المؤتمر نت -
‬رشيد باصديق ‮ -
الوحدة ..سور اليمن العظيم‮
أن الوحدة اليمنية هي‮ ‬عزة الإنسان ومصدر كرامته ورفعته والوحدة هي‮ ‬الحصن المنيع للوطن،‮ ‬والشعب اليمني‮ ‬بكافة فئاته وشرائحه وأحزابه ومنظمات المجتمع المدني‮ ‬تدرك تماماً‮ ‬أن الوحدة اليمنية هي‮ ‬منجز عظيم في‮ ‬زمن الشتات والفرقة،‮ ‬ولا‮ ‬غرابة في‮ ‬حديثنا عن الوحدة بفخر واعتزاز،‮ ‬والتي‮ ‬يجب أن نضعها في‮ ‬حدقات أعيننا بعدما رأينا ما هو جارٍ‮ ‬ويجري‮ ‬على المستوى الإقليمي‮ ‬وفي‮ ‬دول الجوار،‮ ‬من أولئك الذين تآمروا على حاضرهم ليستقبلوا على أنقاضه رياح الفتن وموجات الحروب والاقتتال ومواسم من الدماء التي‮ ‬لم تتوقف ليبكوا طويلاً‮ ‬على زمن الاستقرار والأمان الذي‮ ‬رفضوه،‮ ‬وباتت همومهم أكبر وهم‮ ‬يرون بأم أعينهم تردي‮ ‬أوضاعهم الأمنية وتدهور أحوالهم من سيئ إلى أسوأ،‮ ‬

فكما قال فخامة الرئيس‮/ ‬علي‮ ‬عبدالله صالح‮/ ‬رئيس الجمهورية ‬في‮ ‬أحد خطاباته‮ ‬يجب الحفاظ على الوحدة وإلا ستتحول اليمن إلى أشبه بالصوملة أو العرقنة أو الأفغنة،‮ ‬ولقد صدق في‮ ‬قوله،‮ ‬والمواطن اليمني‮ ‬ليس منغلقاً‮ ‬على نفسه بل على دراية بالواقع السياسي‮ ‬العربي‮ ‬والدولي‮.‬ ‮

‬الإنسان اليمن بطبعه حصيف‮ ‬يُدرك مايدور حوله ولن‮ ‬ينخدع بشعارات من شأنها أن تثير الكراهية والحقد والنعرات المناطقية والمذهبية،‮ ‬ويجب أن‮ ‬يدرك أعداء الوحدة والديمقراطية أن‮ (‬الحكمة‮ ‬ كانت ولازالت يمانية‮) ‬ وهي‮ ‬قول النبي‮ ‬الأكرم محمد صلى الله عليه وسلم والذي‮ ‬لاينطق عن الهوى،‮ ‬والوحدة المباركة متينة وهي بمثابة‮ (‬سور اليمن العظيم‮) هذا السور هو سياج الوطن الذي ستتحطم تحت جدرانه كل الحيل والدسائس والمؤامرات‮ -‬الداخلية والخارجية‮- ‬التي‮ ‬تستهدف النيل من كل ماتحقق من منجزات عملاقة على كافة الأصعدة،‮ ‬لذلك‮ ‬يحتم علينا رص الصفوف للحفاظ عليها والعمل على زرع ثقافة التسامح والاعتدال والإخاء في‮ ‬نفوس الجيل الحالي‮ ‬والأجيال القادمة حتى‮ ‬يحافظوا على هذا الإرث العظيم الذي‮ ‬صنعه وحافظ عليه الرجال الأوفياء أصحاب النفوس الكبار،‮ ‬وقد سجل التاريخ اليمني‮ ‬عبر العصور تلك التضحيات التي‮ ‬قدمها الشعب اليمني‮ ‬بدءاً‮ ‬بالحفاظ على الثورة اليمنية والصمود في‮ ‬وجه الملكيين وأعوانهم في‮ ‬حصار السبعين‮ ‬يوماً،‮ ‬حتى بزغ‮ ‬فجر الحرية من حكم إستبدادي‮ ‬إستغلالي‮ ‬قمعي‮ ‬كان‮ ‬يحتقر الإنسان ويهين كرامته وأنطوت فصولاً‮ ‬من الظلم والاضطهاد ووقف الشعب بكل ألوان الطيف وقفة رجل واحد وهب الرجال من جميع المحافظات والمدن والقرى اليمنية‮ ‬غرباً‮ ‬وشرقاً‮ ‬جنوباً‮ ‬وشمالاً‮ ‬من أجل فك الحصار وقيام النظام الجمهوري‮ ‬ووقفت صنعاء بقبابها وبيوتها وقصورها وحصونها العتيقة مع إرادة الناس،‮ ‬حتى تمّ‮ ‬تدعيم وتثبيت النظام الجمهوري لتنجلي تلك السحابة الكئيبة التي ظلت ردحاً من الزمن جاثمة على صدر شعبٌ عصي على الخضوع والإنحناء, ولم‮ ‬يكن ذلك إلا بعدما قدّم الوطن طوابير عريضة من الشهداء والأبطال الذي‮ ‬رفضوا العيش إلا مع العزة والكرامة والإباء والشموخ ولا أحبذ ذكر أسماء من قاموا ببطولات وقدموا ارواحهم رخيصة من اجل عزة الوطن فرواة التاريخ قد سطروا أسماءهم بماء الذهب‮.‬ ‮

