معياريّة. أمّا الفوائد الكثيرة لألعاب الهاتف النّقّال فتتمثّل في سهولة حمل الهاتف اليدوي والولوج السّريع إلى ألعاب «جافا» انطلاقاً من الهاتف الموصول بالشّبكة. يقول في هذا الصّدد ستيفان ويلكي، مدير التّسويق في شركة «غايملوفت» وهي فرع من شركة «يوبيسوفت» في المملكة المتّحدة - التي طورّت ألعاباً كثيرة مثل «سبلينتر سل» و«لا يستغرق الأمر عادةً أكثر من نصف دقيقة لإنهاء عمليّة التّحميل وذلك بحسب الشّبكة المستعملّة». تسهّل هذه التقنية عمليّة اللّعب وتخفّف من تكاليف الوحدة أمام شركات تطوير البرامج إذ لا تحتاج الأخيرة إلى تقديم رزم من المنتجات أو إلى توزيعها إلى المتاجر. فألعاب «غايملوفت» مثل «أمير الفرس» يمكن تحميلها مباشرة من موقع الشّركة على الشبكة. ويتكبّد المتلقّي النّفقات المترتّبة عن اللّعبة لدى استلامه ثلاث رسائل قصيرة على هاتفه النقّال تكلّف عادةً ثلاثة جنيهات إسترلينية أي ما يوازي تقريباً ثمن فنجانين من قهوة الكابوتشينو في أحد المقاهي الرّاقية. ولأنّ المقهى هو المكان المثالي للاّعب للجلوس والتّسلّي بألعاب جافا التي يبلغ حجمها بشكل عام بضعة مئات من الكيلوبتّات، ولأنّ اللّعبة أصغر والهاتف النّقّال يحتاج إلى معامل ذات طاقة أدنى من لوحة الألعاب الإلكترونية أو من الكومبيوتر المنزلي، فقد كُيِّفت الألعاب وفقاً لهذا الواقع. «غير أنّها تبقى قريبة جدّاً جدّاً من النّسخة الأصليّة» بحسب ما يقول السّيّد ويلكي. ويرى الأخير أنّ سوق المملكة المتّحدة هي الأسرع من حيث النّمو بين الأسواق الأوروبية. وتقدّر ب51% نسبة الهواتف اليدويّة المحتملة على ألعاب جافا ومن الممكن أن يرتفع هذا الرّقم بنسبة 10% إضافيّة بحلول عام 2004. تأخذ شركة «آيدياووركس3د» المتخصّصة بتكنولوجيا الألعاب في المملكة المتّحدة الألعاب التي تتضمّنها لوحة الألعاب الإلكترونية وتكيّفها مع منصّات جديدة بما فيها هواتف «إن ـ جي». يعلّق مدير التّطوير في الشّركة فرايزر ويلسن بقوله «إنّنا نقلنا حتى الآن ثلث الألعاب الموجودة على قائمة الهاتف المذكور». وهو يعتقد بوجود فَرق كبير بين ألعاب جافا والألعاب التي طوّروها أو حوّلوها خصّيصاً لمنصّة «إن ـ جي». يقول في هذا الصّدد: «إنّ نوعيّة ألعاب «إن ـ جي» مذهلة حقّاً وهي مختلفة تمام الاختلاف عن ألعاب جافا. فالمطلوب منّا تحقيق الأداء الأقصى من البرامج الأصغر. هكذا فإنّ لوحة ألعاب من صنف «توم رايدر تتطلّب عمل 20 إلى 25 شخصاً لتطويرها ويستغرق تحويلها بضعة أشهر علماً بأنّنا نستطيع تحقيق ذلك بسرعة كبيرة وبكلفة متدنّية. وهكذا نبثّ حياة جديدة في منتج قديم». أمّا ألعاب هاتف «إن ـ جي» التي حوّلتها «آيدياووركس3د» فتضمّ لعبة المتزحلق المحترف «توني هوك؛س بروسيتر» وقد بيعت الألعاب كبطاقات ذاكرة بسعر 30-40 يورو (يشار إلى أنّ الألعاب التي حوّلتها الشرّكة إلى الهاتف الخلوي «إن ـ جي» هي أكبر بكثير من ألعاب جافا- نموذجياً، 8-16 ميغابايت). وهذا الفرق الهائل في السّعر والحجم بين ألعاب «إن ـ جي» وجافا يبرهن أنّ لا مجال لمقارنتهما على المستوى نفسه. منذ اللّحظة التي تحمَّل فيها ألعاب «إن ـ جي» تتوفّر مجموعة هائلة من الإمكانيات. وقد زوّدت «آيدياووركز3د» التكنولوجيا الأساسيّة لـ حلبة «إن ـ جي» - وهي عبارة عن منتدى يصل اللاّعبين ببعضهم بالشّبكة ويخوّلهم المشاركة في مباريات ومسابقات. يضيف ويلسن شارحاً: «إنّنا نركّز أيضاً على التّكنولوجيا اللاّسلكيّة ليتمكّن اللاّعبون من تحميل نصائح مفيدة ومقتطفات من داخل اللّعبة من دون عِقَد توصيل فيما هم يلعبون». يضيف: «من الألعاب اللاّسلكيّة المباريات والسّلالم التي تنطوي على منافسة. يمكنني الولوج إلى جدول منتسبين فتظهر أمامي لائحة بأسماء اللاّعبين الآخرين. ولأنّي جديد أبدأ في أسفل السّلّم. وإذا أنهيت مستويً ما في غضون دقيقة ووجدت أنّ أحدهم يلعب وبوسعه الوصول أيضاً في غضون 56 ثانية، أبدأ بمنافسته. فإذا فزت عليه أنال 25 نقطة وإذا خسرت أفقد 10 نقاط». ويظهر على الشّاشة صورة يمكن للاّعبين التّسابق معها وهي تمثّل الخصم. يقول ويلسن: «إذا فزت عليه يمكنني أن أرسل إليه رسالة ويكون أمامه فرصة ردّ التّحدّي. وحصل أن لعبنا مع أشخاص كثر في باتاغونيا وتمبوكتو. ولتبدأ المباراة!» ولا يستعمل هاتف «إن ـ جي» اليدوي الهاتف المحمول الموصول بالشّبكة في وصل اللاّعبين ببعضهم فحسب بل يستعمل أيضاً تكنولوجيا بلوتوث - وهي وصلة لاسلكيّة قصيرة المدى تصل الأدوات الإلكترونية في ما بينها. وتسمح هذه التّكنولوجيا للاّعبين على الهواتف النّقّالة القريبين من بعضهم اللّعب مع بعضهم أو ضدّ بعضهم. هكذا يكون بوسع أحد الأشخاص الذي يستقلّ القطار في رحلة تدوم 30 دقيقة التّسلّي بلعبة إلكترونية مع شخص موجود على القطار نفسه أو مع آخر موجود في استراليا. |