‬والوحدة بالنسبة إلينا نحن اليمانيين هي‮ ‬نواة لوحدة عربية حتى وإن طال انتظارها فالقرن العشرون قد سجل وحدتنين لن تمحى من سجلات التاريخ،‮ ‬الوحدة اليمنية المظفرة في‮ ‬الوطن العربي،‮ ‬ووحدة الألمانيتين في‮ ‬أوروبا‮. ‬لذلك فأن دول الخليج بوصفها المستفيدة من بقاء اليمن موحداً‮ ‬بحكم موقعها الاستراتيجي‮ ‬كدول جوار،‮ ‬هذه الدول قد وقفت حكومات وشعوب مع استقرار ووحدة اليمن وكذلك الولايات المتحدة الأمريكية ودول الاتحاد الاوروبي،‮ ‬وكل الدول الشقيقة والصديقة مع بقاء اليمن موحداً،‮ ‬وحل كل الترسبات تحت مظلة الوحدة والديمقراطية بالحوار والرأي‮ ‬والرأي‮ ‬الآخر،‮ ‬دون المساس بالثوابت الوطنية،‮ ‬وعدم استغلال حرية الصحافة لنشر وترويج شعارات من شأنها أن تزرع البغضاء والتشاحن والكراهية بين أفراد المجتمع اليمني‮ ‬وإلا فأن الوطن سيردع كل من‮ ‬يستغل هذه الحرية ويمارس الديمقراطية على هواه المريضة والحاقدة‮.‬ ‮

‬ومثلما بدأنا حديثنا لاعزة ولا كرامة لليمنيين إلا بوحدتهم واستقرارهم وأمنهم وديمومة دوران عجلة التنمية والبناء والتطلع إلى آفاق المستقبل المشرق والإلتفاف حول القيادة السياسية والانصياع لولاة الأمر،‮ ‬لأن الحاكم هو في‮ ‬الأول والأخير بشر‮ ‬يخطأ ويصيب وليس ملك،‮ ‬والمعارضة الحقيقية هي‮ ‬التي‮ ‬تعارض من أجل تقييم الاعوجاج وإصلاح أخطاء الحاكم‮ -‬إن وجدت‮- ‬من خلال طاولة الحوار مع تقديم الرؤى والأفكار والبدائل وليس رفع شعارات هدفها تقزيم وإنتقاص من عمل الآخرين،‮ ‬ووجدت المعارضة في‮ ‬كل بلدان العالم من أجل هذا الغرض لا من أجل‮ (‬معارضة من أجل المعارضة فقط‮)‬،‮ ‬وتخريب البلاد والعباد للوصول إلى أطماع ومصالح ذاتية،‮ ‬فالمصلحة العليا للوطن فوق كل المصالح،‮ ‬فحافظوا على وحدتكم حافظوا على سور اليمن العظيم‮.‬ واعتبروا مما‮ ‬يجري‮ ‬حولكم‮ ‬يا أولي‮ ‬الألباب‮.‬ والله من وراء القصد
تمت طباعة الخبر في: الأربعاء, 27-نوفمبر-2024 الساعة: 09:28 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almotamar.net/news/70044.htm